تشهد الأراضي الفلسطينية في شهر رمضان المبارك حالة من الغليان الغير مسبوقة، سواء كان من خلال منع المصلين المسلمين من الوصول إلى القدس للاعتكاف داخل الحرم في العشرة الأواخر من رمضان، أو بما يعرف بسبت النور للمسيحيين في نفس التوقيت، أو بوجود قطعان الصهاينة والقرابين التي يريدون ذبحها داخل الحرم، وهذا الأمر قوبل برفض شعبي فلسطيني كبير.
الحالة في فلسطين لا تحتمل أي حسابات سياسية كانت، فالضغط الذي يمارسه هذا الكيان على الشعب الفلسطيني في جميع أنحاء فلسطين وتحديداً في القدس غير مسبوق كما جاء في وسائل الإعلام، نظراً للمناسبات الدينية هذه الأيام عند المسلمين والعشرة الأواخر بشهر رمضان المبارك، والمناسبة اليهودية المزعومة بتقديم القرابين، والمسيحيين وسبت النور، هذه الأعياد صادفت في نفس الفترة، فكان من الجيش الإسرائيلي بان حاول منع المسلمين من التجمع في القدس أو الصلاة في الأقصى لكن الفلسطينيين لم يكترثوا لمثل هذه القرارات لا بل قاموا بأداء الصلاة داخل القدس بعشرات الألوف من الفلسطينيين من كل محافظات فلسطين، وفي نفس الوقت قاموا المسيحيين بطقوسهم المعتادة في سبت النور رغم انف المغتصب بأعداد اقل من المعتاد.
هذا الوضع في فلسطين لا يحتمل أي جلسة سياسية أو تفاوضية بل معادلة ردع جديدة، لان ما يقوم به هذا الكيان الغاصب على أرض فلسطين هو إرهاب دولة، فتسليح قطعان اليهود ضد الشعب الفلسطيني الأعزل بقرار حكومي، هذا أمر غير مسبوق في أي دولة في العالم، هذا القرار يجب مواجهته برد فلسطيني قوي وموازي لمثل هذا القرار.
استمرار الوضع في فلسطين بهذا الشكل لا يمكن أن يستمر طويلاً، فالمقاومة ترسل رسائل إلى الكيان الغاصب، بان الاعتداء على الشعب الفلسطيني بكامل أطيافه ومنع المسلمين والمسيحيين من أداء طقوسهم في أعيادهم سيقابل برد قوي جداً، وجاءت هذه الرسائل من خلال الوسيط المصري للتوسط بعدم التصعيد من قبل الطرفين واحتواء الموقف خوفاً من تفاقم الوضع إلى حرب إقليمية يصعب السيطرة عليها كما قال المحللون.
الوضع في فلسطين المحتلة قابل للانفجار في أي لحظة، فما يمارسه هذه الكيان على الشعب بكامل أطيافه لن يكون طويلاً، فربما بأي لحظة سنشهد تبادل قصف بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وهذا ما حذر منه مراقبون في ضل هذه الأوضاع في فلسطين، فلا مجال للسياسة هذه المرحلة، بل البندقية هي سيدة الموقف يجب أن تكون.
المملكة الأردنية الهاشمية