أردوغان يحتضن الحركات الإخوانية، ليتم عبرها تمرير المشروع الصهيوني
بدا واضحا بما لا يدعو للشك، أن أردوغان الأتراك وبعد اجتياحه مستعمِرا للأرض السورية، بتعلة مناصرة الجماعات المسلحة والإرهابية من المرتزقة العالميين الذين أتوا من كل أصقاع الدنيا “لإرساء الديمقراطية وحقوق الإنسان والإطاحة بالنظام البعثي في سوريا”، وبعد إعلان عزمه على تدمير ليبيا عبر المرتزقة والبنادق المأجورة، بدا واضحا أنه يعمل بالوكالة عن “إسرائيل” لنشر الخراب والدمار في البلاد العربية، وإن استطاع التحرش بالجزائر، وما تونس بالنسبة له إلا كرة بين الأرجل، يسهل عبورها لتحقيق أهدافه المعلنة والخفية، تحت غطاء الدين العثماني والقومية التركية… وما قوله بدعم حكومة الصخيرات في ليبيا والمليشيات المسيطرة عليها، إلا تعلات واهية لمن يعرف حقيقة أردوغان… فقد أسس أردوغان شركات أمنية عسكرية خاصة على غرار”بلاك ووتر” الأميركية و”فاغنر” الروسية، أهمّها “سادات”، يستعملها لحمايته الشخصية وحماية دولته ضد الإنقلابات، وتعمل هذه الشركات على تدريب وتسليح المرتزقة لتنفيذ العمليات خارج تركيا… لتركيا علاقات استراتيجية مع الكيان الصهيوني، ازدادت قوة ومتانة بعد تولي أردوغان السلطة، فحسب بيانات وزارة الإقتصاد التركية، بلغ التبادل التجاري بين “إسرائيل” وتركيا 4 أضعاف ما كان عليه… ولـ”إسرائيل” مستشارون عسكريون يعملون في القوات المسلحة التركية، واتفاقيات بمليارات الدولارات في مجال التدريب العسكري والتسليح والتحديث والصيانة، وتركيا أردوغان تكاد تعتمد بالكامل على التقنية “الإسرائيلية” في الصناعات الحربية والإستخباراتية وصناعة الدرون… العلاقة التركية “الإسرائيلية” نسجتها أمريكا، ولا ترغب في الإستغناء عنها، وجعلتها على حد تعبير أحد خبرائها العسكريين بمثابة المسدس الأمريكي في المنطقة، “إسرائيل” زناده وتركيا ذخيرته… منذ 2004 أنهت طواقم استراتيجية أمريكية بمعية استراتيجيين صهاينة من مثل شارون وشمعون بيراز خططها وتوصياتها لأصحاب النفوذ في العالم، بالتنسيق مع روسيا وفرنسا وبريطانيا، في ملفات تحمل عنوان “التفتيت نحو شرق أوسط جديد”… باستعمال مؤقت لتركيا الحليفة وعملاء من دول الخليج كقطر والإمارات وآل سعود… هذا المشروع طرحته إدارة بوش الأمريكية على مجموعة الدول الصناعية الثمانية، لوضع الترتيبات الميدانية لإعادة تقسيم خارطة سايكس بيكو لمنطقة واسعة، تضم كل الدول العربية إضافة إلى تركيا وإيران وأفغانستان وباكستان، وطبعا “إسرائيل” التي سيتسع نفوذها بهذا المشروع نحو “إسرائيل” الكبرى من النيل إلى الفرات، ويكون تحت عنوان نشر الديمقراطية والإصلاح الاقتصادي والاجتماعي… وفي إطار هذا المشروع، يعمل أردوغان بالوكالة عن “إسرائيل” إلى أن يأتي دور تدمير تركيا في ما بعد… الترويج لإخوانية أردوغان، ولعداء وهمي بين تركيا و”إسرائيل”، فكرة “إسرائيلية” تهدف لجعل الحركات الإخوانية تثق في تركيا، من أجل احتضان الحركات الإسلامية، ومن ثم يتم عبرها تمرير المشروع الصهيوني، بإنهاء الحق الفلسطيني، وتفتيت وإضعاف الدول العربية والإسلامية… أردوغان لعبة في يد الصهاينة، خيوطه موصولة بغير الله، وسيكون هو نفسه، إذا استمر في السلطة، المعول الذي سيدمرون به تركيا.