بقلم: محمد الرصافي المقداد |
يبدو ان هذا الملف الخطير لم يظهر الى العلن، الا بعد ان فاحت رائحته، وتراكمت ملفّاته، فخيانات أغلب الانظمة العربية لشعوبها، وخذلان قضاياها المصيرية أكثر من ان تحصى، فقد عرفنا خلال الثماني سنوات الأخيرة، كثيرا من التقلّبات والأحداث السيّئة، التي طبعت حياتنا السياسية، قد غلّفها صنّاعها بغلاف كنّا نراه خيرا، لكن خابت آمالنا بانكشاف حقائقها، فإذا هي مقدّمة لكوارث كبرى، نزلت على شعوب معيّنة استهدفها أعداءنا، لتمرير أهدافهم، وبلوغ غاياتهم في تغييرات جيوسياسية تصب في صالح مخططاتهم الخبيثة.
خيانة القضية الفلسطينية قديمة قدم وجود الخونة في فلسطين، فمن باع الارض في أول الاستدراج طمعا فيما قدّم اليه من مقابل، سيبيعها في الآخر وقد تضاعفت العروض، وظهر الوسيط والشاري في ثوب عربي فلسطيني خليجي.
مسالة بيع العقارات الفلسطينية المجاورة للمسجد الاقصى طفت على سطح الاحداث الخطيرة المتعلقة بمدينة القدس العربية الاسلامية، وأظهرت من ورائها مخططا تهويديّا خبيثا، يعمل عليه فريق من الفلسطينيين، لقاء ترتيباتهم العقارية في استدراج صاحب العقار، وايهامه بأن الشاري خليجي، يريد ان يتعهد البناء القديم ويجدده، بما يضفي مسحة جمالية على القدس القديمة، وآخر من الامارات والسعودية بتقديم المال اللازم، وثالث صهيوني يستلم تلك العقارات، بالمبالغ المطلوبة من الجانب الخليجي.
وبحسب وكالات أنباء، نقلا عن تدوينة نشرها نائب رئيس الحركة الإسلامية في فلسطين 48، الشيخ كمال الخطيب، على صفحته في فيسبوك، فإن رجل أعمال إماراتياً، مقرباً جداً من ولي عهد أبوظبي، يعمل على شراء البيوت، والعقارات الملاصقة للمسجد الأقصى، على وجه الخصوص، وذلك بمساعدة من رجل أعمال مقدسي، محسوب على دحلان، وقد ذكر الخطيب أن رجل الأعمال الفلسطيني بالتشاور مع رجل الأعمال الاماراتي، عرضا على أحد سكان القدس، مبلغ 5 ملايين دولار، لشراء بيته الملاصق للأقصى، وعندما رفض عرضهم، رفعوا قيمة العرض إلى عشرين مليون دولار، لكن محاولة إغرائه باءت بالفشل.
الشيخ كمال الخطيب حذر من أن هذه التحركات تعيد إلى الأذهان ما وصفه بـ (دور نظام ولي عهد أبوظبي) في شراء بيوت فلسطينية، وتفويتها لمؤسسات استيطانية، في منطقة سلوان ووادي حلوة في القدس المحتلة، مثلما حصل عام 2014، ووجّه نصيحته الى إخوانه الفلسطينيين، بعدم السقوط في فخ تهويد المدينة، الذي تشرف عليه شخصيات فلسطينية وخليجية، تمهيدا لتستلمه أياد صهيونية.
وكردّ قعل من محمد دحلان قام بحملة تشويه استهدفت الشيخ الخطيب محاولة منه لارباك الرأي العام الفلسطيني وصرفه عن متابعة هذه المؤامرة وكشف كل من يقف وراءها، وقد ردّ عليه الشيخ الخطيب بقوله على صفحته في الفايسبوك: ( أعتز وأفتخر أنني كنت وراء الكشف عن صفقة بيع عشرات البيوت في العام 2014 لرجال أعمال إماراتيين وصلت في النهاية إلى أيدي المستوطنين، وهذا ما تكرر في العام 2018 حين كشفتُ عن محاولة شراء البيت الملاصق للمسجد الأقصى قبل أيام. هذا واجبي أديته وسأستمر بأدائه. بل وبسبب ذلك تم منعي من دخول القدس ودخول المسجد الأقصى مدة 4 سنوات…..