الحياة الآن لا يحكمها مفهوم الحق والباطل و لا مفهوم الأخلاق والمبادئ، والمثل العليا، الحياة يحكمها مفهوم القوة والضعف ، الذكاء والغباء ، التكيف أو الإندثار، فحقك لابد أن تأخذه بالقوة والذكاء والتكيف مع الواقع… فقد تطورنا عبر ملايين السنين من كائنات تفترس بعضها البعض مادياً إلى كائنات تفترس بعضها مادياً ومعنوياً ونفسياً وحقوقياً أيضاً…عندما يموت الضمير في بلدان تدعي حقوق الإنسان والمواطنة ،
وقامت علي اراضيها حروب وحروب اهلية سابقة ،جلست في الصباح أمام شاشة التلفاز اتابع ماحدث في اروقة الأمم المتحده في جلسة طارئه والتصويت علي حل الدولتين، وإنشاء دولة فلسطين ، اتأمل بنظرات غريبة،عن دول مثل فرنسا وبريطانيا وامريكا ، وعندما سألت نفسي هل من شيء جديد في مواقف هذا الثالوث الشيطاني الذي زرع جسم غريب داخل العالم العربي .؟ كنت
اسأل وذاكرة التاريخ تجيب :
معقول هذا يحدث في الأمم المتحدة بعد كل المجازر والإبادة الجماعية في فلسطين ؟” معقول أمام العالم وفي مقر الأمم المتحدة يقوم مندوب الكيان الإسرائيلي بتمزيق ميثاق الأمم المتحدة علي منصة الجمعية بلا حساب ..!!
وبما ان حكاية المعقول واللامعقول في فلسطين لا معنى لها بعد الآن …، لكني سألت نفسي أليست فرنسا هي فرنسا العدوان الثلاثي علي مصر عام 1956.. ؟ أليست فرنسا التي قامت ببناء ونواة قوة نووية للإسرائيل. في خمسينيات وستينيات القرن المنقضي.؟اليست هي بريطانيا التي اصدرت وعد بلفور..؟ ماذا ينتظر العرب من الشيطان الآكبر أمريكا كما كان يطلق عليها “اية الله الخوميني ”
” ماذا حدث للعقلية العربية التي اصابها مرض الزهايمر
..؟”كل هذه الحياة تختزل بكلمة: والآن؟”.
كما جاءت في رواية” ارنست همنغواي” لمن تقرع الأجراس عن الحرب الآهلية الآسبانية بين الجمهوريين والفاشيين/عام 1937 وقد شارك فيها قطار أممي انطلق من نخبة من الأدباء من دول كثيرة / يسرد الروائي همنغواي
” لمن تقرع الأجراس”يقوم “روبرت جاردن” بطل الرواية المتطوع الأمريكي في الحرب الأهلية الاسبانية
ضد الفاشيست يقوم بتفجير الجسر،
لكن كعادة همنغواي لا حرب بلا حب وهنا تلعب شخصية نسائية دور المقاتل “ماريا المقاتلة”،
وهناك من يقول إن الروائي فعلاً إلتقى بها ومن يقول شخصية
متخيلة لكن ماريا المتوثبة المستعدة للحب والقتل الفوري
من أكثر شخصياته حيويةً يقول:
” لا تسأل لمن تقرع الأجراس،
إنها تقرع لك”.
الصداقة.والتضحية والموت والحب، هذه الأفكار الرئيسية في الرواية/ كما في كل رواياته عن الحرب،
يسأل الأمريكي “روبرت جاردن” المحارب الاسباني بريمتيفو:
” أليس في بلدكم الكثير من الفاشيين؟”
” لا شك في أن عندنا الكثير الذين لا يعرفون إنهم فاشيون،
لكنهم سيعرفون ذلك حتماً في الوقت المناسب”.هل توقع الكاتب /بالفاشية الجدد في امريكا الآن كان روبرت جاردن قد وضع المتفجرات تحت الجسر وفجره،
لكنه أصيب بطلق ناري قاتل وماريا قربه على الجواد. شعر إنها النهاية وطلب منها الهروب وتركه وحيداً.
إنها اللحظة الفارقة في التضحية أن تتركه ينزف والعدو يقترب، يجبرها على الهروب بعد سماع حوافر خيل العدو تقترب. المعركة الأخيرة دون أن يقوى على المشي. لن يستسلم أبداً.
العبارة الأخيرة “لجاردن” وهو يستعد لاطلاق النار والعدو يقترب في نهاية مفتوحة ولا نعرف ماذا حدث:
” الآن، يا لها من كلمة سخيفة للتعبير عن ألم بأكمله، وحياة بأكملها”.
كل هذه الحياة العريضة تُختزل بكلمة :
الآن..؟ ماذا يحدث الآن..؟علي الحدود المصرية من إقتراب عدو يهدد الجميع ويقتل شعب .ونحن علي مقهي الفيسبوك نتحدث مع بعضنا في قضايا مصطنعه .من هو اتحاد القبائل العربية..؟ومن هو ابراهيم العرجاني ..؟ من هم “جماعة التكوين” نحن لدينا الكثير من الفاشيين ومرت كثير من الآوقات الزمنية المذابح والكوارث دون ان يعرفوا انهم فاشيون. كم من شخصية
ماريا تقاتل بجانب رجال المقاومة الأن.!!
محمد سعد عبد اللطيف ،كاتب وباحث مصري ،ومتخصص في علم الجغرافيا السياسية.. !!
saadadham976@gmail.com ..