الإثنين , 23 ديسمبر 2024
أخبار عاجلة

كتب مصطفى قطبي: الإسلام السيّاسي بالمغرب العربي..من اللامعقول إلى المجهول

تعكسُ الاحتجاجات الشعبية التي بدأت من تونس، وتنذرُ بامتدادها إلى دول مغاربية أخرى، مدى الرفض وغضب الشارع المغاربي من الدرك الذي أوصلنا إليه “الإخوان المسلمون”، وباقي أطياف الإسلام السياسي الذين طفوا على السطح بعد موجة ما يسمّى “الربيع العربي”، حيث تنبئ احتجاجات تونس ذاتها أيضاً بالاحتضار والموت السريري الذي تعيشه هذه القوى العميلة والمأجورة. لقد مثلت إيديولوجيا “الإسلام السياسي” على امتداد ما يقرب من قرن فعلاً تمزيقياً لبنيان المجتمعات التي تغلغلت فيها، والفعل نتاج طبيعي لتلك الإيديولوجيا التي تسعى إلى فرز المجتمع بين من هو مؤمن ومن هو غير مؤمن، ثم بين الأكثر إيماناً، والأكثر بعداً عن الإيمان، وذلك لوحده خلق المزيد من التشققات في نسيج المجتمعات التي كانت بحاجة لفعل معاكس يضعها في مسارات توافقية في مواجهة تحديات الخارج، وتلك التي تفرضها عملية البناء في الداخل. وتبدو أحداث تونس الأخيرة مؤشراً على سقوط واضح لجماعة “الإخوان المسلمين”، التي تضلل الناس والشعوب بالأسماء البراقة مثل “النهضة” و”العدالة والتنمية” و”الحرية”، بعد أن حَدَثَها الغرب بأصول النفاق والكذب، لا بل هي من يدرّس العالم كله قواعد النفاق والدجل باسم الله والدين.

في ”المغرب” مدرسة الأخوان مطوّقة، وفي تونس انكسرت شوكتها، وفي الجزائر هُزمت، ولا يستطيعون رفع رأسهم، أما جماعة “الإخوان المسلمين” في موريتانيا، فتعيش حالة من العزلة السياسية، حيث أغلقت السلطات الموريتانية، عددا من الجمعيات التي يديرها تنظيم الإخوان المسلمين، في إطار جهودها في محاربة التطرف وقطع تمويل الإرهاب، وبدأت موريتانيا منذ نهاية عام 2018، في تطويق أنشطة قيادات ومراكز الإخوان المسلمين، على خلفية شبهات تحيط بممارسات هذا التنظيم ومصادر تمويله، واتهامات تلاحقه بالتحريض على العنف ونشر التطرف، وتهديد أمن البلاد. وفي ليبيا ما زالت حتى اليوم تعيش صراعاً دموياً بين إرهابيين هم من صلب الجماعة نفسها، وبين قوات تريد ليبيا دولة مدنية متحضرة، وأرجو أن يكون ما حدث في تونس بداية حلول أزمنة جديدة، لتنظيف بلداننا المغاربيّة من حثالات التكفير، ولتطهير الأرض من كلّ ما يمهّد، أو يساعد على تسلّل العملاء…

إن تجارب “الإخوان المسلمين” في الحكم لم تعمر طويلاً، ففي مصر سقطت تجربتهم في أقل من سنة، ودخل جلّ زعاماتهم السجن بما فيهم محمد مرسي أول حاكم لهم في القاهرة، بعد انطلاق ما يسمى “ثورات الربيع العربي” التي يزعمون أنهم وراءها، وفي ليبيا لم يقرّ لهم قرار، ودمروا البلاد ومزقوا الدولة الليبية أشلاء، وفي سورية هُزموا شرّ هزيمة في الثمانينيات، ولم يستطع أردوغان ولا قطر أن يجعلوا منهم قوة معتبرة على الأرض السورية في الأحداث الجارية منذ أكثر من عشر سنوات وسحق الجيش العربي السوري معظم تشكيلاتهم المسلحة، ونبذهم الشعب السوري أكثر فأكثر بعد افتضاح عمالتهم لكل من يريد تدمير الدولة السورية، وجاء أخيراً سقوطهم المدوي في تونس في 25 تموز (يوليو)، بعد أن جمّد الرئيس التونسي قيس سعيّد عمل البرلمان، وأقال رئيس الوزراء، وأعلن أنه سيحكم مؤقتاً بمرسوم، وألغى أيضاً الحصانة البرلمانية، وهدَّد بإخضاع النواب الفاسدين للقانون “على الرغم من ثرواتهم ومناصبهم”. ليؤكد فشل مشاريعهم في الحكم، وتالياً ليؤكد عدم تصديق الناس لشعاراتهم ومتاجرتهم بالإسلام واتخاذه مطية للوصول إلى السلطة وخدمة الجهات الأجنبية المرتبطين بها.

