بقلم : مريم المقداد – تونس |
ما إن أقر رئيس الجمهورية السيد قيس سعيد عقوبة الاعدام على كل مجرم قاتل ، حتى كثر اللغط والنشاز اعلاميا في هجوم متقصد للنيل من شخص رئيس الجمهورية وانتقاص لعلمه بالقوانين و الأحكام ، ودرايته بالبلاد والعباد كمواطن تونسي يعيش في وسط اجتماعي أمكنه من المعرفة البصيرة بعلل المجتمع التي ترسبت في فئاته نصف قرن واستفحلت بشكل لافت بعد ثورة ما يسمى بالربيع العربي التي أضحت ربيع المجرمين والفاسدين رتعوا في البلاد افسادا واجراما لا حسيب يزجر ولا رقيب ينهر .
على منابر الفضائيات تطل علينا نماذج ممن يسمون انفسهم نخبة البلاد وكم على نخبك يا وطني علا الجهلة وتطاولت السفلة غباء واستغباء للشعب المسلوب الإرادة يصدعون رؤوسهم بهراءات أملت عليهم أجندات محددة لتبقى البلاد في بوتقة الفوضى ومن ثمة مزيد احكام قبضة الوصاية
والتبعية الاستعمارية.
عقوبة الإعدام أو كما عرفه الله تعالى في قرآنه الكريم بالقصاص ( ولكم في القصاص حياة يا اولي الألباب لعلكم تتقون ) البقرة الآية 179، إنما هو شرع إلهي نزل من عالم اللاهوت لينظم عالم الناسوت وفق سنن الله التي لا تبديل ولا تحويل في الكون ، يراه الحقوقيون العلمانيون قاسيا وحشيا سالبا لحق الانسان في الحياة ،وإنما هو في حقيقة الأمر حياة لأولي الألباب وشفاء غليل قلوب اولياء الدم الذين لهم الحق في القصاص او العفو ، وحاجزا رادعا لكل من تسول نفسه بارتكاب جرم في حق الفرد او المجموعة.
فإذا كان القانون الوضعي الذي أحدثه الانسان العاجز تنظيميا وردعيا لاستقامة الحياة واستمراريتها ، فالأولى بذلك الأحكام الإلهية التي شرعت لأجل حياة انسانية آمنة .وإذا كانت النفس الانسانية مقدسة فهل هي مقدمة على قدسية القانون الإلهي يا أصحاب العقول ؟؟ أم أنتم أعلم بالكون وسننه من الله خالقه ومبدعه ؟ ما لكم كيف تحكمون ؟