المحور العربي
لاحظ المراقبون السياسيون بأن الإعلان عن دخول أربعين جندباً سعودياً مع قوة عسكرية امريكية منسحبة من قاعدة التاجي في العراق إلى قاعدة الشدادي الامريكية في سوريا قد تزامن اولاً مع إشتداد المقاومة المسلحة للوجود الامريكي في العراق وثانياً مع تصاعد ألمقاومة الشعبية السورية لذلك الوجود ولقوات قصد الكردية العميلة في شمال شرق سوريا وثالثاً مع اعلان إدارة ترامب عن نيتها تخفيض عديد قواتها الموجودة في العراق إلى الثلث خلال فترة زمنية أقصاها ثلاثة أشهر ليصبح 3500 جندياً فقط.
وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على أن ترامب يريد من خلال هذه الخطوات إصطياد عصفورين بحجر واحد عشية انتخابات الرئاسة الامريكية المزمع آجراؤها في الثالث من تشرين ثاني نوفمبر القادم ،فمن ناحية الأيحاء للناخب الامريكي بانه سوف ينفذ وعده بسحب القوات الامريكية من الشرق الاوسط الذي أنفقت فيه الإدارات الامريكية السابقة أكثر من سبعة تريليون دولار من دون ان تحقق اي فائدة لامريكا على حد تعبيره ،وبالتالي توفير المال المهدور لأنعاش الاقتصاد الامريكي وإيجاد المزيد من الوظائف وفرص العمل للامريكيبن ،وهو كاذب لانه لا يريد في حقيقة الأمر لا الإنسحاب لا من سوريا ولا من العراق بل البقاء فيهما الى الابد..
وبإختصار يمكن القول بأن الأوساط الحاكمة في الولايات المتحدة الامريكية تريد في المرحلة القادمة جر لبنان والعراق إلى اتون حرب اهلية مدمرة وتريد إشعال صراع رهيب في سوريا يقتتل فيه العرب والإكراد والأتراك مع بعضهم البعض وتبقى هي متفرجة لحماية اسرائيل أولاَ وللإستمرار في نهب ثروات وخيرات المنطقة ثانياً ولأبقاء ايران مهددة ومحاصرة ثالثاً ولمنع تشكل عالم متعدد الأقطاب رابعاً لقناعتها بأن من يسيطر على الشرق الاوسط يسيطر على العالم.
واخيراً فإن ألدور المنوط بالسعودية في سوريا هو عرقلة تحرك العشائر العربية السنية في الحسكة ضد الوجود الامربكي في سوريا وضد جماعة قصد الانفصالية مقابل اعطائها حصة تافهة من نفط وغاز سوريا المنهوب مؤقتاً .
نقول مؤقتاً لأن الهدف الاستراتيجي لامريكا هو إفقار السعودية والاستحواذ على ما تبقى لديها من مال وحتى تفكيكها وتقسيمها إلى دويلات.
.فهذا ما وعد به الداهية هنري كيسنجر وزير الخارجية الامريكية الأسبق حكام السعودية والخليج عندما قال ” سنخرج هؤلاء البدو من القصور الفارهة ونعيدهم إلى المضارب وبيوت الشعر” .
ومن فشل في اليمن لن ينجح في سوريا