لقد حاول “الإخوان المسلمون” أن يتميزوا عن الجماعات التكفيرية المتطرفة، وأن يكونوا طبعة مختلفة عن تفرعات “القاعدة” مثل “داعش” وغيرها، وطرحوا مشاريع وبرامج لحل المشكلات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وتمترسوا بشعارهم “الإسلام هو الحل”، لكن سرعان ما انكشفت ارتباطاتهم الخارجية، وظهر تأثير كل من قطر وتركيا في أي توجه من توجهاتهم، وافتضح أمر انخراطهم في خدمة المشروع الإسرائيلي- الأمريكي في المنطقة، وتبيّن لأبناء الوطن العربي بعامة والمغرب العربي بخاصة، أنهم لا يملكون مشروعاً قابلاً للحياة أو قادراً على حل المشكلات، وظهروا في مصر وتونس والمغرب وموريتانيا، وفي والعراق وليبيا وسورية على أنهم ليسوا أكثر من جماعات “عصبوية” محدودة الفاعلية، ويمكن توظيفها في خدمة دول بعينها. وإذا تحرينا عن السبب الرئيسي لهذا الفشل الذريع، والسقوط السريع لجماعات الإسلام السيّاسي، نجد أن الخلل يكمن في جوهر الفكر الإخواني ومشروعهم القهري التسلطي الذي يلغي الآخر، فهو مشروع انتهازي رجعي تكفيري، لا يخدم طموح وتطلعات الشعوب التي تخضع لحكمهم، بقدر ما يخدم المصالح التنظيمية لهذه الجماعة. أما جوانب الخلل في مشروعهم، فتكمن في اعتبارات نوجزها بما يلي:

*حركة “الإخوان المسلمين”، تنظيم سياسي يستهدف الوصول إلى السلطة، بتوظيف الدين بشكل انتهازي لتحقيق أغراض الحركة الغامضة.

*تتبنى حركة الإخوان المسلمين فكراً رجعياً تكفيرياً دموياً.

الإسلام السياسي الذي تتطلع إليه الحركة، لا يمكن أن يكون معادياً للغرب الاستعماري، بل هو أفضل من يخدمه، باستثناء بعض الحالات، فهم لا يؤمنون بالأوطان. كان الراحل الكبير جمال عبد الناصر في الخمسينيات يقول ما معناه: إذا كان من مصلحة جماعة “الإخوان المسلمون”، انتصارهم في باكستان على حساب تقسيم مصر، فسوف يعملون على تقسيمها من دون تردد.

*”الإخوان المسلمون” يعيشون خارج التاريخ، بما يتصفون به من تحجر عقلي وجمود فكري، ورفض التطور والتقدم، ونبذ الحداثة بشكل مطلق، لكنهم يقبلون بالتكنولوجيا، ويهدفون لتطبيقها بطريقتهم الخاصة التي تتعارض وطبيعة العصر.

*حركة “الإخوان المسلمين” حركة إقصائية لا تؤمن بالتشاركية والتعددية السياسية، وتالياً تجنح نحو النظام الشمولي.

*”الإخوان المسلمون” لا يملكون برنامجاً سياسياً واضحاً، وهم يخلطون بين الإسلام السياسي، والسياسة الإسلامية.

