الأحد , 22 ديسمبر 2024
أخبار عاجلة

كتب أمين الدريوسي: الهدنة وما بعدها؟

وسط انضباط حذر يحاول فيه الاحتلال الإسرائيلي المناورة حتى اللحظة الأخيرة، تم تمديد الهدنة في قطاع غزة لمدة يومين، وهو ما كان متوقعاً منذ دخولها في يومها الثالث، ويُرجح البعض أن تبنى هذه الهدنة على أرضية جيدة، خاصة مع حرص المقاومة الفلسطينية على إطلاق المزيد المحتجزين لديها من المستوطنين مقابل المزيد الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال.
لقد أوضحت هذه الصفقة أن المقاومة قادرة على فرض شروطها، فيما بدا الكيان هو الطرف المتلقي، يبدي رأيه في التمنع أو التعديل مع الحفاظ على السقوف الموضوعة ومن دون المسّ بالخطوط الحمراء، وبات الاحتلال الاسرائيلي يواجه الانتقادات داخلياً ودولياً، على خلفية ارتكابه جرائم الحرب من دون «تحقيق أي من أهدافه»، فهو الآن يواجه ضغوطاً دولية عديدة- قد تكون في جانب من جوانبها- تشكل سابقة من حيث شدة الانتقادات التي ساهم بها ضعف الرواية الإسرائيلية التي يقدمها الكيان الإسرائيلي كتبرير للجرائم والقصف العشوائي الممنهج والحصار اللاإنساني على الشعب الفلسطيني.
بدورها.. ونتيجة لهذا الواقع، فقد باتت الإدارة الأميركية أيضاً محط انتقادات، لكونها هي من يتولى تقديم الدعم السياسي واللوجستي للكيان الاسرائيلي، وتحت هذه الانتقادات ونتيجة المأزق السياسي الذي دخلت فيه واشنطن فقد حثت في الوقت ذاته على ضرورة المضي بالهدنة، بعد الضغط من الرئيس الأميركي جو بايدن على نتنياهو ليوافق على الصفقة، وفيما يدور الحديث عن أن وزير حرب الكيان الإسرائيلي يتابع التخطيط لجولة تصعيد جديدة تعقب الهدنة، فإن أسئلة كثيرة تطرح وهي بمنزلة التشكيك بجدوى العودة للحرب: فكيف ستتعامل واشنطن مع الإصرار الإسرائيلي على متابعة العمليات العسكرية؟ وكيف سيتعامل جيش الاحتلال مع المقاومة التي تستثمر الهدنة في التنظيم والتخطيط، والتي تخبئ مفاجآت لم يعلن عنها بعد، وهو ما يجعل استئناف القتال أكثر ثقلاً على الجيش الإسرائيلي وأعلى تكلفة؟
في المحصلة.. فإن التوصل إلى اتفاق على الهدنة في قطاع غزة يُمثل ثمرة انتصار للمقاومة التي استطاعت أن تحاصر قوات الاحتلال في بقعة محددة وتستنزفها، وهو ما يمثل إهانة لكيان الاحتلال وتهديداً لنفوذ الولايات المتحدة في المنطقة، وقد كان الأسبوع الأخير من العدوان الإسرائيلي أسبوع استنزاف بحت، وحتى وتيرة القصف والمجازر التي ارتكبها العدو كانت تؤشر إلى حالة المأزق التي يعيشها، وحالة النزف الغزير التي وقعت فيها قوات الاحتلال على مستوى الآليات العسكرية، فضلاً عما يسمى جنود وضباط النخبة.
قصارى القول: إن استمرار الاحتلال الاسرائيلي بتنفيذ مجازره وتهديداته بمواصلة الحرب والعدوان بعد الهدنة الإنسانية وارتكاب المزيد من جرائم الحرب بحق الشعب الفلسطيني، في وقت تتواصل فيه الهدنة في قطاع غزة، التي كشفت عن حجم الدمار غير المسبوق الذي حلّ بالقطاع وحجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها المواطنين في القطاع، هذا الأمر يستدعي استمرار الحراك الإقليمي والدولي لتثبيت الهدنة، وتالياً التهدئة، وتحويلها إلى وقف مستدام لإطلاق النار وتأمين الاحتياجات الأساسية للمواطنين الفلسطينيين في القطاع.

شاهد أيضاً

هدنة لبنان…ليست نهاية المعركة…بقلم ميلاد عمر المزوغي

التحق حزب الله بطوفان الاقصى في يومه الثاني, في محاولة منه لتخفيف الاعباء عن غزة …

المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2024