الجمعة , 22 نوفمبر 2024
أخبار عاجلة

ماذا يعني إطلاق إيران لقمر صناعي عسكري وما دلالات هذا الإنجاز الهام؟…بقلم محمد مصطفى العمراني

أطلق الحرس الثوري الايراني بالأمس أول قمر صناعي عسكري ايراني وهو القمر ” نور ” الذي وصل إلى الفضاء بنجاح واستقر في مداره حول الارض على مسافة 425 كيلومتر .

ومن المؤكد ان ايران ومن خلال هذا الانجاز العسكري الهام توجه رسائل عديدة للخارج والداخل كما سنوضح أهمها كما أن لهذا الحدث دلالات عديدة  سنحاول خلال السطور القادمة إيجاز أبرزها :

* رسائل هامة للخارج والداخل

يأتي هذا الانجاز العسكري الهام بعد جهود ومحاولات ايرانية عديدة لغزو الفضاء كللت أخيرا بالنجاح لتؤكد إيران للجميع بأنها لا تعرف اليأس ولا تستسلم للظروف مهما كانت قاسية وصعبة ولا تشغلها التحديات والأزمات فرغم انشغال العالم بكارثة وباء كورونا وانهيار أسعار النفط الأمريكي وما لهذه الأزمات من تداعيات كارثية على العالم عموما وأمريكا على وجه الخصوص تتجاوز إيران معركتها مع وباء كورونا حيث تبلي فيها بلاء حسنا اذ تؤكد الإحصائيات الرسمية لعدد المتعافين في إيران لحظة كتابة هذا المقال قد تجاوزت 63 ألفا ، فإيران من خلال هذه الإنجازات الصحية وهذا الإنجاز العسكري الكبير تؤكد للعالم أن هذا الوباء الذي أصاب عشرات الآلاف من الإيرانيين لن يوقف جهودها في تطوير منظومتها الدفاعية ولن يحبط مساعيها لغزو الفضاء ولن يثنيها عن تحقيق الانجازات العسكرية الهامة ومثلما توجه إيران من خلال هذا الانجاز الكثير من الرسائل للخارج فهو يحمل أيضا رسالة هامة للداخل الإيراني خلاصتها بأن إيران مهمها تكالبت عليها الظروف والمؤامرات والعقوبات سوف تتجاوز هذه الأزمات والتحديات وستنتصر عليها فهذا الانجاز رسالة للداخل تحمل الأمل والتفاؤل بأن المستقبل لإيران ولشعبها ولحرسها الثوري حتى لا يصاب أبناء إيران بالإحباط ويفقدون الأمل والثقة بالدولة الإيرانية وحرسها الثوري فقد كان للحرس الثوري الدور الأكبر في مواجهة وباء كورونا بإيران حيث قام بالنزول الميدانى وتجهيز المستشفيات والعيادات وتنظيم حركة الناس والنشاط في المجال الصحي لتقليل حجم الكارثة ومواجهة انتشار الفيروس فهاهو أيضا يثبت فاعليته في المجالات العسكرية ويحقق انجازات كبيرة فيها رغم التصنيف الأمريكي لهذه المؤسسة وقياداتها بالإرهاب ورغم الانتقادات التي توجه لها من قبل البعض في الداخل الإيراني  .

