موجة تعاطف مع وزير الداخلية المقال لطفي براهم لم يحظى بها وزير داخليّة سابق ..لماذا ؟ ما أسباب الاقالة وخفاياها ؟ ولماذا الآن ..
قراءة سريعة في حدث هزّ البلاد اليوم ..أمام شحّ التحاليل وصمت ” النخب” المهرولة نحو المناصب في زمن التّفاهة ..
1- لطفي براهم نادر الظهور في الاعلام لكنّه حظي بتعاطف شعبي لأنّ الأمن استرجع عافيته..لأنّ الأمن رجع للبلاد وهو الرّكن الأساسي للاستقرار..لأنّ الارهاب تمّ دحره..انجازات هيّ المكاسب الأكبر ان لم أقل الوحيدة لهذه الحكومة
2- من السذاجة السياسية ربط الاقالة بفاجعة قرقنة ..هاجس النهضة الأوّل هي الداخلية وتريد أن تكون مضمونة ..على غرار الوزير المضمون الفار المتهم في قضيّة تآمر وخيانة عظمى..
اعترضت على تسميته منذ وقع اقتراح اسمه على رأس الوزارة ..لأنّه رجل ميداني قوي وخاصّة لكونه غير ” مضمون” ..لنتذكّر أيضا ومنذ مدّة التصريح المدوّي ل ” الأستاذ” الذي هدّد فيه من مغبّة انقلاب يقوم به ” جنرال مجنون”..والكثيرون اعتبر التصريح ايحاء مباشرا لشخص وزير الداخلية ..
مشاكل براهم بدأت منذ تحقيقه لنجاحات في الحملة على الفساد وهو آمر للحرس الوطني وقبل أن يصبح وزيرا ثمّ بدأ الكأس يمتلئ مع زيارته اللاّفتة للسعودية واستقباله شخصيا من طرف الملك في سابقة لم يعهدها البروتوكول السياسي في المملكة
3- ثمّ لنعد لفاجعة قرقنة ..المؤكّد ان مؤشرات جديّة تؤكّد على تواطؤ أمني ..يضاف الى الفراغ الأمني الذي تشهده الجزيرة منذ قرابة العامين على اثر أزمة بيتروفاك ..لكن هذه الفاجعة هل تبرّر التضحية برأس الوزير ..والفواجع البحرية تكاد تكون موسمية في تونس ومنذ عقود بل هيّ ظاهرة عالمية..ظاهرة الهجرة السريّة
هل تلك الفاجعة أخطر من كارثة شبكات التسفير التي لطّخت سمعة البلاد وورّطت الآلاف من التونسيين للقيام بجرائم الذّبح وقطع الرؤوس..ولم تتمّ اقالة أي وزير داخليّة في ذلك العهد الأغبر
4- ما نشهده يندرج في مشهد مأساوي أكبر..مشهد حرب على السلطة وكسر عظام بعد تعليق وثيقة قرطاج والمواجهة المكشوفة بين رئيس الحكومة وقيادة النّداء ودخول النهضة القوي كاللاّعب الأكبرعلى قطعة الشطرنج
أختم بسؤال ..السّؤال الوحيد الذي يطرحه المواطن العادي البسيط : هل كل ما يجري هوّ في صالح تونس..في صالح هذا الوطن المتعب بآلامه وجراحه ؟؟