أساتذة التاريخ يعرفون أن الهجرات التي شهدتها المنطقة التي باتت تعرف اليوم بالوطن العربي كانت دوما تتم من الشرق إلى الغرب من الفنيقيين إلى الفتوحات إلى بني هلال….
الطريف أن هذه القاعدة لم تكسر إلا مع موجات الربيع العربي حين هبت “الحشود”لنصرة سوريا منطلقة من الغرب إلى الشرق.فكانت الحصيلة درامية في الشرق والغرب وكان نصيب تونس من الدماء والأرواح لا يقل عما عاشته أقطار الإقليم بل كانت في طليعة البلدان الأكثر تصديرا للإرهابيين.
حينها كنا ننبه ونحذر من إرتدادات تلك الموجات على تونس وعلى الإقليم لكننا كنا نجابه بالإنكار حينا وبالإستهزاء حينا آخر من شركاء المشروع الإرهابي ومن حلفائهم من “فقهاء”الربيع العربي الذين كانوا يرون هذه المجاميع ثوارا ضد نظام ديكتاتوري.
اليوم ينطلق موسم الهجرات المعاكسة بعد أن أنتهت المهمة في الشرق حيث اعلن اليوم المرصد السوري لحقوق الإنسان وهو جهة موثوقة لدى الغرب ولدى أنصار “الثورة السورية” أنه منذ شهر أكتوبر الماضي تم نقل 11 ألف مرتزق من حملة الجنسية السورية و9 آلاف إرهابي من جنسيات أجنبية منهم من حملة الجنسية التونسية تم نقلهم من منطقة أدلب الى تركيا ثم إلى طرابلس الغرب عبر طائرات وبواخر المليشيات في طرابلس بتمويل قطري وتخطيط وإشراف المخابرات التركية التي أصبح مديرها يقيم في طرابلس.
إذا أضفنا لهذا المعطى سيطرة الأتراك على قاعدة الوطية فإن الوضع في المنطقة سيكون أكثر دراميتيكية مما شهدته سوريا خلال السنوات الماضية.
ليبيا بلد مجاور لبلدين أوضاعهما لا تقل هشاشة عنها هما تونس والجزائر وجغرافيتهامفتوحة على الصحراء الكبرى وفيه من الثروات ما يؤجج حروب طويلة المدى بإشراف الإحتلال التركي صاحب التجربة الطويلة في إدارة هذه الحروب وهو الذي بات يدير العمليات من قاعدة الوطية التي كانت أكبر قاعدة أمريكية في الشرق الأوسط حتى 1970 والتي كان مجال عملياتها يمتد المحيط الأطلسي حتى قناة السويس.
الإحتلال التركي بكل رمزيته مع 20 ألف إرهابي وافد مع 80 مليشيا محلية مع 40 مليون قطعة سلاح موزعة مع مليوني برميل نفط مع الدعم المالي القطري السخي،على ليبيا السلام وعلى تونس السلام وعلى المنطقة السلام.
قد يستفيق الحمقى والأغبياء بعد ان يقع الفأس في الرأس. أما العملاء فقد هانت عليهم ليبيا من قبل في 2011 وهي التي أنفقت عليهم بسخاء أيام الشتات في عواصم الغرب وهانت عليهم سوريا التي أحتضنتهم ايام الشدائد، تهون عليهم اليوم الجزائر وتونس وليبيا حينما تسلم بالمناولة للإحتلال العثماني وشذاذ الأفاق من كل بقاع الأرض.
التاريخ يعيد نفسه لكن بأكثر دموية بإعتبار تجمع كل مقومات الحريق الكبير.