بقلم محمد النوباني |
حلت أمس الثلاثاء 2020/10/20 الذكرى السنوية التاسعة لإستشهاد الزعيم الليبي معمر القذافي على يد مجموعة مسلحة من العملاء الليبيبن الخونة(ثوار الناتو كما يسميهم الكاتب الفلسطيني عبد الباري عطوان) الذبن باعوا أنفسهم لاجهزة مخابرات امربكية وفرنسية وقطرية وإماراتية مقابل حفنة من الدولارات.
وبهذه المناسبة المؤلمة فقد بات معروفاً أن عماية إغتيال القذافي ونجله المعتصم ووزير دفاعه ابو بكر يونس تمت بتعاون وثيق بين ثلاث جهات امريكية وفرنسية وليبية عميلة حيث رصد الامربكيون موكب الزعيم الليبي قرب مدبنة سرت مسقط رأسه، فنقلوا هذه المعلومة الى الفرنسيين الذين قاموا بدورهم بعمليت مزدوجين في آن واحد الاول إرسال طائرة تابعة لهم قامت بقصف الموكب والثاني بإبلاغ وحدة تابعة للعملاء بمكان وجوده مما ادى إلى القاء القبض عليه وقتله بصورة بشعة بعد الاعتداء عليه جنسيا.
كما بات معروفاً ايضاً ان من اصدر امر اغتيال القذافي هما إثنان: الشمطاء هيلاري كلينتون التي كانت معنية براسه لكي تفوز في السباق الرئاسي إلى البيت الابيض في إنتخابات العام 2016 والثاني: لرئيس الفرنسي الاسبق نيكولاي ساركوزي لنهب وسرقة اموال وخيرات ليبيا ولمنع إنكشاف سر تمويل القذافي لحملته الانتخابية.
وفي هذا السياق لا بد من الإشارة ايضاً إلى مسالة مهمة اخرى وهي اننا لم نكن بحاجة إلى قيام إدارة ترامب قبل عدة ايام بالكشف عن اكثر من 55 الف رسالة اليكترونية من البريد السري لهيلاري كلينتون لكي نعرف عن حقيقة ما جرى في ليبيا عام 2011 وعن الاسباب الحقيقية لقتل القذافي.
فقد نشرت مجلة ” فورين بوليسي”الامريكية مقالة في مطلع اكتوبر 2017 كشفت فيها وبالتفاصيل المملة النقاب عن الاسباب الحقيقية التي حدت بحلف شمال الاطلسي الى شن حربه العدوانية اللصوصية ضد ليبيا في العام 2011 مما ادى الى الاطاحة بنظام الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي وقتله والى تحويل تلك الدولة العربية الغنية والمستقرة الى دولة فاشلة .
وقد كنا نعرف قبل ما نشرته تلك المجلة الامريكية المتخصصة ان دولة مثل فرنسا التي كان يتولى رئاستها الرئيس الفرنسي الاسبق “نيكولا ساركوزي” لعبت دورا محوريا في تلك الحرب التي ادت لخراب ليبيا وقتل وجرح مئات الالاف من ابنائها وتهجير قرابة نصف سكانها اي اكثر من ثلاثة ملايين نسمة إلى الخارج والاستيلاء على نفطها ونهب مئات مليارات الدولارات من صندوقها السيادي وغير ذالك الكثير .
كما كنا نعرف بان القوات الفرنسية هي التي القت القبض على القذافي ومن ثم قامت بتسليمه الى مجموعة من عملائها الليبيين الذين قاموا بدورهم بالاعتداءعليه جنسيا قبل قتله بصورة وحشية خوفا من يؤدي تقديمه الى المحاكمة الى كشف فضائح الرشى التي قدمها القذافي لتمويل حملة ساركوزي الانتخابية وكذلك لرئيس الوزراء البريطاني السابق ديفيد كامرون
وطبقا لما نشرته آنذاك مجلة “فورين بوليسي” فان حرب اسقاط نظام القذافي وقعت بهدف الاستيلاء على النفط الليبي وسرقة احتياطي ليبيا الضخم من الذهب والفضة ( 143طنا من الذهب و150 طنا من الفضة ) ومنع القذافي من انشاء عملة افريقية تعتمد على الدينار الذهبي بدلا عن الفرنك الفرنسي المتداول في جميع البلدان الافريقية الناطقة باللغة الفرنسية . وحسب المجلة التي استندت في معلوماتها الى نصوص رسائل الكترونية لهيلاري كلنتون نشرتها وزارة الخارجية الامريكية اواخر العام 2016, فان ساركوزي الذي قاد العدوان على ليبيا وضع نصب عينيه خمسة اهداف قذرة وهي الاستيلاء على النفط الليبي ، وتامين النفوذ الفرنسي في المنطقة ، وتوطيد سمعة ساركوزي داخل فرنسا ، وتاكيد القوة العسكرية الفرنسية، ومنع القذافي من التمدد في البلدان الافريقية الناطفة بالفرنسية ، وليس بهدف الدفاع عن حقوق الانسان في ليبيا واعادة الديمقراطية الى ربوعها ومكافحة الارهاب كما زعموا لتبرير العدوان. وهنا وعلى الرغم من حقيقة ان فرنسا ساركوزي لعبت دورا محوريا في تخطيط وتنفيذ العدوان الا ان كل دول الاطلسي ، وعلى راسها الولايات المتحدة الامريكية ، شاركت فيه بفعالية في حين ان جامعة الدول العربية بقيادة امينها العام آنذاك عمرو موسى شكلت غطاء عربيا له كما فعلت في ازمة وحرب الخليج الثانية الا انني لاحظت ان المجلة حاولت التقليل من الدور الذي لعبته الولايات المتحدة الامريكية، في تلك الحرب رغم ادعاء الرئيس الامريكي السابق باراك اوباما بانه ندم اشد الندم على تاييده لها.
ومن نافلة القول ايضاً انه كان من ضمن اهداف شن الحرب على ليبيا ،إضافة الى قتل القذافي، وتقسيمها الى دويلات متناحرة ، هو صناعة زعامات ليبية مستعدة لتطبيع العلاقات مع اسرائيل وتهيئة الاجواء للاخيرة للتمدد في القارة الافريقية وتهديد الامن القومي والمائي العربي وتحديدا المصري والسوداني من خلال اقامة سد النهضة الاثيوبي الذي اقيم بدعم اسرائيلي معلن وواضح.
بكلمات اكثر وضوحا فان حرب 2011 على ليبيا كانت عدوانا امريكيا اطلسيا اسرائيليا الهدف منه اضافة الى النهب والسيطرة وتجزئة المجزأ هو القضاء على اي قوة عربية تحاول التطور والنهوض والتغريد خارج سرب التبعية للغرب.
وفي الختام فإن المطلوب في الذكرة السنوية التاسعة لإغتيال الشهيد معمر القذافي هو تشكيل لجنة متابعة غربية مكونة من حقوقيين وشخصيات قومية عربية تكون مهمتها المطالبة بتقديم المتورطين بمقتله من باراك اوبوما ونيكولاي ساركوزي وهيلاري كلينتون (التي دعت الى قتله علناً قبل يومين من إستشهاده) والقطري حمد بن جاسم والاماراتي محمد بن زايد وصولاً إلى عمرو موسى وآخربن إلى العدالة الدولية بتهمة تدمير دولة مستقلة ذات سيادة وقتل رئيسها ظلماً وعدواناُ وسرقة إحتياطها الصخم من الذهب والفضة ومئات المليارات كانت في صندوقها السيادي.