*”الإخوان المسلمون”، جزء من شبكة مالية، وإقليمية، ودولية تصل إلى مراكز القوى العالمية.

تلك بعض عوامل السقوط التي ولدت مع ولادة الحركة، فجعلتها حركة لا تصلح لاستلام ناصية الحكم في أي من الدول، ما لم تتخلص من نرجسيتها وانتهازيتها، وسلبياتها جملة وتفصيلا، لكن الحركة إن تخلت عن تلك العناصر، تكون قد تخلت عن أهم مقوماتها ومبررات وجودها، وهذا ما لا يريده مفكروها والنافذون فيها، لأن الرجوع عن عوامل الفشل يتطلب مراجعة، وحتى تكون المراجعة فاعلة، يجب أن تنطلق من الواقع الراهن ومقتضيات العصر، وهذا ما يتجنبه منظرو الحركة.

إشكالية “الإخوان المسلمين” الأساسية أنهم مشروع فتنة، والدين لديهم أداة للوصول للسلطة، فهذه الجماعة، بتسمياتها، وبفصائلها في البلدان التي وُجدت فيها، كانت دائماً تقف في صفّ السلطة، ويُعتبَر (التلوّن) ملمحاً في المسيرة الأخوانيّة، يعتمدونه للوصول إلى مآربهم، وعبر تاريخهم ملتحقون بالسلطة، أيّ سلطة تقبل بهم، وترحّب بحضورهم، وهنا لابدّ من ملاحظة أنهم منحازون عبر تاريخهم إلى السلطات والقوى التي تغلب على توجّهاتها الرّجعيّة، حتى وإنْ رفعتْ شعارات ما يتنافى مع ذلك، أو قامت ببعض الإجراءات الخدّاعة، كما يفعل حزب ”النهضة” الآن في تونس مثلا، وهذه الصفات لا تنطبق على الحيثيات الإجرائية، أو التي تفرضها طبيعة التحوّلات المجتمعيّة، بل هي مركوزة بعمق في أفكارهم العقائديّة.

مشكلة “الإخوان المسلمين” أنه ليس لديهم أوطان ليدافعوا عنها، فالوطن لديهم في كل أنحاء ما يسمونه أرضاً إسلامية، وهو تعبير مطاط كذاب منافق، والمؤكد لدينا، أنّ (قيادات الإخوان) على اختلاف تسمياتها كانت، ومازالت تقيم في الغرب معزّزة، مكرَّمة، محميّة، وذلك بإسم حماية الديموقراطية، واحترامها، والغرب، على العموم، وكما نعرف فإنّه لا يقيم ملاجيء للمضطهَدين، وللباحثين عن الحريّة، فهو، في بنيته العمليّة والعقليّة غرب الربّح، والربا، وتأليه الذهب والمال، وما من عمل يتّجه إليه إن لم يجد فيه منفعة ربحيّة، ربويّة، والعمل على بعض السياسيّين ليس أقلّ استثماراً ماليّاً من العمل في آبار النّفط، ونعتقد أنّ ما حدث في ليبيا هو من أقرب الأدلّة وأصدقها على ما نقول.‏‏

إنّ أخطر ما في جماعة “الأخوان المسلمين”، أنّها إلغائيّة، وهي تعتبر أنّ إلغاء الآخر هو واجب شرعي،ّ عليها أن تقوم به تجاه اللّه، وهي بذلك تنصّب نفسها قاضياً ربّانيّاً، انطلاقاً من مقولتهم الشهيرة “الحكم لله”، وهم يعتقدون أنّهم وحدهم هم ممثّلو هذه الشريعة التي هم عليها، وبذلك يُحلّون أنفسهم محلّ الدّيّان الأعظم الذي هو ربّ العالمين… فقد أقاموا أنفسهم مقام مَن يقرّر مصائر العباد الأخرويّة والدنيويّة، وهذا يعني مصادرة جميع الأقوال، والأفكار، والمباديء، والثقافات التي أنتجتها الإنسانيّة في سيرورتها، واعتبار الرؤية المذهبيّة التي هم عليها وحدها القول الحقّ، والمنطق الفصل، وما عداها ليس هراء فقط، بل كفراً وضلالاً.‏ والشاذ في الموضوع، أنّ الأخوان المسلمين تهدف لإقامة ”شرع اللّه” كما يعلنون، غير أنّ مسألة العلاقة بين الهدف والوسيلة هنا تعترضنا بقوّة، فهل من الشرعي والجائز أن نًساير إسرائيل والغرب الاستعماري من أجل الوصول إلى سدّة الحكم؟!‏‏ هذا الذي نقوله ليس افتراضاً، وثمّة شيء منه ماثل على أرض الواقع، ومن يتابع ما هي عليه الحركات (الاخوانيّة) في الوطن العربي سيجد أنّهم قدّموا مبكراً أوراق اعتمادهم لإسرائيل…

