ربما جاءت حرب حزيران 1967على حين غرة بالنسبة للنظام الرسمي العربي, فكانت الهزيمة, لكن ما حدث في كامب ديفيد (17سبتمبر1978)كان مبرمجا لإخراج مصر من ساحة الصراع والتسويق بان الحل بيد امريكا لاغير,وبالتالي كانت اولى عمليات التطبيع مع الكيان المحتل والثمن هو استرداد سيناء التي يعتبرها الصهاينة مقدسة بالنسبة لهم وعليه اعتبر السادات ومن هم على شاكلته ان استردادها نصرُ مؤزر.
امريكا والغرب يدركون جيدا ان تحييد مصر سيكون في صالحهم, اذ لا حرب بدون مصر ولا سلام من دون سوريا,وهكذا كانت النتيجة, أما عن الاردن, فان نظامه غاطس في العمالة, ربما تأخر تطبيع بعض الانظمة العربية (المحافظة)لأنه كان بالعرب بعض الزعماء القوميين, لذلك وجب التخلص منهم ضمن مسلسل الربيع العربي, ومنذ اسقاط تلك الانظمة, اخذت نيران التطبيع تنتشر بسرعة فائقة, وفي اقل من عقد من الزمن غالبية الحكام العرب لم يطبعوا معه فقط, بل كانوا عونا له على الفلسطينيين.
ربما حضر ابوعمار مفاوضات كامب ديفيد الثانية (يوليو2000)لأنه ادرك ان مصر التي على حدوده قد خذلته ,لكنه وللأسف ختم تاريخه النضالي بتوقيعه اتفاقية اوسلو (ايلول 1993)التي نعتبرها قضت على امال الشعب الفلسطيني بقيام دولته المستقلة, أما عن ابي مازن تماهى جدا في بيع القضية والارتماء في احضان المستعمر, واصبح حارسا لحدود بني صهيون, نظير بعض المساعدات الدولية التي ينفقها على زبانيته في الضفة, واصفا اعمال المقاومة البطولية بانها عبثية مسفها تضحيات المقاومة, ويلقي باللائمة عليها على ما يحدث في قطاع غزة وكأن القطاع قبل 7 اكتوبر كان يعيش في رفاهية, بينما يعيش هو وزمرته في رام الله محاصرا او لنقل محميا بالصهاينة فلن يجدوا ..افضل منه.
في كل بقعة من بقاع غزة المقدسة المعمدة بدماء الابرياء الذين نحتسبهم شهداء, يرتكب العدو الصهيوني وعلى مدى ثمانية اشهر ونيف مجازر بحق المدنيين على مراى ومسمع العالم ,الذي يحرك ساكنا ,يغض الطرف حيث انعدمت الانسانية وذهبت الشعارات البراقة حول حقوق المدنيين وعدم استهدافهم اثناء الحروب ادراج الرياح, حقوق المدنيين التي بسببها تم احتلال العراق وسوريا وليبيا, فأصبحت على التوالي ذبيحة وجريحة ومتردية.
*من المؤسف جدا ان من يناصر المقاومة اليوم هي تشكيلات مسلحة تعمل خارج سلطات بلدانها*.
الحكام في دول التطبيع حاولوا تدجين شعوبهم والهائها عما يجري بفلسطين, اصبحت مغلوبة على امرها غير قادرة على الخروج في مظاهرات تندد وتستنكر الجرائم الصهيونية, في بعض الدول العربية التي انظمتها تجرم التطبيع خرجت مظاهرات تنادي بإسقاط مقررات كامب ديفيد, لأنها اساس البلاء الذي نحن فيه, فهل يفعلها الشعب المصري وبقية الشعوب الخاضع حكامها للإملاءات الغربية, وتطيح بأنظمتها التي تتشدق بانها تعمل مشاريع عملاقة تعود بالنفع على العوام, ندرك جيدا هذه المشاريع تعود بالنفع على المتنفذين في الدولة من رجال اعمال والدول صاحبة القروض الاستثمارية وان الغلابة من السكان لن يجدوا لهم موطئ قدم بها, ربما يمنعون او لنقل يعجزون عن الدخول اليها.