في فجر يوم عيد الاضحى تم اعدام صدام حسين (العاشر من ذو الحجة) عام 1427ه، الموافق 30 كانون الأول/ديسمبر 2006) (لم يراعوا شعور المسلمين). بعد محاكمة صورية شهد العالم بعض جلساتها الهزلية، القت القوات الامريكية القبض عليه، سلمته الى الزمرة الحاكمة، لم يوقع الرئيس العراقي حينها على حكم الاعدام فقام جزار الشعب نوري المالكي (استأثر بالحكم لولايتين متتاليتين بعد ابتداعه فكرة الكتلة الاكبر المتكونة بعد اعلان نتائج الانتخابات) بالتوقيع وهو امر مخالف للدستور حيث انه في جميع الدول يتم التصديق على احكام الاعدام من قبل رئيس الدولة.
ربما ارتكب الرئيس صدام بعض الاخطاء في حق معارضيه بالداخل الذين كانوا متعاونين مع قوى خارجية كانت تناصب العراق العداء، أما من كانوا يطلقون على انفسهم قوى معارضة بالخارج فهؤلاء باعوا ضمائرهم وشعبهم لأعداء الوطن، واتوا على ظهور الدبابات التي دمرت البلد واصبح اثرا بعد عين، لأجل نهب مقدرات وخيرات العراق وقد تجلى ذلك من خلال ما ارتكبوه من جرائم في حق الشعب.
على مدى عقدين لم يقيموا أي مشروع في أي من المجالات التي تعود بالنفع على المواطن، البنى التحتية التي كانت قائمة والتي دمرها الناتوا لم يقوموا باعادة بنائها او استحداث بديل لها، قطاع الصحة في اسوا حالاته، الدينار العراقي تم تعويمه، ظل غاطسا في الاعماق سحبوا عنه الاكسجين كما سحبوه من غرف عزل المصابين بكورونا واضرموا فيهم النيران، الدينار العراقي قيمته اليوم صفر على الشمال بعد ان كان يساوي 3 دولارات امريكية .
تم تقسيم البلد الى شيعة وسنة وكرد، استأثر الشيعة بالحكم لكثرة عددهم، أما السنة فانهم اعتبروا من المغضوب عليهم باعتبار ان صدام سني، والكل يعلم بمن فيهم الزمرة الحاكمة حاليا ان صدام لم يكن سنيا بل كان قوميا عروبيا لا يؤمن بالطوائف وان غالبية المنتسبين لحزب البعث العربي الاشتراكي الذي كان يحكم البلد كانوا من الطائفة الشيعية اما في قيادة الحزب فكان من بينهم سعدون حمادي، اما الكرد فانهم يتمتعون بحماية دولية يأخذون نصيبهم من ثروة العراق من بيع النفط والغاز بالإضافة الى قيامهم بتهريب النفط المستخرج من الاقليم الى تركيا بأثمان زهيدة .
الاتراك يغيرون متى شاؤوا على شمال العراق بحجة ملاحقة عناصر حزب العمال الكردستاني pkk وكأن الامر لا يعني حكام بغداد بل ايضا سدنة اربيل الذين تربطهم وشائج القربى، فإيرادات التهريب اعمت بصيرتهم، ولأجل المال اقاموا علاقات اقتصادية مع كيان العدو المغتصب لفلسطين، متناسين انهم مسلمين منذ 14 قرنا وان القدس والأقصى من المقدسات والفلسطينيون اخوتهم في العقيدة والمذهب ايضا.
اعدموا صدام، لأنه ديكتاتوري مستبد من وجهة نظرهم، لكن ثورتهم المباركة، فرّخت عشرات ان لم نقل مئات المستبدين القتلة شذاذ الافاق منعدمي الضمائر، آكلي السحت، الغارقين في وحل العمالة والنذالة، بحيث لم يعد يرتجى منهم الخير.
البلد مستباح من قبل كافة الدول، المواطن العراقي لم يعد قارا على تلبية احتياجاته الاساسية، يفتقر الى ابسط الخدمات، بينما امواله يعبث بها الذين نصبوا انفسهم حكاما بقوة الطائفة والمذهب والقبيلة، الانتخابات على الابواب، هل يخرج الشعب من عباءة الدولة الدينية والعرقية، ويختار الدولة المدنية فهي السبيل الى اعادة الاعتبار له.