ليس ما يقلق أمريكا والغرب من إيران الإسلامية، ادّعاؤه بأن لها برنامجا نوويا سلميا، يخفي وراءه آخر عسكري، تسعى من خلاله إلى صناعة قنبلة نووية، وإنّما في حقيقة الأمر أن هناك خطوطا حمراء قد وضعتها دول الإستكبار العالمي الإستعمارية، في طريق الدول النامية فلا تتجاوزها، بينما تمكنت إيران بفضل حسن قيادة نظامها، من اجتياز تلك العوائق بسرعة وإقتدار، أثبت أن كل شَعْب ملك حرّيته، وسلّم مَقُودته إلى رجال علماء أكفّاء وطنيين، وانفصل عن طابور العمالة والتبعية للغرب، بإمكانه أن يحقق ما يراه الغرب بسياساته الظالمة مستحيلا وممنوعا.
إنّ الذين يفاوضون إيران اليوم بشأن برنامجها النووي السلمي، يريدون فقط عرقلته وتعطيل نشاطاته، لمعرفتهم أنهم إذا تركوا لها الحرية في تطويره بقدرات خبرائها الذاتية، فسيلحقون بسرعة بركب الصناعات الكبرى النووية والتقنية وكل العلوم المفيدة للبشر الطبّية خصوصا والمدنية عموما، بل وسيتجاوزون هذا الغرب المهيمن على العالم اليوم، بالتحيل والسرقة والخداع.
إن من أجلى الحقائق التي يتعامى عليها الأمريكان وحلفاؤهم، إجازتهم لأنفسهم بامتلاك ترسانات من الاسلحة النووية، من قنابل وصواريخ حاملة لها، قصيرة ومتوسطة وطويلة المدى، وتحريم ذلك على غيرهم، من ذلك مثلا الكيان الصهيوني المالك لعدد كبير من القنابل النووية، ورفضه الانضمام لمعادة منع انتشار تلك الاسلحة، وغلق أبوابه في وجه مفتّشي الوكالة الدولية للطاقة النووية لمراقبة نشاط الكيان في هذا المجال، هنا لا حديث عن ذلك تعمى عيون الغرب، من أجل بقاء التهديد الصهيوني النووي قائما، في وجه من يسعى للإضرار به، ولم يعد لهذا الكيان عدوّا حقيقيا غير إيران ومحورها المقاوم.
إن الخشية الحقيقية لأمريكا وحلفاؤها من دول الغرب، تتمثل في انفلات زمام التحكم في تسارع وتيرة النموّ العلمي والتقني في إيران، بحيث لا يمكن تدارك مداه بأي أسلوب، لأجل ذلك تبدو خططهم مكشوفة للإيرانيين، ومناورتهم لها أظهرت قوّة الجانب الإيراني، في دبلوماسيته الرفيعة، ومن تابع جهود إيران المبذولة في ميادين العلوم النظرية والتطبيقية وصناعاتها الحديثة في الجانبين المدني والعسكري، تيسّر له الوقوف على مدى حرص الإيرانيين في كسب معركة العلوم التقنية قبل أي شيء آخر، وقد حققوا نجاحات تدعو إلى الإعتزاز والفخر.
في مجال التطوّر العلمي البايولوجي في إيران، جدير بالذكر أن مختبراتها التخصصية الطبية، قد دخلت في سباق جدّي، من أجل التوصّل لصناعة لقاح فعال ضدّ فايروس كورونا- وهو مطلب انساني قبل كل شيء- والمثير هنا أن همّة خبرائها قد توصّلت إلى صناعة 6 لقاحات،
أعلن ذلك عضو لجنة الصحة البرلمانية في مجلس الشورى الإيراني، (همايون سامه يح)، عن إنتاج 6 لقاحات مضادة لفيروس كورونا في إيران(1) وقد دخلت منذ مدّة مراحل التجارب السريرية المتقدّمة، اثنان منهما تجاوزا هذه المراحل، وهما لقاح كوف إيران بركت، والثاني لقاح فخرا.
