ها نحن نقترب من الاحتفالات في اعياد الميلاد ورأس السنة الجديدة وفي القارة الاوروبية وغيرها بهذه المناسبة يتبادل الأهل والأصدقاء والمعارف الهدايا فيما بينهم .
نحن كعائلة اعتدنا ومنذو سنوات عديده أن نقوم بتبادل الهدايا بينتا ومع الأهل والأصدقاء مفضلين الثقافة والمعرفة لذلك كنا وما زلنا نفضل اهداء الكتب، كتب شرقية أي بمعنى كتب لكتاب عرب ومترجمة للغة الايطالية لنشر ثقافتنا ولنعرف الأصدقاء والمعارف على ثقافتنا وعلى حضاراتنا وانتاجنا الثقافي والعلمي.
من هذا المنطلق ومنذو البدء في التحضيرات الضرورية للاحتفال بهذة المناسبات ، أي من أوائل ايام هذا الشهر وأنا اقوم برحلات وزيارات مكوكية للمكتبات العديدة الموجودة في المدينة لشراء هذا النوع من الهدايا.
خلال زياراتي هذة تفاجئت واصابني نوع من الغضب مخلوط في الاحباط حيث وجدت وفي الرفوف الأولى وفي مقدمه الرفوف العديد من الكتب حديثة النشر ومترجمة للغة الايطالية لكتاب وصحفيين ومفكرين اسرائيلين لمواضيع متعدده شاملة بطبيعة الحال مؤلفات جبران خليل جبران وادوارد سعيد وبعض مؤلفات طه حسين موجودة ولكنه عفا عليها الزمن.
كنا نقول سابقا القاهرة تكتب وبيروت تطبع وبغداد تقرأ ، ما هو حالنا اليوم ؟ وبما أننا نعيش بقرية صغيرة بسبب وسائل التكنولوجيا الحديقة والعولمة و مترامية الاطراف بنفس الوقت فهل يعقل تجاهل المجتمعات والرأي العام الاوروبي من قبل دور النشر العربية، وهل يعقل أن صناع القرار والمتربعين في أعلى المناصب الحكومية وغير الحكومية أن يتقوقعوا على انفسهم ويتجاهلون المجتمعات المدنية الاوروبية بهذا الشكل ؟.
كما هو معروف أن الطباعة ولدت في أوروبا وسرعان ما نقلت إلى العالم العربي منذوغ عام 1706في حلب وفي عام 1733 في لبنان، فأول كتاب تم طبعه عند مجيء الاسلام هو القران الكريم وازدهرت هذة الصناعة في العهد العباسي ولقرون عده وكانت تدعى انذاك بالوراقه ففي تلك الحقبة التاريخية التدوين والنشر والترجمة كانت من أهم النشاطات الثقافية والعلمية والصناعية ايضا.
حديثا دار العلم للملايين هي دار نشر خاصّة تأسست سنة 1945، تعتبر من أوائل دور النشر التي تأسّست في الوطن العربي، يقع مركزها الرئيس في بيروت وبطبيعة الحال يوجد الاف من دور النشر في عالمنا الغربي من محيطه إلى خليجه.
بكل تواضع وبكل صدق اعتفد أنه حان الآوان أن نحاول على الاقل في استعاده موقعنا التاريخي بهذا المجال وإذا كان العباسيون قد اهتموا واسسوا وشجعوا واستثمروا في النشر والتأليف والترجمة فما الذي يعيقنا اليوم نحن كعرب في الاهتمام بهذا الحقل لا سيما وإننا نملك القدرات البشرية، لدينا الاف المؤلفين والعلماء والكتاب وملايين المترجمين وفي جميع اللغات أيضا، لدينا الموارد المالية واللوجستية ايضا وعدد كبير من دور النشر ، أن الاستثمار سياسيا وثقافيا وعلميا واقتصاديا أيضا هو استثمار ناجح ومثمر إذا اردنا أن يكون لنا مكان يليق بنا في هذا العصر الحديث فالتوجه إلى المجتمعات الاوروبية ونشر ثقافتنا الفلسطينية والعربية يعتبر واجب وطني وقومي لكل شخص عنده روح الانتماء للعروبه ، عكس ذلك يصبح من الصعب التواصل مع المجتمعات المدنية الاوروبية والحصول على تضامنها معنا ومع قضايانا القومية وهذا تعتبر فجوه يتوجب اخذها بعين الاعتبار والقيام فورا في مواجهتها عن طريق خلق مكاتب وفروع ترجمة وفروع لدور النشر متخصصة في دراسة وفهم عادات ومواهب القارئ الاوروبي للوصول ليس فقط بهذه المناسبات بل على مدار العام.