لا شك بأن نجاح الحرس الثوري الايراني اليوم الأربعاء في اطلاق اول قمر اصطناعي عسكري الى الفضاء الخارجي هو ألقمر “نور واحد” باستخدام الصاروخ الحامل”قاصد” واستقراره في المدار على مسافة 425 كم من سطح الارض هو انجاز تاريخي يضاف الى سلسلة انجازات الثورة الاسلامية في ايران و نجاح استراتيجي للجهود الايرانية الهادفة الى تطوير برنامج فضائي.سيعزز من مقدرة ايران على رصد ومتابعة الأهداف المعادية في دول الجوار بما فيها اسرائيل بدقة متناهية.
وعلى الرغم من انني لست خبيرا عسكريا لكي اتحدث تفصيلا عن اهمية وابعاد هذا الانجاز الايراني الكبير من ناحية عسكرية ألا انني استطيع القول بأن اعلان الحرس الثوري الايراني بان “نور واحد” هو قمر اصطناعي عسكري اي لاغراض الرصد والمراقبة والتجسس هو خروج عن المالوف في تعامل ايران مع برنامجها الفضائي الذي كانت سابقا تؤكد بأنه لاغراض سلمية بحته وليس لاغراض عسكرية.الامر الذي يشير الى ان ايران تريد من خلال هذا الاعلان ان توصل رسالة الى ترامب ومن خلاله الى نتنياهو الذي نجح امس بتشكيل حكومة طوارئ في اسرائيل مفاده بأن عليهما ان ينتظرا المزيد وان يفكرا تريليون مرة قبل ان يقدما على اية مغامرة عسكرية حمقاء ضد ايران.
ولكي نتصور كيف سيكون وقع هذا الانجاز في واشنطن وتل ابيب يكفي ان نشير الى ان ترامب ونتنياهو اغتبطا كثيرا حينما فشلت ثلاث محاولات ايرانية سابقة في وضع اقمار اصطناعية في مدارات لها في الفضاء في العام الماضي ومطلع العام الحالي.
فترامب غرد ساخرا من ايران عندما فشلت محاولتها السابقة لاطلاق قمر اصطناعي واعرب مرارا عن قلقه الشديد من برنامج ايران للاقمار الاصطناعية ووصف الصاروخ الايراني الحامل للاقمار في كانون الثاني يناير عام 2019 بانه استفزاز وانتهاك للقيود المفروضة على تطوير طهران للصواريخ الباليستية بموجب قرار مجلس الامن الدولي 2231 الذي يدعو ايران الى عدم القيام باية أنشطة على صلة بالصواريخ الباليستية المصممة للتمكن من نقل شحنات نووية
أما نتنياهو فقد غرد من جهته في التاسع من شباط الماضي متهكما على ايران وساخرا منها حينما فشلت في الثامن من نفس الشهر في اطلاق احد اقمارها الاصطناعية ووضعه في مداره حيث كتب على تويتر “لقد فشلوا في السماء كما يفشلون في تهريب اسلحة الى سوريا ولبنان لاننا نعمل ضدهم دوما”.
لا ادري ماذا سيقول ترامب وصديقه نتنياهو بعد هذا الانجاز الايراني ولكنني متأكد بأنهما لن يستطيعا سوى التسليم بايران الفضائية كما قريبا ان تواصل الضغط والحصار دولة نووية.
واخيرا وليس آخرا فانه لم يعد هناك ادنى شك بان ايران دولة اقليمية عظمى وفي طريقها لأن تصبح احد الاقطاب العالميين في عالم ما بعد كورونا كما توقع رئيس الوزراء الماليزي السابق مهاتير محمد.
اما الذين يناصبون ايران العداء في السعودية وبعض مشيخات ألخليح من اجل عيون ترامب ونتنياهو فيكفيهم عارا انهم لا يستطيعون حتى صناعة حطة وعقال.