فيروس كورونا: يوحد الدول والشعوب رغم الصراعات و التناقضات و المصالح التي تفرقهم..امام هذا الفيروس الذي بات يهدد حياة البشرية، وهو اليوم العدو المشترك، ولا خيار سوى الانتصار.
كوفيد-19 أصبح جائحة عالمية و خطرا جديدا يهدد البشرية، ينتشر حول العالم ناشرا الخوف والهلع بين الناس حاصدا الأرواح ويواصل زحفه عبر العالم وقد يصبح الأسوأ في تاريخ البشرية،
اليوم يخوض العالم حربا فعلية مع فيروس كورونا٫ وتخوض الشعوب حروبا نفسية بسبب سرعة انتقال الفيروس و أصبح شبحا يجتاح العالم ويهدد اقتصاديات الدول واستقرارها و يمثل أكبر تحدي منذ الحرب العالمية الثانية، ويتطلب توحيد كل الدول و الشعوب للمرة الأولى في التاريخ حول قضية تهم البشرية جمعاء، هي وباء كورونا المعدي، الذي لا يميز بين دين ودين وعرق وآخر ورجل أو إمرأة، فهو قاهر للجميع.. أمام تهديد الموت والفناء الذي يشكله وباء كورونا،
الخوف من فيروس كورونا قد وحد الجميع، إلا أنه ساهم أيضا في تفريقهم، وباتت الدول واحدة إثر الأخرى، تتخذ قرارات بعزل نفسها، ومنع السفر منها وإليها، تماما مثلما فعل البشر، الذين حددوا مسافة متر ونصف فاصلا بينهم و إمتنعوا حتى عن المصافحة.. اليوم نحن في حالة حرب حقيقية و هي معركة “حياة أو موت” تستوجب الوقوف صفا واحدا فى محاربة انتشار فيروس كورونا المستجد.
كوفيد-19: يوحد الشعب التونسي و الطبقة السياسية رغم الصراعات السياسوية و الإيديولوجية ويستدعي رص الصفوف وتوحيد المواقف والتحلي بروح المسؤولية العالية أكثر من أي وقت مضى وذلك من أجل تحقيق الهدف المنشود والقضاء على هذا الوباء الذي انتشر في سائر دول العالم. ويتطلب وحدة وطنية وجرأة الاعلان عن الإجراءات الوقاية والارادة القوية لتجاوز اكراهات هذا الظرف مما يؤسس لعودة هيبة الدولة في مواجهة مخاطر كورونا.. أمام تفاقم الأرقام المتعلقة بتفشي كورونا في البلاد ، لابد من البحث عن سبل أخرى و حلول جذرية و إجراءات إحترازية حتى نتجنب إنتشار الفيروس، وهذا يحتاج لوحدة وطنية و حالة وعي بخطورة الأزمة الوبائية العالمية و تباعاتها الصحية و الإجتماعية و الإقتصادية ، اليوم نحن نخوض معركة غير مسبوقة في تاريخ البشرية دون تهويل او تخويف، للخوف منافع قد يتغاضى عنها الكثيرون فهو وسيلة للبقاء، حيث أنه يخلق استجابات قوية عند الخطر قد تنقذ حياتنا في بعض المواقف، إذا إستعدوا للحرب على جائحة كورونا و لابد من الإنتصار بأي شكل من الأشكال ولن يكون ذلك إلا بتكاتف كل الجهود و بتضامن الدولة مع شعبها كالجسد الواحد إذا إشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى و تكون الوحدة الوطنية بالتضامن مع كل ولاية من ولايات الجمهورية التي إنتشر فيها الفيروس و تسخير كل الإمكانيات والموراد المتاحة لإحتواء الوباء بحيث أن انهيار ولاية واحدة يعني انهيار الولايات الأخرى بات وشيكا.
و بالتالي بهذه المعادلة ننجح في كسب المعركة على كورونا و يصبح الخوف في مثل هذه الحالة هو الاستجابة الوحيدة المناسبة لمنطق الوحدة الوطنية الصماء،
لا مجال للنقد السياسي و الإستهانة و الإستهزاء او الإستهتار نحن أمام عدو مشترك لا يفرق بين هذا او ذاك
و الإختلاف و الخلاف يصب في مصلحة العدو، لا مجال لليأس و لابد بالشعور المشترك بالخطر إزاء تواصل انتشار هذا الفيروس الذي بات يهدد حياة البشرية، ولا خيار سوى الانتصار… كما يقال ” المصائب والآلام توحد الناس”..
فاستعدوا جيدا.. إنها الحرب على جائحة كورونا و لامجال للتهاون.. ألزموا بيوتكم !!
حمى الله تونس وشعبها و كل البلدان و الشعوب من جائحة فيروس كورونا
عاشت تونس.. عاشت الجمهورية
* ناشط سياسي