بينما تحارب دول العالم لتضييق الخناق على فيروس كورونا الآخذ في الانتشار، وذلك عبر تشديد إجراءاتها الوقائية، و أثناء الإجراءات التي إتختذها الحكومة للتصدي لتفشي الفيروس بتطبيق الحجر الصحي التام بالبلاد بكل صرامة ، و بينما تونس حاليا تتصدر المرتبة الأولى عالميا للتصدي لــ “كوفيد-19 “، و بعد حملات الإستكار من مختلف الأطياف حول الإجراءات التي إتختذها وزارة الشؤون الإجتماعية حول صرف المساعدات الاجتماعية لمستحقيها يعتبرونها كسر للحجر الصحي في هذا الظرف الإستثنائي و يستوجب إجراءات بديلة تضمن تمتع الفئات الهشة بالمساعدات و في نفس الوقت تجنب الإكتضاظ و التجمعات أمام مكاتب البريد و توقيا من تفشي كورونا او كسر الحجر الصحي بما قد ينجر عنه عواقب وخيمة على المواطنين نظرا و ان فئة من الشعب مستهترة و غير واعية بهذه الأزمة الوبائية و تداعياتها الصحية عليهم و على الدولة في حد ذاتها..
الكثيرين إنتقدوا هذه الإجراءات الخاصة بالمساعدات الاجتماعية و القو لومهم على الفئات الهشة و على وزارة الشؤون الإجتماعية و كذلك على الحكومة وصفوه بكسر الحجر الصحي في هذا الظرف الإستثنائي ،تزامنا مع الحرب الشرسة على كورونا و الحرب على تجار الأزمات “المحتكرين” و التشديد على فرض الحجر الصحي التام بالبلاد و ردع المواطنين المستهترين، وفي الوقت الذي دعى فيه وزير الصحة بشدة للإلتزام بالتعليمات الوقائية و الإحترازية لمنع إنتشار فيروس كورونا نظرا و ان الوضع حساس و دقيق جدا و خطير و لا مجال للإستهتار و اللامسؤولية بمخاطر الأزمة الوبائية..
بكل بساطة وزارة الثقافة سمحت بإستئناف تصوير المسلسلات والأعمال التلفزية الرمضانية..أتساءل كيف ستكون الإجراءات الوقاية أثناء تصوير هذه المسلسلات؟ ، و من المسؤول عن اي تداعيات صحية او تفشي كورونا؟ او ربما السؤال الوجيه : لما لا يتم دعم المستشفيات بدل صرفها على المسلسلات؟ ، لست ضد الثقافة او الأعمال التلفزية و لكن البلاد في حالة حرب و لا بد ان يطبق القانون، و على الجميع الالتزام به و لا يمكن كسر الحجر الصحي التام، او تتمتع به فئة صغيرة قد تعصف بالشعب و الدولة و مؤسساتها ، لا نريد ان تكون هذه القرارات تخدم المصلحة الشخصية لفئة معينة على حساب الشعب و الوطن،
الشعب يريد دولة قوية وعادلة تتخذ كل الإجراءات اللازمة للحد من التجمعات و تطبيق الحجر الصحي العام على الجميع دون إستثناء، هذه مسألة أمن قومي ولا يمكن بأي شكل من الأشكال الإستهانة بهذه الأزمة الوبائية..
البلاد بحاجة لقرارات جريئة و شجاعة و لا تستثني احد.. و لا أحد “فوق رأسه ريشة”