ماذا لو قرّرت الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم إفراد جائزة جديدة باسم “نوبل للإجرام”!!! تسلّم للسفاحين والقتلة ومنتهكي حقوق الإنسان، على غرار الجوائز التي تمنح على هامش المسابقات السينمائية لأسوا الممثلين وأردإ الأدوار، أكيد أن المنافسة، رغم أنها ستكون شديدة، لن تفلت من أحد “نظامين” لا ثالث لهما، لما اكتسباه منذ لحظة النشوء الهجين والولادة المسخ لحد اليوم من فرادة في الفتك والقتل والعدوان…
نعم، وأجزم أننا لن نجد مرشّحا لهكذا جائزة سوى الكيانين الدمويين السعودي والصهيوني، لما اقترفاه من مجازر يندى لها جبين البشرية التي تقف عمياء خرساء أمام هول ما تطالعنا به الأنباء من فواجع مثخنة بدماء المستضعفين وأشلاء الأبرياء، تغيّرت العناوين ما بين اليمن وفلسطين الا أن الجريمة متشابهة والجناية واحدة، وكأن ضمير الإنسانية أصابه العطب ومسّته في مقتل الإكراميات الباذخة المعطّرة برشاوى الدولارات التي تجود بها ينابيع نفط سعودي لا تنضب، أو وعود تمويل وإحاطة ودعم لشركات كبرى صهيونية الهوى والتوجّه، والا فكيف، بربّك، تفسّر مباركة 152 دولة سنة 2016 منح المملكة الوهابية السعودية مقعدا في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة!!، وهي التي لا برلمان لها ولا دستور يحكمها وسجلّها الحقوقي أسفل سافلين، في ذات الحين الذي نال الكيان الصهيوني رئاسة اللجنة القانونية في الأمم المتحدة واصبح يتولى رئاسة واحدة من اللجان الدائمة الست للمنظمة الدولية؟؟
إنه زمن “الزّعران” الذي ابتلينا به، ولا عجب إذا “رقص الصغار” إن كان “رب البيت للطبل ضاربا”، أليس كلا الكيانين يجرمان ويعتديان برعاية ودعم وتسليح كامل من الولايات المتحدة الأمريكية، التي تقدّم نفسها على أنها راعية الحقوق في العالم والموكلة بإدارة شؤون الكوكب، والتي بنظرة خاطفة على تاريخها الذي اسودت صفحاته بما اقترفته بحق السكان الأصليين الذين أبادهم المستعمرون الجدد وعملوا فيهم قتلا وفتكا وأجبروا من تبقى منهم على اللجوء في “محميات”نائية كالوحوش الضارية، ثم عملوا على استجلاب ملايين الأفارقة الذين اقتلعوهم من أوطانهم واقتادوهم عبيدا للسخرة في حقول المعمّرين البيض، وفي التفاصيل حكايات وروايات تدمي لها القلوب…
ان في الإجرام فنون وفي القتل إبداع، لذلك لا يستبعد من المكلّفين بجوائز نوبل أن يتفضلوا بمنح الكيانين جائزة تحت أي عنوان أو مسمّى..ألم تُمنح سابقا للسفاح ميناحم بيغين مرتكب مجزرة دير ياسين، وللمجرم شمعون بيريز قائد مذبحة قانا الأولى، و”مصاصة الدماء” أون سان سوتشي الذي تتفنّن في إبادة الروهينجا…ولكن…للتاريخ دروس وعبر تنبئنا أن سطوة الظلم مهما اشتدّت وتيرتها وحمي وطيسها ستعبر وتزول، وأن المستضعفين مهما تكالب عليهم الطغاة والبغاة والغزاة فإنهم منصورون…”وما النصر الا صبر ساعة”.