اصغر دول الطوق مساحة واقلها عددا للنفوس، تعيش حالة افلاس وتردي الوضع المعيشي للسكان بكل اطيافهم، يعيش على ارضه اكثر من نصف مليون فلسطيني منذ النكبة الكبرى 1948، وما يناهز المليون لاجئ سوري من جراء الحرب التي اشعلها بعض الاعراب والعجم لزعزعة امنها واستقرارها.
بالأمس القريب، توصل لبنان عبر الوسيط الامريكي الى اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع الكيان المغتصب لفلسطين، لأجل الاستفادة من ثرواته البحرية (نفط وغاز) لأجل الخروج من ازمته الاقتصادية، فانبرت العديد من الاقلام والفضائيات المشبوهة تصف ما اقدم عليه بانه اعتراف ضمني بكيان العدو، وهل بقي من الدول العربية والاسلامية الا القليل والقليل جدا الذي لم يطبع مع كيان العدو؟، رغم انه تفصلهم مسافات عنه ولا داعي للتطبيع، ولكن بأمر العم سام لأجل الحصول على بعض المزايا ومنها شراء الطائرات الحربية والاسلحة المتطورة، ترى هل ستستخدم ضد الكيان ام انها للتباهي ومع مرور الوقت يعلوها الصدأ بالمخازن لتصبح خردة؟
هل اقدم العرب على مد يد العون للبنان لتخفيف وطأة النازحين الفلسطينيين والسوريين؟ وماذا فعل العرب خلال العقود الماضية عند انتهك كيان العدو الاراضي اللبنانية ووصل الى العاصمة أي انه احتل نصف البلد ؟المؤكد انهم وفي احسن الاحوال لم يفعلوا سوى الادانة والشجب والاستنكار وهي لاتسمن ولا تغني من جوع.
لقد استطاع لبنان عبر شجاعة وارادة العديد من ابنائه (من مختلف طوائفه)ان يحرر غالبية الاراضي عبر الكفاح المسلح، ولم يساهم أي من الكيانات العربية في التحرير باي شكل من اشكال الدعم، سواء المالي او العيني(العتاد)، بل نغصوا عليه فرحته بتحرير ارضه، لانهم جميعا(من هم حاليا في السلطة) لم يشاركوا في تحرير اراضيهم من الذين كانوا يستعمرون بلدانهم، بل اتت اليهم نتيجة كفاح الاباء والاجداد، او نتيجة للعمالة ومحاولة احداث الفتن بين مكونات الامة ليسهل السيطرة عليها ونهب خيراتها.
يريدون من لبنان ان يبقى ساحة مستباحة لكيان العدو متى شاء، وفقيرا يستجدي عطائهم والتفريط في ثرواته، بينما يقومون (العرب) بإيداع ايراداتهم الضخمة (صاغرين)في بنوك الغرب ليتم استغلالها في انعاش اقتصاداته وتخفيف نسبة البطالة بين شبابهم بينما يشجعون شباب الامة بالانخراط في الاعمال الارهابية المحلية، واذا ما حاول أي نظام الخروج من العباءة الغربية يقوم الغرب بتجميد تلك الاموال.
رغم تعدد اطيافه ومذاهبه، الا ان انهم اشتركوا جميعا في واد الفتن بعد ان ادركوا الاخطار المحدقة بكيانهم الفسيفسائي مهد الحضارات وملتقى الاديان .
لقد استطاع لبنان عبر توازن الرعب مع كيان العدو ان يحافظ على كيانه، ربما يكون الاتفاق مجحفا بعض الشيء بحق لبنان ولكنه افضل الممكن. وعلى الشعب اللبناني ان يكافح الفساد المستشري في البلاد والذي اوصله الى هذه الحالة، وأن يعيد بناء دولته على اسس سليمة، والغاء الطائفية السياسية.