العالم بأسره يعيش حالة طوارئ بسبب الانتشار الواسع لفايروس كورونا اذ لا تكاد تخلو دولة من دخول هذا المرض اليها أو تشكيله تهديدا لها، ولا نعرف دولة على وجه الأرض لم تشرع فى اتخاذ الاجراءات التى يمكن ان تحد من غائلة انتشار المرض، والكل يدعون العمل على مكافحته ويعملون ليل نهار من اجل التصدى له والوقوف بوجهه وتعزيز جهود الحماية منه وتقليل فرص الاصابة به، وفى الظرف العصيب الذى يقتضى تعاونا من الكل وعدم استغلال هذه الظروف الإنسانية الصعبة لتحقيق مكاسب وتسجيل نقاط انتصار هنا وهناك، فى هذا الوقت نجد ضعاف النفوس – افرادا ودولا – يسعون الى التكسب من هذه الازمات فهذه اميركا – الشيطان الأكبر – تواصل قتلها للشعب الايرانى عبر تشديد العقوبات التى تمنع إيران من استيراد الأدوية والمعدات الطبية، ولا يقف الامر عند هذا الحد بل تسعى للحصول على اختراع المانى قيل انه ربما يعالج المرض لكن عقلية ترامب الإنانية تدفعه الى التفكير فى احتكار الدواء وانتاجه لصالح اميركا فقط وذلك عبر شراء براءة الاختراع من مالكها فى سلوك لاينم إلا عن انانية مفرطة وتصرف بعيد كل البعد عن الإنسانية والاخلاق.
وفى اوروبا فإن الفضائح بالجملة، فهاهم يضنون عن مساعدة الايطاليين وينظرون اليهم يواجهون المحنة وحدهم، مما دفع الايطاليين الغاضبين من اشقائهم الاوروبيين الى انزال علم الاتحاد الاوروبى من وسط العاصمة واستبداله بالعلم الصينى فى تعبير عن شكرهم لها وامتعاضهم من اوروبا .
المانيا وفرنسا من جهتهما ايضا رفضتا مساعدة الطليان، ورئيس، وزراء بريطانيا يجد نفسه غير منزعج وهو يتحدث عن وفاة الملايين من سكان بلاده وهو غير مبال بل يتم اعتماد سياسة لا اخلاقية فى التعامل مع المرضى فى المستشفيات البريطانية والاوروبية بشكل عام عبر تقديم الشباب فى تلقى الخدمة العلاجية على الكهول واعطائهم فى موقف بعيد جدا عن القيم والأخلاق والاحساس .
والجانب الاخر البالغ الرداءة الذى فضحته كورونا هو القرصنة الدولية الواسعة فى ظل انشغال العالم بهذا الوباء فهذه تشيكيا تصادر معدات طبية كانت فى طريقها الى ايطاليا وكذلك فعلت فرنسا، وسرق اخرون سفينة محاليل مطهرة ومعقمة كانت فى طريقها الى تونس، وفى كينيا تمت قرصنة معدات علاجية كانت فى طريقها الى المانيا فى اكبر عمليات السطو بين الدول .
وفى منطقتنا مثلت سياسة النظامين السعودى والصهيونى مثلت ابشع صور العدوان والانتهاك لحقوق الانسان فى عمل اجرامى منظم ضد الشعبين اليمنى والفلسطينى، فالسعودية تحاصر اليمنيين ويشن طيرانها آلاف الغارات الظالمة فيقتل الابرياء ويدمر البنية التحتية للبلد ويسوى المستشفيات ومراكز تقديم الخدمات الصحية بالارض ويصر على منع اليمنيين من السفر للعلاج ولا يسمح لهم باستيراد احتياجاتهم لمجابهة كورونا وعلاجها فى مواقف عنصرية بعيدة جدا عن معانى الإنسانية والادعاء الزائف بالتصدى للوباء ومحاولة علاجه، وفى فلسطين المحتلة لا يختلف الوضع عن اليمن فهذه سلطات الاحتلال تظلم الشعب الفلسطينى وتقتله وتحاصره وتمنع عنه الدواء والغذاء بل ولاتهتم اساسا بالمعتقلين فى سجونها وخطر المرض يتهددهم، ومثلها تماما و100% تفعل دولة البحرين بالمعتقلين فى سجونها الذين يفتقدون لابسط قواعد الرعاية والاهتمام فى واحدة من ابشع صور الاعتداء على الحريات، وهذا ماظلت تمارسه السلطة فى المنامة بدعم سعودى بريطانى صهيونى ومن خلفهم اميركا ، وهكذا تتكشف سوءة العالم ويفضح كورونا ادعياء الاخلاق والكاذبين المنافقين .