محاولة اغتيال الرئيس البوليفاري نيكولاس مادورو جاءت ضمن سلسلة خطط أميركية لزعزعة النظام المناهض للهيمنة الذي قام في فنزويلا وأشع في محيطها منذ انتخاب الزعيم الراحل هوغو شافيز .
بالتزامن مع التدخلات التخريبية في فنزويلا تواصل الامبراطورية حربها للنيل من الحكم السانديني التحرري في نيكاراغوا بكل الوسائل المتاحة وفي أكثر من بلد في القارة الأميركية شواهد ووقائع على خطط للتدخل الأميركي ضد القوى التحررية والاستقلالية المناهضة للهيمنة الاستعمارية.
هذه التدخلات تستخدم وسائل متعددة تقوم على دعم جماعات عميلة وشبكات تضم ما يسمى بمنظمات المجتمع المدني وواجهات نقابية تحركها الاستخبارات الأميركية بواسطة عملائها وتنظيمات شبه عسكرية خاصة للاغتيالات والتخريب.
ان ما يجري في ايران مؤخرا لا يختلف جوهريا عن حالة نيكاراغوا وفنزويلا وغيرها والمطلوب واحد وهو زعزعة الحكومات المناهضة للهيمنة واستنزافها بشتى الوسائل الناعمة والخشنة.
لقد زلزلت التحولات العاصفة في العالم دعائم الهيمنة الأميركية والامبراطورية تعاند سنة التاريخ وتحاول بكل قواها التصدي للموج الجارف.
قيمة هذه التطورات انها تدعونا للانتباه الشديد عشية الانتصار السوري من خطط استنزاف وتخريب بعد النصر لعرقلة مسيرة النهوض السوري.
تستغرق الادارة الأميركية في حالة هستيريا الهزائم المتلاحقة وتقف مذعورة امام تحديات التكيف مع هزائمها المتكررة وتلجأ الى استحضار جميع وسائلها القذرة ضد جميع المتمردين على الهيمنة في العالم.
هذا السلوك العدواني والمتوحش اقتصاديا وماليا وأمنيا لا يوفر وسيلة للنيل من ارادة الاستقلال والتحرر في اي مكان من العالم الذي اسقطت سورية وحلفاؤها محاولة اخضاعه للهيمنة الأميركية الأحادية ومثلت بصمودها مهدا للتعدد القطبي الجديد ظهرت منه وأطلت القوى الشرقية الصاعدة روسيا والصين وايران وتزعزعت انطلاقا من صمود سورية منظومة الهيمنة الاستعمارية الصهيونية الرجعية في الشرق.
بقدر الاهمية النوعية والتاريخية للانتصار السوري القادم سيكون التخطيط لتنغيص فرحة الشعب الصامد والمناضل وقيادته الشجاعة المقاومة.
ينبغي الانتباه من الآن الى محاولات التحايل والمناورة الغربية والخليجية لمحاولة التسلل من جديد وكذلك الى ما تركت مخابرات حلف العدوان وراءها من عملاء وخلايا ارهابية نائمة لتنفيذ أعمال تخريب واغتيالات تزعزع الأمن.
المهام الجديدة التي تنتظر القيادة والمؤسسات الوطنية السورية كبيرة ودقيقة لاستكمال المسيرة الوطنية ولتحصين الانتصار القادم والأمر نفسه يصح اليوم في مواجهة ما يستهدف ايران.
لقد سدد محور المقاومة ضربات قاتلة للحلف الاستعماري الصهيوني الرجعي وما يستهدف ايران وروسيا والصين من عقوبات وضغوط يتطلب مزيدا من التمسك بهذا الحلف الشرقي الذي دعم صمود سورية ومحورها وأفشل الخطط الاستعمارية.
التكالب الاستعماري لن يتوقف بمظاهره الخشنة او الناعمة وهذا قانون طبيعي تؤكده التجارب. الصراع سوف يستمر وواهم من يظن أن نهاية جولة تتيح لحركات التحرر والمقاومة أخذ استراحة بل تدعو الى وضع خطط جديدة ذكية ودقيقة تؤصل الخبرات وتراكم القدرات في استراتيجية كفاح متواصلة فالاستقلال هو حركة ودينامية دائمة لا يجب ان تتوقف وكلما طور العدو الامبريالي من ادوات العدوان والتدخل يفترض بنا ابتكار الجديد من وسائل الصمود والمقاومة.