* رد عملي على التهديدات الأمريكية

إطلاق الحرس الثوري الإيراني لأول قمر صناعي عسكري وصل الفضاء بنجاح يأتي بعد أيام من توتر عسكري في مياه الخليج حيث اتهمت البحرية الأمريكية القوات البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني بالقيام بسلسلة مضايقات وأعمال عدائية استهدفت السفن البحرية الأمريكية وذلك بعد يوم من ايقاف البحرية الإيرانية لسفينة تحمل علم هونج كونج ثم الإفراج عنها وهذه التحركات العسكرية الإيرانية جاءت بعد قيام القوات البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني بسلسلة مناورات في المياه الشمالية للخليج العربي وصفتها واشنطن بـ “الخطيرة وعديمة الاحترافية” وكون هذا الإنجاز العسكري الإيراني الكبير يأتي في ظل هذا التوتر في مياه الخليج فهو الرد المناسب الذي اغضب واشنطن ودفع بالرئيس الأمريكي ترامب إلى توجيه البحرية الأمريكية بتدمير اي زوارق ايرانية تقترب من السفن الأمريكية في الخليج ولذا فإيران بهذا الإنجاز ترد على هذه التهديدات الأمريكية وبشكل عملي بأنها ماضية في تحقيق الإنجازات العسكرية وتطوير قدراتها الدفاعية والإستراتيجية ولديها من الإرادة والتصميم ما يمكنها من تجاوز كل الصعوبات والتحديات وغزو الفضاء بتكنولوجيا ايرانية خالصة حتى يكون لها المكانة التي تسعى إليها في مجال الاتصالات والمعلومات رغم كل الحصار والعقوبات الأمريكية المفروضة عليها والتي وصلت إلى مستوى ” الضغوط القصوى ” ورغم حظر توريد السلاح لإيران وما تعيشه ايران من معركة كبيرة لمواجهة وباء كورونا وتراجع الإقتصاد الإيراني بفعل العقوبات والحجر الصحي وتوقف السياحة وغيرها من الأسباب .

* انجاز يؤكد فشل العقوبات الأمريكية

هذا الإنجاز العسكري الإيراني يؤكد للأمريكيين وحلفائهم في المنطقة والعالم بأن العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران قد فشلت عمليا فهذه العقوبات القاسية لم تمنع إيران من تطوير قدراتها الدفاعية وتحديث منظومتها العسكرية وغزو الفضاء بنجاح كما أن إدراج وزارة الخزانة الأمريكية للحرس الثوري الإيراني في قوائم المنظمات الإرهابية ووضع وقياداته في قوائم الإرهاب واغتيال أبرز جنرالاته وهو الفريق قاسم سليماني لم يثني الحرس الثوري عن مواصلة جهوده وتحقيق طموحاته بل على العكس لقد أثمرت هذه التصنيفات والعقوبات الأمريكية نتائج عكسية فزادت شعبية الحرس الثوري الإيراني بالداخل وزادت هيبته في الخارج واثبت أنه قادر على حماية المكتسبات الإيرانية وصناعة الإنجازات العسكرية وأثبت فاعليته الكبيرة في الأزمات كما يحدث الآن في الداخل الإيراني حيث يبذل الحرس الثوري جهودا كبيرة في المجال الصحي  لمواجهة وباء كورونا ولا يعني هذا أن الحرس الثوري الإيراني مؤسسة فاضلة وليس لها أخطاء ولكننا في هذا المقال نتحدث عن دلالات إنجاز عسكري يحسب للحرس ولا نريد أن يتشعب الحديث إلى تفاصيل أخرى.

قلنا مرارا ونؤكد الآن ان العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران لا يتضرر منها سوى الشعب الإيراني ولا يعاني منها سوى المواطن البسيط فهي في الحقيقة تستهدف الرفاه الإقتصادي الإيراني أما النظام الإيراني  بمؤسساته السياسية والعسكرية فلن يغير سلوكه تحت ضغط العقوبات الأمريكية ولن يخضع للضغوط الأمريكية مهما تزايدت ومهما واجه من أزمات وتحديات ولن يقبل بالشروط الأمريكية لرفع العقوبات عنه لأن قبوله بهذه الشروط يجرده من ثوابته ومشروعيته ومن مشروعه وخاصة أن قيادة إيران تدرك أن أمريكا قد صارت مشغولة بأزماتها الداخلية وفي طريقها للتحول إلى دولة من دول العالم الثالث وانها تنسحب من المنطقة وأن هيمنتها على العالم في طريقها لتصبح مجرد ذكرى .

إن الشعب الايراني سينتصر رغم جائحة كورونا فهاهو يصنع أول إنتصار كبير وإنجاز عسكري هام بعد أزمة وباء كورونا وهو في طريقه للانتصار على هذا الوباء كما تؤكد الأرقام الكبيرة للمتعافين من هذا الوباء في إيران رغم كل هذه العقوبات والأزمات والتحديات .

رأي اليوم

 

شاهد أيضاً

القائد الاستثنائي .. بشارة الوحي الإلهي…بقلم محمد الرصافي المقداد

كنا في مجتمعاتنا العربية نمر مرور الكرام على مغيبات الوحي، فلا نوليها ما تستحق من اهتمام، …

المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2024