الأحد , 24 نوفمبر 2024
أخبار عاجلة

قمة بغداد…..احلام مع وقف التنفيذ…بقلم ميلاد عمر المزوغي

 

ابتليت غالبية شعوبنا بعشرية سوداء اتت على الاخضر واليابس, وقبلها بعقود ارتمى بعض حكامنا في احضان المستعمر, كانت هناك مقاطعة عربية للشركات الاجنبية التي تتعامل مع كيان العدو, اليوم تغير الامر, فحكوماتنا العربية تقيم علاقات دبلوماسية واقتصادية مع المغتصب لفلسطين, مصر والأردن تستوردان وتسوقان النفط والغاز الصهيوني, الاردن تنازل عن اراضيه المحتلة لصالح الكيان لعدة عقود كي يستثمرها بما فيها مياه نهر الاردن بينما شعبنا في الاردن يعاني الشح الشديد في المياه, مدت الجسور لتكون هناك رحلات جوية بين عواصمنا وتل ابيب.

قمة بغداد اجلت اكثر من مرة, ترى هل استفاق حكام الدول الثلاثة الميامين من غفوتهم وأصبحوا يفكرون في شؤون شعوبهم؟ .

عديد المظاهرات اقيمت في الاردن تنديدا باتفاقيات الغاز مع العدو وحث الحكومة على توفير مصادر اخرى, فهل توجه الاردن الى العراق لاستيراد النفط ومشتقاته بأسعار تفضيلية تجنبه الغضب الشعبي وتوفر له اموالا بالعملة الصعبة؟ المؤكد ان الامريكان هم من اوعزوا للسلطة الاردنية القيام بهذا التوجه لئلا يتأزم الموقف كثيرا ويلقي بظلاله على الاحداث الدموية في الضفة وبالأخص القدس وضواحيها.

لا يختلف الامر في مصر فهي تعاني ازمة اقتصادية ومائية شديدة في ظل تفاقم ازمة سد النهضة وإصرار اثيوبيا على ملا الخزان دون مراعاة لحقوق دول المصب, العالم يتفرد ولا يحرك ساكنا ومصر تتوجه الى المجتمع الدولي لإثناء اثيوبيا عن قرارها, ذهابه الى بغداد عله يتحصل على سعر تفضيلي للنفط العراقي ينعش الاقتصاد المصري, ومحاولة منه لخلق تكتل اقتصادي وسياسي يشعره بأنه ليس وحيدا في ازمته الراهنة القاتلة خاصة مع الحديث عن ان جنوب السودان يسعى هو الاخر لإقامة سدود تسهم والى حد كبير في خفض تدفق مياه النيل.

اما في العراق فان السيد الكاظمي الذي يعتبر رجل امريكا الذي فرضته على الساحة العراقية لإحداث توازن ولجم اصدقاء ايران وثنيهم عن القيام بأعمال (اجرامية) ضد المصالح الامريكية في العراق فانه ولا شك وجد ضالته في التقارب المصري الاردني وان على حساب الشعب العراقي البائس بتصدير اكثر من مليون برميل يوميا الى كلتا الدولتين بأثمان زهيدة, ولكنه لن يستطيع ان يخرج العراق من العباءة الايرانية ولعل اعترافه (كرئيس للحكومة وقائد عام للجيش العراقي) بالحشد الشعبي كقوة شبه عسكرية وإثنائه على دوره في محاربة الارهاب, خير دليل على ان هناك خطوط حمر لا يستطيع تجاوزها في (معاداته او تقليم اظافر ايران بالعراق), هل سيسعى الكاظمي الى محاربة من اوجدوا الارهابيين ونعني بهم الامريكان والتحالف الدولي على ارض العراق؟الانتخابات على الابواب, المؤكد انه سيرحل قريبا .

    كل حضر القمة وفي نفسه تحقيق بعض من احلامه التي تتيح له البقاء في السلطة اطول مدة ممكنه, ان احداث تكامل اقتصادي ونهج سياسي يعود بالنفع على رعاياهم ليس بالأمر الهيّن, فهؤلاء الذين اجتمعوا ليسوا اهلا للقيام بمثل هذه الاعمال، انهم مجرد تبع للإدارات الامريكية المتعاقبة, فالإمبراطورية العثمانية الجديدة اقامت عديد السدود على نهري دجلة والفرات وتدفق المياه الى كل من سوريا والعراق في ادنى مستوياته, وكذا سيكون حال النيل ان لم تتخذ مصر قرارا فوريا بالخصوص, أنهم يمنون انفسهم بعمل شيء يحسب لهم, ونجزم بأنها مجرد احلام مع وقف التنفيذ.

 mezoghi@gmail.com

شاهد أيضاً

تبقى النجوم وتسقط الاقمارُ…شعر ميلاد عمر المزوغي

الحَسَنُ استشهدَ وارتقى السنــوارُ جــيلُ الخـــنادق يأخـــذون الثأرُ ابــن هنــية قـــد تقـــدم للوغــى الكــل يشــهدُ …

المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2024