في سابقة هي الأولى من نوعها، أعلنت مملكة البحرين أن وفداً إسرائيلياً سيشارك في اجتماع لجنة التراث العالمي الذي تنظمه منظمة «اليونسكو» وتستضيفه المنامة ما بين 24 الجاري وحتى 4 تموز تحت رعاية الملك حمد شخصياً، حسبما أوضح «مستشار التراث العالمي» في هيئة البحرين للثقافة والآثار، مسوغاً حضور وفد الكيان الصهيوني بأن هذا اجتماع دولي، و«اليونسكو» هي التي تنظمه، والمملكة مستضيف فقط، ومن حق أي دولة في الأمم المتحدة حق المشاركة -على حد تسويغه-.
فإذا افترضنا جدلاً أن هذا الكلام حق يراد به حق، هذه ليست هي المرة الأولى التي تعلن فيها المنامة بهذه الفجاجة والصفاقة والوقاحة، وبشكل علني، استضافة وفد صهيوني بعد عقود طويلة من التأرجح على سلالم التقارب السري، فهرولة المنامة نحو التطبيع مع «إسرائيل» «عتيقة»، فقد سجلت الأعوام الخمسة الأخيرة تقارباً غير مسبوق في العلاقات بين المنامة وتل أبيب على كل المستويات، فالبداية ترجع إلى عام 1994 حين زار يوسي ساريد وزير البيئة الإسرائيلي المنامة على رأس وفد كبير، تحت ذريعة المشاركة في مؤتمر للبيئة، وبعدها بست سنوات التقى ولي العهد سلمان بن حمد الرئيس الإسرائيلي السابق شمعون بيريس في دافوس الذي أثمر عن إغلاق مكتب مقاطعة «إسرائيل» في البحرين، وفي العام 2008 التقى ملك البحرين شخصياً بيريس وليفني على هامش «مؤتمر الحوار بين الأديان» في نيويورك، وفي كانون الأول الماضي زار وفد من إحدى الجمعيات البحرينية يضم 25 شخصاً كيان الاحتلال بشكل علني.
وفي 10 أيار الماضي دافع وزير خارجية البحرين خالد خليفة عما أسماه حق «إسرائيل» في الدفاع عن نفسها وتدمير مصادر الخطر في أي مكان من الدول العربية.. وفي الشهر ذاته كشفت اللجنة الأولمبية الفلسطينية مشاركة دراجين بحرانيين في ماراثون أقيم في «إسرائيل»، ومنذ أيام قليلة عدّ وزير الخارجية البحريني «إسرائيل» «من دول المنطقة» وهذا اعتراف مجاني بوجودها الاستيطاني الاحتلالي الفظيع، وتجاهل أكثر فظاعة لمأساة فلسطين والجولان.
الغزل البدوي فاق كل تصور، والتقارب لم يقتصر فقط على الجانب الاقتصادي والرياضي والثقافي كما كان في السابق، بل وصل إلى الحديث عن احتمالية فتح سفارة «إسرائيلية» في المنامة قريباً بمباركة الرياض، وهذا ليس بغريب.. لكن اللافت أن أكثرية ما يسمى «مجلس التعاون الخليجي» يجاهر بمعاداة جارتهم المسلمة إيران وبحجج واهية يفتحون أبوابهم على مصراعيها أمام التطبيع مع كيان العدو الألد للعرب، والمنتهك الأسوأ للمقدسات، والقاتل الأشرس لأطفال العرب، استناداً إلى العداء المشترك لطهران، وضرورة التوحد من أجل النيل من مواقفها المشرفة لتنفيذ «صفقة القرن» وإنهاء القضية الفلسطينية.
الوسومالبحرين التطبيع اليونسكو عارف العلي
شاهد أيضاً
المطبعون العرب.. شركاء في حرب ابادة غزة…بقلم ميلاد عمر المزوغي
على ايام حكم العسكر, والتفرد بالسلطة لم نشهد انحطاطا في شتى المجالات كما نشهده اليوم, …