هذا وقد أعلن نائب وزير الدفاع واسناد القوات المسلحة الإيرانية العميد قاسم تقي زادة بأنّ اللقاح الإيراني “فخرا” يُعَدُّ في مستوى اللقاحات العالمية، موضحا أنّ لهذا اللقاح مميزات تفوق النماذج الخارجيّة. وقال العميد تقي زادة في تصريح له اليوم الاربعاء، خلال مراسم بدء المرحلة الثانية للإختبار السريري للقاح “فخرا” الايراني: إنّ وزارة الدفاع وإسناد القوات المسلحة، إلى جانب أنشطتها العسكرية، قامت بإنجاز أعمال كبيرة جدا باعثة على الفخر لنا..اننا بعد تفشي فيروس كورونا، والى جانب تقديم الخدمات الصحية والطبية للمواطنين في مختلف مستشفيات القوات المسلحة، دخلنا في مجال صنع اللقاح حيث يتم اليوم انتاج واحد من اهم واكثر اللقاحات فاعلية في وزارة الدفاع.(2)
انجازات علمية ليست متاحة لكل الدّول، أثبتت فيها ايران أنها قادرة على فعل المستحيل في نظر هذا الغرب، وسواء تلكأت منظمة الصحة العالمية في اعتماد اللقاحات الإيرانية من عدمها فإن ما حققته ايران في هذا المجال يعبّر عن مدى قوة واصرار الشعب الايراني بأبنائه البررة على اثبات أنهم من طينة رائدهم الأوّل إلى الإسلام سلمان الذي افتخر به النبي (ص) وقال: (سلمان منا أهل البيت) ولم يقلها لغيره أبدا، فأكرم بها من نسبة توّج بها سابقُ بلاد فارس، التي يحقد عليها شرذمة من أدعياء الإسلام فينسبونها إلى المجوسية، بينما هم المجوس فكرا وفعلا.
بخصوص لقاح كوف إيران بركت نقلت وكالة “إرنا”، مساء اليوم السبت، عن رئيس لجنة الصحة والعلاج بمجلس الشورى الإيراني، حسين علي شهرياري، أن 12 دولة تقدمت للحصول على لقاح إيران المضاد لفيروس كورونا المستجد، والمعروف باسم “كوف إيران بركت”.
وأكد شهرياري أن المخزون المحلي من اللقاح الإيراني لدى الشركة المحلية المنتجة له، وصل إلى 100 مليون جرعة، حاليا، وبأن بلاده سيكون لديها حلول إيجابية في حال نفاذ هذه الكمية.
وبدوره، أوضح أمين المجلس الأعلى للثورة الثقافية في إيران، سعيد رضا عاملي، أن بلاده نجحت بفضل التقدم الطبي والتكنولوجي المحليين، اجتياز مرحلة استنساخ اللقاح الإيراني، حتى أصبحت واحدة من الدول المنتجة له في العالم.
وأكد رضا عاملي أن خطوة تلقي المرشد الإيراني الأعلى، آية الله علي خامنئي، لقاح كورونا الإيراني، أظهرت مدى احترامه وثقته في جهود العلماء الإيرانيين وإنجازاتهم، بل وساهمت في تعزيز الثقة الوطنية تجاه أحد المنتجات الطبية الإيرانية المهمة.(3)
إن تقدّم 12 دولة من شتى انحاء العالم لشراء لقاح (كوف ايران بركت)، ستستتبعه طلبات أخرى على هذا اللقاح إيمانا منهم بفاعليته، وأعتقد أن بقية اللقاحات كلقاح “فخرا” سيكونون ضمن تصنيف تصاريح منظمة الصحة العالمية، التي لا تزال تتلكأ في الإعلان عنه بفاعليته الكبيرة، لولا تحكم اللوبي الإستكباري الصهيوني في سوق الدواء واللقاحات العالمية، ولكن هذا الإعتراف سيؤخذ غصبا، من خلال نتائج تجاربه الحاصلة.
المصادر
1 – إيران تنتج 6 لقاحات مضادة لفيروس كورونا
93734/ https://www.almayadeen.net/news/health
2 – الدفاع الايرانية: لقاح “فخرا” في مستوى اللقاحات العالمية
https://ar.farsnews.ir/iran/news/14000319000341
3 – إيران: 12 دولة طلبت الحصول على لقاح كورونا المحلي “بركت”
https://arabic.sputniknews.com/world/202107031049458633-