بقلم صلاح الداودي |
من يعتقد ان فترة الخطر ستنتهي في غضون 14 يوما مخطىء. الفترة المذكورة تخص المصاب المحتمل أو احتمالية الاصابة عند الحالات المشتبهة وفي الحالتين تبقى هذه المدة قابلة للزيادة أو النقصان وان بنسبة صغيرة. حتى إذا لزم 12 مليون تونسي بيوتهم لمدة اسبوعين ما عدا اختصاص الصحة، لن ينتهي كورونا وإنما سيتم التحكم في العدوى بشكل كبير فقط لأننا لسنا في فقط في الحالة صفر وانما في الحالة ما بعد الأولى زائد الحالات المتخفية أو النائمة. وكلما طالت المدة ونقصت العدوى وتوريد العدوى، كلما نقص الخطر وكبر الأمل، لكن ذلك مرتبط بمليارات البشر في العالم.
ينتهي كورونا عندما يختفي من بلادنا ومن العالم ولا أحد يدري متى.
من يعتقد انه في مأمن اذا تبين ان تحليله سلبي وبإمكانه ان يفعل اي شيء مخطىء. لان الإصابة قد تظهر في اي وقت لاحق.
من يعتقد انه في مامن لانه لم يمرض خلال 15 يوما ولانه اعتاد على قلة المرض ولأن مناعته حسب رأيه قوية أو هو بصدد تقويتها مخطىء
من يعتقد انه اذا لم يصب فإنه لن يصاب ابدا أو انه اذا أصيب وبدا له انه تعافى، إذن فإن العاصفة مرت، مخطىء. أو حتى تخيل انه أصيب وشفي دون ضجيج كبير، فهو مخطىء
لن نهزم كورونا الا بهزيمة أنفسنا المستهترة وانتظار الفرج الإلهي واجتهاد العلماء. انها حرب، والله حرب فعلية وعلينا أن نخوضها بسلوك المحاربين كنا في الميدان أو كنا في البيوت.
في الأثناء كل حماية للناس عبادة وجهاد ومقاومة وحضارة وأدب وايمان وحكمة وانسانية. وكل ذلك واجب وأدنى الواجب وليس ابدا ملائكية استثنائية أو بطولية خاصة.
الحياة لن تتوقف ولن يرتفع عدد المحرومين ولا عدد المظلومين ولا عدد المعدمين ولا عدد المنهوبين ولا عدد المهدورة حقوقهم أكثر ولا عدد المعطلين سيكون مفاجئة…الخ.
اذا طالت المدة وبدأت الأمور تصعب لا بد على الجميع أن يستعد للتصرف كجندي في جبهة قد لا يعود منها قبل نهاية الحرب وقد لا يعود الا شهيدا. في هذه الحالة سيقوم الشعب بتفويض منتجيه ومؤمني كل ضرورياته الحيوية ان يظلوا خارج بيوتهم لتامين تواصل الحياة وتفويض جيشه وامنه وعموم المتطوعين معهم القادرين على القيام بمهام محددة.
سوف نستطلع معا الإستعدادات الاستباقية للدولة لشهري افريل وماي.
وسوف نرى الإجراءات الفعلية للشهرين المقبلين، لنصبح جنودا بأتم معنى الكلمة، جنودا تحت الخدمة كامل الوقت إذا توسع الخطر وليس الجنود الذين يخرجون صباحا ويعودون في المساء، وهذا مدار الفقرة التي تبدأ بعبارة: اذا طالت المدة”.
الذكاء الاصطناعي والبشري الذي ينتصر به الصينيون، لدينا منه الذكاء الفطري البشري.
* ملاحظة:
أبناء تونس عليهم أن يدافعوا عنها في الخارج قبل الداخل. من الخارج قبل الداخل وعليهم ان يكونوا خط الدفاع الأول الذي يقبل الموت ولا يقبل التراجع ولا حتى الانسحاب التكتيكي أو سقوط الجبهات أو اخلاء المواقع أو حتى إعادة الانتشار وعليهم العودة معافين لو العودة لوطن معافى مهما ارتقى من أرواح غالية عزيزة قد نفقدها لا قدر الله، ولكنه أيضا قدر وأمر جلل ومعركة من معارك السيادة والمناعة وخدمة الشعب وكفاح الشعوب العالمي ضد الإستثمار الشيطاني في الموت والقتل وسائر الجرائم ضد الحياة وضد البشر.
** نصيحة شخصية:
ابتعدوا فورا عن كل الممارسات التي تعرفون قبل كورونا وبعده انها مجلبة للضرر الصحي (ومستويات أخرى) وتواصلونها باستخفاف، الأمر لا يحتاج شجاعة.