الأربعاء , 18 ديسمبر 2024
أخبار عاجلة

كتب د. فؤاد شربجي: الهدن بدأت.. الحرب لم تنتهِ!!

مسار الهدن بدأ، لكن الحرب لم تنتهِ، الهدنة الأولى جاءت اعترافاً اضطرارياً من الكيان الصهيوني والولايات المتحدة بأن المقاومة هي الطرف الممسك بالقرار في غزة، وبادئ ذي بدء، وبينما يكرر هذا الكيان ومعه أمريكا أنهما سنهيان مقاومة أهل غزة، ويتم «القضاء عليها»، نرى «إسرائيل» تفاوض هذه المقاومة وتخضع لطلباتها وشروطها وملاحظتها، وهذا إخفاق أول مؤسس لأهداف الخطة الإسرائيلية الأمريكي في غزة، ونجاح أولي مؤسس لوجود واستمرار وفاعلية المقاومة في غزة وكل فلسطين.
‏هكذا وبعد أن انكسرت عنجهية هذا المحتل في (طوفان الأقصى)، نراه يتجرع السم من أجل الحصول على بعض الرهائن الذين تحتجزهم المقاومة ليسكت مستوطنيه وأهالي الرهائن التي فشلت «إسرائيل» في حمايتهم، ويظن نتنياهو وحكومته أنه بحصوله على جزء من الرهائن الإسرائيليين يهدئ الغاضبين من شعبه والمطالبين بإقالته، ويتجاهل أن هناك أكثر من مئتين من الرهائن سيبقون بيد المقاومة بعد انتهاء الهدنة الأولى، ولكن الخداع الأمريكي يريد من هذه الهدنة وما فيها أن يذر الرماد في عيون الرأي العام العالمي، موهماً الجميع بأن «إسرائيل» وأمريكا قاموا بهدنة إنسانية، تلبي الاحتياجات الإنسانية الأساسية لأهل غزة، وفيها إدخال للوقود والمساعدات، إضافة لتحرير الرهائن الإسرائيليين، وتظن واشنطن أن مثل هذه الهدنة المدعومة بإعلام مكثف ومروج، ربما يسمح ويغطي استئناف «إسرائيل» لعدوانها الهمجي، ومعاودة ارتكاب جرائمها ضد المدنيين العزل، وضد الحجر والبشر، وضد الحقوق الوطنية المقدسة للفلسطينيين في أرضهم ووطنهم.. ألم يقل نتنياهو إن «الحرب مستمرة».
‏ الهدن عادة تمهد لمفاوضات تؤدي لوقف دائم للعمليات العسكرية، وتفتح الطريق لحل سياسي، لكن، وحسب التصريحات الإسرائيلية الوقحة، فإن «إسرائيل» مصرّة على استئناف حربها وعدوانها بعد انقضاء الهدنة اليوم الاثنين «إلا إذا مددت الهدنة»، و يصرّ قادة الكيان على ترداد نياتهم بمتابعة الحرب، حتى تحقيق ما يتوهمون بأنهم قادرون على تحقيقه «إنهاء المقاومة وتصفية القضية الفلسطينية»، في الوقت الذي تعد المقاومة شعبها والعالم، وتعد كذلك المحتل الإسرائيلي بمفاجآت أعدتها واستعدت لها لتذيق هذا العدو الصهيوني ما هو أكبر وأفظع مما ذاقته في«طوفان الأقصى» ..
‏الهدن بدأت، الحرب لم تنتهِ، والمحتل مصرّ على عدوانه وهمجيته، وسعيه لإبادة الشعب الفلسطيني، وما زالت أمريكا تدعمه وتقف وراءه و معه، ضد العرب والعروبة، وضد قضيتهم المركزية فلسطين، ولا بد ‏من موقف عربي أكثر فاعلية وجدوى في دعم المقاومة في التصدي للعدوان الصهيوني الهمجي والمستمر في استهداف العرب والعروبة في حريتهم واستقلالهم وكرامتهم الوطنية والقومية.

شاهد أيضاً

هدنة لبنان…ليست نهاية المعركة…بقلم ميلاد عمر المزوغي

التحق حزب الله بطوفان الاقصى في يومه الثاني, في محاولة منه لتخفيف الاعباء عن غزة …

المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2024