الأحد , 17 نوفمبر 2024
Breaking News

لم تتأخر الدانمارك في الإساءة تضامنا مع السويد…بقلم محمد الرصافي المقداد

كان منتظرا أن يكون للدانمارك موقع في مشهد حرق نسخ من القرآن الكريم، فهي السباقة بالإساءة لنبيّنا صلى الله عليه وآله، فقد بادرت صحيفة (يولاندس بوستن) الدنماركية بتاريخ 30/9/2005 بنشر 12 صورة كاريكاتورية مسيئة،  ونسجت على منوالها الصحيفة النورويجية   (مقازينت) في 10/1/2006 ثم تبعت ركبهم الحاقد الصحيفة الألمانية (دي فلت)،  والفرنسية  (فرانس سوار) وصحف أخرى تتابعت في نشر الصور المسيئة، وهي مدركة تماما أن ذلك العمل غير أخلاقي ولا قانوني، مستفز  ليس للمسلمين وحدهم، بل لكل إنسان لم تستولي عليه أكاذيب الغرب في اطلاقه للحريات الشخصية، لتمسّ من قيم ومقدسات الناس، فتصيبهم في أعماق معتقداتهم بالأذى المعنوي.

وكردّ فعل سريع واثر تظاهرات شعبية عارمة، أحرقت سفارتي الدنمارك والنورويج في دمشق في 4/2/2006، وأحرقت القنصلية الدنماركية ببيروت في 5/2/2006، كما انتظمت مظاهرات عارمة في عدّة مدن من العالم الإسلامي تنديدا بتلك التجاوزات المعبّرة بوضوح على ما يكنّه الغرب تجاه اسلامنا ورموزه المقدسة، هذا من الجهة الشعبية، أما من الجهة الرسمية الحكومية، فقد أيّدت عدة دول مقاطعة المنتجات الدنماركية، ولا اعتقد أنها التزمت به، فضرر شعوبنا الأول والأخير هي حكوماتنا الخاضعة للغرب، ودول الغرب نفسها تعرف ذلك جيدا، ولا تأبه بقرارتها، لأجل ذلك يستمرّ الاعتداء ولا وقف له في ظل حكومات تقول أنها إسلامية لكنها واقعا أبعد ما تكون عنه.

غضب الشارع الإسلامي وفي مقدمتهم العلماء، امتدّ على طول الخارطة الإسلامية، احتجاجا على نشر تلك الصور، والتمادي في نشرها، تعبيرا عن تضامن الصحف الغربية في اتخاذ ذلك القرار، غير أنّ الذي جاءت به إدارة الصحيفة الفرنسية (شارلي هبدو) كان في منتهى الوقاحة والتحدي، فقررت إعادة نشر تلك الصور، على الرغم مما خلفته من تظاهرات واحتجاجات عارمة شعبية ودولية نصرة للنبي صلى الله عليه وآله، استهزاء بعواطف المسلمين، بل أأكد أنّ المخطط الحقيقي هي توهين عقائد المسلمين أينما كانوا، وخصوصا في الدول الغربية ليعطوا الدنيّة في دينهم فلا يعني لهم دينهم ولو شكلا بعد قبول أعمال الإساءة شيئا، فإن اشدّ ما يخيف دول الغرب، ومواطنيها من ذوي العقلية العنصرية المتطرفة، هو تنامي ظاهرة الإسلام الملتزم بين الشباب المقيم والمجنس هناك.

لم تكن تلك الإساءات هيّنة لتمرّ مرور الكرام، فقد تعرَّضت الصحف المتورطة إلى جملة من التهديدات، وتمكن شباب من المسلمين الغيورين على نبيهم، من إضرام النار في مقر المجلة في ردّ فعل أوّل، زاد أصحابها إصرارا على إعادة نشر الصور المسيئة مجددا، وفي 7/1/2015 أقدم شابّان هما (سعيد وشريف كواشي) على الهجوم على مقر الصحيفة، أسفر عن مقتل  12 موظفا بداخلها(2)، من بينهم أشهر رساميها برصاص بندقيتين آليتين، وتصايح حلف قريش الغربي نصرة للصحيفة في الهجوم الذي تمّ عليها، فرفعوا شعار (كلنا شارلي هبدو) وهو شعار لا يتبناه مسلم حقيقي ابدا.

وفي إطار التحريض على الإسلام سمحت السويد لشخص مجنّس بالعبث بنسخة من القرآن الكريم ثم احرقها بعد ذلك تحت انظار وحماية الشرطة السويدية، وأعاد نفس الشخص العملية مرة ثانية، ما شجع النسج على منواله مجددا في الدانمارك بلد الإساءة للنبي صلى الله عليه وآله الأول، وهذا النسج على المنوال السيء أسلوب درجت عليه عقلية غربية، لا نشكّ أبدا في كونها مخطط لها، وموجهة من لوبيات صهيونية، متغلغلة في السياسة والاقتصاد الغربي.

اليوم اصطفّت الدانمارك إلى جانب السويد، دفاعا عن باطل ما كان ليكون، لو أن دول الغرب حملت للإسلام شيئا من الاحترام، وكشفت عن وجه حاقد مريض، يختفي وراء ديمقراطية وحرية شعارات غربية كاذبة، لعبت بها دولهم كنظم سياسية مملاة منه، عابثة بمستقبل وحقوق الدّول المفقّرة عمدا طويلا .

مواقف الدول الإسلامية ظهرت من خلال قرارت حاسمة شعبية وحكومية، صدرت من العراق وإيران واليمن ولبنان وسوريا، فلتتضامن الدول والشعوب الإسلامية امام هذا الاستهتار والتعدّي الغربي، من أجل فرض احترام دينها، وكلما ازداد عدد الدول في القيام بإجراءات فعلية، كلما التقمت دول الغرب حجر إساءاته، وإن استدعى الأمر إلى اندلاع حرب نصرة للإسلام، فمرحبا بها، لم تصرفات دول الغرب تطاق، فقد بلغ سيل إساءاتها إلى ديننا الزُّبَى(1).

المراجع

1 – الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد في صحيفة يولاندس بوستن

https://ar.wikipedia.org/wiki/

2 – القصة الكاملة لرسوم شارلى إيبدو المسيئة للرسول: تجاوزات بحثا عن المال

https://www.elwatannews.com/news/details/4968971

3 – مثل يضرب لمن جاوز الحدّ

Check Also

الردّ على جرائم الكيان قادم لا محالة…بقلم محمد الرصافي المقداد

لم نعهد على ايران أن تخلف وعدا قطعته على نفسها أيّا كانت قيمته، السياسية أو …

المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2024