جدّد النائب بمجلس نواب الشعب عن تحيا تونس مبروك كرشيد اليوم الثلاثاء 19 ماي 2020 خلال الجلسة العامة المنعقدة بالبرلمان والمخصصة لإجراء حوار مع وزيرة العدل ثريا الجريبي حول سير مرفق العدالة خلال فترة الحجر الصحّي، مساندته لرئيسة كتلة الحزب الدستوري الحر عبير موسي عبر توجيه لوم لمكتب المجلس قائلا “نحن في غنى عن المشاكل الجانبية وفي غنى عن صراعات داحس والغبراء في مجلس نواب الشعب والقرار الذي أتخذ أخيرا بمنع رئيسة لجنة من ممارسة عملها لم يكن صائبا”.
واضاف كرشيد ” طالما أنّ الاجراءات التي اتخذتها موسي وتعبيرها عن رأيها الشخصي لا يُعطّل عمل البرلمان فأعتقد أنّه من غير الممكن ايقاف الجلسات والعمل الأصلي في سلوك يُذكّرنا بالزابونية السياسية التقليدية التي كانت في عهد بن علي وبالتالي رجاء لا نتعامل بمبدأ الكيل بمكيالين ولا نشتغل بطريقة زابونية .”.
وقال ” لا أعلم سبب قدوم وزيرة العدل والعقل الذي نظّم قدومها الى المجلس” وأضاف مُخاطبّا الجريبي” أنا أتفهّم وضعك وأعلم أنّني سأحدّثك عن موضوع لا حول ولا قوّة لك به لأنّ.. ما وقع في القضاء في السنوات الاخيرة من تعديلات أفضى الى نزع كلّ ما هو رقابي من وزير العدل على المؤسسة القضائية ولكن لأنّ ثقافتنا تقول بأنّ وزير العدل هو الذي يُشرف على مرفق القضاء فانني سنخاطبك على أنّك وزيرة عدل تقليديّة وليس كوزيرة عدل في منظومة قضائية أصابها الوهن نتيجة فهم خاطئ لاستقلالية القضاء”.
وأوضح ” فُهمت استقلالية القضاء سيّدة الوزيرة وانت امرأة قانون وقاضيّة ومعك سادة قضاة أفاضل بشكل خاطئ في تونس… من الأشياء الكثيرة التي فُهمت خطأ لأنّ الاصل في الاستقلالية هي أن تكون لفائدة المتقاضي وليس للقاضي في حدّ ذاته ونحن للأسف حوّلنا هذه المقولة من مقولة أصليّة تهدف الى حماية المتقاضي من كلّ ما يمكن أن ينزع العدل عن ملفاته وعن قضاياه إلى مقولة شكّليّة يتشبّث بها القضاء حتى لا تكون عليه أيّة رقابة مهما كان نوعها وحتى الرقابة الادارية .. علينا أن نسأل أنفسنا عن النتيجة بعد 4 و5 سنوات”.
وتابع “النتيجة هي أنّ أحكام تلخيص استعجالي في بعض المحاكم بقيت أكثر من سنة واصدار حكم استعجالي لفائدة طرف معيّن في 20 يوما…لا يمكن تلخيصه سنة كاملة.. والنتيجة هي أنّنا اليوم لم نعد نعرف في أي اطار يتم التدخل… أصبحنا نخاف من أنّ يتمّ التدخل حتى في قضايا نفقة… وين ماشين ما هي الاليات وبماذا تفكرون أنتم كحكومة وكعقل تشريعي وكضمير ..جرّبتم القضاء والآن تجربون السلطة التنفيذية..الى أين تريدون ان نذهب بهذا المرفق الذي هو آخر المرافق التي نلتجأ اليها؟”.
وتابع ” أطلق صيحة فزع حقيقة على موفق القضاء الذي لم نعد نعرف آليات عمله” مخاطبا الجريبي “انت رئيسة النيابة العمومية ولكن ليس لك سلطة عليها وتعرفين ويعرف القضاة المحترمون أنّنا نجهل كيفية التعاطي مع الملفات” مُذكّرا بالتهديد الذي تعرّض له منذ 4 سنوات قائلا ” انا هددت بالقتل وكتب على مسكني في مدنين بأنّ داعش قادمة لقتلي …هذه القضية منذ 4 سنوات لم تتقدمّ قدم نملة … وقضايا اخرى غيرها تفتح في لحظة من الزمن… هناك سياسة كيل بمكيالين في النيابة العمومية”.