بقلم عمران الخطيب |
أصبح من المرجح عدم تمكن عودة الرئيس ترامب إلى البيت الأبيض للسنوات الأربعة القادمة ليس فقط للإصابة للفيروس كورونا من الدرجة الأولى فحسب وإنما للعديد من الأسباب منها شخصية ترامب المثيرة للجدل على الصعيد الداخلي والخارجي ، ضمن أوساط النخب السياسية في كلا الطرفين الحزب الديمقراطي والحزب الجمهوري الحاكم في الوقت الحاضر وقد تبلور ذلك في مجلسي الكونغرس والشيوخ الأمريكي ووفقاًللمصادر الإعلامية فإن الرئيس ترامب سوف يحاول تجميل صورته أمام الناخبين من خلال الإصابة بفيروس كورونا وتجربة اللقاح الجديد والذي سيخرج إلى حيذ التنفيذ من خلال حقن ترامب بعد أن أصيب وأن اللقاحات الأمريكية هي الدواء الشافي من الفايروس. ويحمل العديد من رؤساء الولايات الأمريكية ترامب مسؤولية التأخير في إتخاذ القرارات الحاسمة خلال تفشي فايروس كورونا في العديد من الولايات ، وقد تسبب ذلك بحدوث إعداد كبيرة من الوفيات وأكثر من مليون مصاب وتسبب بخسائر مالية وهبوط في أسواق المال المتداول في نيويورك إضافة إلى خسائر لدى شركات التأمين والنفط والبورصة والبطالة المتصاعدة. وحول ترامب العمل على تعويض ذلك من خلال دفع دولة الإمارات العربية المتحدة والبحرين والوعد بدول أخرى في التطبيع مع “إسرائيل” ولم يحظى هذا التطبيع باهتمام من قِبل الناخبين حيث يهم الناخب الأمريكي بالدرجة الأولى ما سينعكس على الشعب الأمريكي. بل أن الاسرائيليين أنفسهم لم يجدوا في التطبيع النتائج المنشودة..حيث يهم الجانب الإسرائيلي عامل الأمن والاستقرار بالدرجة الأولى. وهذا لا يتحقق مع دول الخليج بل من خلال الشعب الفلسطيني الذي يواجهها .
وعلى الصعيد الخارجي فإن الإدارة الأمريكية فقدت مصداقيتها لدى أصدقائها وحلفائها وخاصة دول أوروبا بشكل عام، بعد تفشي إنتشار فيروس كورونا بدول أوروبا وخاصة إيطاليا وفرنسا وإسبانيا ودول أخرى كان الحضور المهم لروسيا الاتحادية من خلال الجسر الجوي وعشرات الطائرات ومئات الأطباء والقوات المسلحة الروسية في القيام بواجباتها الإنسانية في أوروبا إضافة الى دور الصين وكوبا كذلك .حيث تم تقديم العلاج وإخلاء المصابين وإقامة المستشفيات.
وفي الجانب السياسي فقد تراجعت الإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب عن الإتفاق النووي مع إيران 5+1 بدون مناقشة ذلك مع شركائه الأوروبيين.
إلى جانب تراجع دور الولايات المتحدة الأمريكية دورها القيادي على الصعيد الدولي والإقليم بعد الخلافات مع روسيا والصين وتركيا وإيران. وفرض العقوبات. على العديد من الدول، وتراجع الدور الأمريكي في العراق بعد إغتيال قائد الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني ونائب قائد الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس وانعكس ذلك على القوات الأمريكية في العراق والمنطقة إضافة إلى التخبط في السياسة الخارجية بالشرق الأوسط. بحيث لم يعد مرحبا بدور الامريكي بعد تحدي ادارة ترامب الشعوب العربية والإسلامية والشعب الفلسطيني بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب الى القدس والاعتراف فيهما عاصمة للاحتلال وهذة الخطوة وتداعياتها تتناقض مع قرارات مجلس الأمن الدولي. رغم أن السياسة الأمريكية منحازة إلى جانب “إسرائيل” ولكن لم تكن بهذه الوقاحة والانحياز ويدرك الجميع بدون استثناء إن فرض سياسة الأمر الواقع بالعقوبات الأمريكية على الأنظمة لن يجدي نفعاً في الماضي والحاضر والمستقبل
لكل تلك التداعيات لن يتمكن ترامب في الانتخابات المقبلة بالنجاح والعودة مرة أخرى إلى البيت الأبيض للسنوات الأربعة القادمة..لذلك الإملاءات الأمريكية ليست قدراً على البشرية، وهذا لا يعني أن الإدارة الأمريكية برئاسة جو بايدن سوف تنهي الكوارث التي تسببت بها الإدارة السابقة ما لم يتم على بناء تحالف عربي إقليمي ودولي للحفاظ على وجودنا في هذا المحيط والمتغيرات، وهذا يتتطلب مواجهة التحديات الإسرائيلية التي تهدد الأمن والاستقرار بالدرجة الأولى لكل بلد عربي وتصريح وزير داخلية الاحتلال أربيه درعي وهو رئيس حزب “شاس ” الديني (الحريدي) تحمل في طياتها رسالة للنظام الرسمي العربي حول إستراتيجية الإحتلال والأحزاب اليمينيةالمتطرفة .والجدير بالذكر أن غالبية المجتمع الإسرائيلي تتوجه نحو المزيد من العنصرية والتطرف تجاه العرب والمسلمين بشكل عام.
لذلك فإن المطلوب بالدرجة الأولى دعم صمود الشعب الفلسطيني داخل فلسطين لمقاومة المشروع الاستيطاني العنصري الذي يتمدد من خلال التطبيع مع الإحتلال الإسرائيلي لذلك السياسة الأمريكية والإسرائيلية لن تكون قدراً علينا وعلى أمتنا.
Omranalkhateeb4@gmail.com