لهذا وذاك، ستظل حركة “الإخوان المسلمين” تحمل بذور فشلها وسقوطها أينما حلت، وليس مما يجدي جماعات الاخوان بعامة، وإخوان البلدان المغاربية بخاصة، مداومة المكابرة والإنكار واللف والدوران حول أزمتهم البنيوية الراهنة، بل مأزقهم الوجودي المتفاقم، وإعفاء أنفسهم من المسؤولية عن هذا المأزق التاريخي، وتحميلها لقوى وأطراف أخرى يزعمون أنها تعادي “الإخوان” وتتربص بهم، وتكيد لهم، وتتآمر عليهم آناء الليل وأطراف النهار. ليس مما يجدي هذه الجماعات التي أدمنت معزوفة التشكي والتبكي والتظلم، الهروب إلى الأمام، والحراثة في البحر، والكتابة خلف السطر، والفلاحة خارج الحقل، ودفن الرؤوس في الرمال، وتعليق أخطائها وخطاياها وبلاياها على مشاجب الآخرين من حاكمين ومحكومين، أو مدنيين وعسكريين، أو وطنيين وقوميين ويساريين وعلمانيين.

حان وقت مواجهة الحقيقة بمنتهى الشجاعة، وبات لزاماً على هذه الجماعة أن تعرف وتعترف أنها لا تواجه أزمة سياسية أو تنظيمية أو حركية عابرة يسهل التغلب عليها، وإنما تجابه مأزقاً خانقاً يطال أسس وأركان وجودها ومستقبلها ووزنها النسبي، ويتمثل هذا المأزق بالدرجة الأساس في اطراد تخلفها عن ركب العصر، وكساد تجارتها بالشعارات الإسلامية الفضفاضة، وعقم ممارستها للسياسة من خارج قواعدها وشروطها، وضيق أفقها وتهافت منطقها جراء ابتلائها بذهنية منغلقة ونصوصية ونكوصية، وليست منفتحة ومنطلقة وابتكارية، علاوة على افتضاح زيف ادعاءات هذه الجماعات عندما تقلدت الحكم، هذا المأزق التاريخي سيظل يضيق بشكل حلزوني أمام الجماعات الإخوانية، ما لم تتدارك نفسها بسرعة، وتلتحق بعصرها دون تردد، وتتنازل عن أحقادها وانتقامها، وعقدها النفسية، وتحاكم بصدق دورها التخريبي ومسيرتها الهدامة المعروفة، وتتخلص تدريجياً من “أخونتها” القائمة على الحاكمية والجاهلية والسيف والمصحف والحرس الحديدي والسلف الصالح وباقي العناوين والشعارات والدروشات التي لا محل لها من الإعراب، ولا مكان لها في العقل السياسي، ولا مجال لوضعها موضع التحقيق والتطبيق في هذا الزمان.

