ظروف بالغة التعقيد تمر بها السعودية، فالحرب على اليمن تستنزف الخزينة بشكل مستمر، واسعار النفط التى انخفضت الى مستويات غير مسبوقة، والاقتصاد العالمى الذى اصيب بركود وسوف يتعرض لمزيد من الركود بسبب الوباء الحالى الذى يجتاح العالم وتأثيراته السالبة على مختلف النواحى، أضف الى ذلك اطماع ترامب التى لاتنتهى فى اموال السعودية وابتزازه المستمر لال سعود حتى يدفعوا له اكثر، كل هذه الاسباب صنعت واقعا معقدا وضع الحكومة السعودية فى حرج واضطرها الى الاعتراف بالعجز الضخم لميزانيتها فى الربع الاول للعام اذ اعلنت وزارة المالية السعودية، الاسبوع الماضى، أن عجز الميزانية في الربع الأول من العام الجاري بلغ 34.107 مليار ريال (9.07 مليار دولار).
وقالت الوزارة ان ايرادات هذه الفترة نقصت بنسبة 22% عن ايرادات نفس الفترة من العام الماضى وهذا المؤشر خطير جدا لأننا اذا افترضنا ان كل التسعة أشهر القادمة شهدت فقط نقصا فى حدود 30 % اخرى فهذا يعنى ارتفاع النقص فى الايرادات الى اكثر من 50% مقارنة بالعام السابق وهذا امر بالغ الخطر ويهدد بمآلات صعبة جدا على السعودية وكثير من المشاريع لها سواء فى الداخل أو الخارج.
ومن المعروف ان حرب النفط المستعرة بين السعودية وروسيا هى من اشد الحروب قسوة على ال سعود، فالروس يمتلكون احتياطيات
نقدية باضعاف أضعاف ما لدى السعوديين، اضافة الى ان روسيا غير متورطة فى حرب استنزاف كما هو حال السعودية فى اليمن، وبعد معركة شرسة بين العملاقين رضخت السعودية ونزلت على رغبة روسيا واخرين بتخفيض انتاج النفط وهذا بدوره سوف يتسبب فى فقد الرياض مليارات الدولارات من إيرادات الدولة هذا العام مما يفاقم من المشاكل ويسهم فى زيادة معاناة المواطنين السعوديين .
ووفقا لصندوق النقد الدولي، من المتوقع أن يشهد مصدرو النفط في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا انخفاضا في إيرادات تصدير النفط هذا العام بنحو 226 مليار دولار، وفقا لريترزو، وباعتبار ان السعودية هى اكبر منتج فى هذه المنطقة فستكون هى الخاسر الأكبر من بين الخاسرين من تدهور اسعار النفط والانعكاس السالب لذلك على الوضع العام فى البلد .