إذن ليس غريباً أن ينحسر دور الإسلام السياسي في المنطقة المغاربية، من الآن فلاحقاً، وذلك أن الصورة النمطية التي ترسّخت في الأذهان حوله أصبحت صورة قاتمة، لذلك لاحظ جميع المراقبين عجز القوى الصهيونية في العالم عن الدفاع عن معاقل الإخوان المسلمين في المنطقة المتساقطة واحداً تلو الآخر، وبخاصة ما يحدث الآن في تونس، لأن معارضته الآن ستثبت لشعوب المنطقة كلها أن الإخوان هم صنيعتها في المنطقة، وبهذا أصبح مضطراً لسحب هذه الورقة من التداول. فقد كشفت أحداث تونس حجم الضرر الذي جلبه هؤلاء لمجتمعهم وشعبهم، ويرى الخبراء في الحركات الإسلامية أن سقوط الإخوان في تونس يعتبر الضربة القاتلة للتنظيم الدولي، وستكون له تداعيات على مستوى المنطقة في ليبيا مثلاً، ولاحقاً رأس الأفعى في تركيا، حيث يحاول الحزب الحاكم الانسحاب النسبي من هذا الملف، ولكنه كان الأكثر قلقاً من أحداث تونس، كما كان قلقاً من سقوطهم في مصر، وسحقهم في سورية، وتفكيك شبكاتهم في الإمارات والسعودية، وسقوط القناع الأخير لهم…

والمؤكد هنا، أن أحزاب الإسلام السياسي بالمغرب العربي، أمام هذا الوضوح في مزاج الشعوب المغاربية، باتت تستشعر خطر الأفول، وبخاصة بعد الانزياح الذي تشهده فروع التنظيم العالمي للإخوان المسلمين في عدد من الدول العربية والإسلامية، وفي التغيير الذي نلمسه في دول الاتحاد الأوروبي لجهة التوقف عن احتضان مجموعات الإسلام السياسي، وفي مقدّمتها حركة الإخوان المسلمين، واعتبارها خطراً على المجتمعات الأوروبية. أمام ذلك، لن يبق لهذه الأحزاب المتأسلمة، إلا العودة إلى لعبتها القديمة في تبديل ثوبها، وفي مغازلة الأمريكي والإسرائيلي، وفي إحلال لفظي لكلمات بكلمات أخرى، في نظامها الداخلي المسخّر أساساً لإنتاج آلة حكم وإرهاب تخدم الصهاينة، ولا ننسى هنا أن المال السياسي بشقيه الإخواني والقطري جاهز لدفع التكلفة وهو الذي كان قد دفع فاتورة نتنياهو الانتخابية، أفلا يدفعها لقادة الإخوان…؟

والحقيقة الثابتة، أنّ سقوط الإخوان هو سقوط لأعداء الإسلام، هو سقوط لتنظيم متطرف في طروحاته الإيديولوجية، ومقسّم لمجتمعاته، وعميل بشكل مخجل حسب أحد الباحثين في الحركات الإسلامية… “الإخوان المسلمون” اليوم، قاب قوسين أو أدنى من النهاية، فلربما تكون جنازاتهم قد انطلقت في تونس والمغرب وليبيا، لكن دفن مشروعهم إلى الأبد، وانتهاء دورهم يبدو أمراً مبالغاً فيه، بخاصة أنهم جزء من شبكة عالمية لقوى هيمنة، ومال، ونفوذ… لهذا فالمعركة في دولنا المغاربية مع الإخوان ليست نزهة، وهم ضعاف لن ينفعهم التمكين، ومنافقون إلى حدّ قلب الحقائق. وبالتالي لابد في المستقبل من تجفيف المنابع الفكرية ومصادر التمويل، والتعاون بين دول المنطقة لمواجهة تنظيم يدعي أنه حامل رسالة إلهية، ولكن عقيدته تقوم على مبدأ “المغالبة لا المشاركة”، السيطرة على منظومات الحكم، وعدم قبول النقد لفكرهم وأدائهم، ومن هنا سقطوا سقوطاً شعبياً متتالياً من مصر 2013، إلى تونس 2021، ويجري تطويق دورهم الخبيث والقذر في كل مكان.

 

شاهد أيضاً

مؤشّر الفساد العالمي وتراجع الدول العربيّة في مكافحته…بقلم مصطفى قطبي*

لا يهمنا إذا كان الفساد نتيجة عملية إنجاب طبيعي أم ولادة من الخاصرة لأنه وبكلا …

المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2024