دعا زعيم حزب “القوات اللبنانية” المجرم سمير جعجع يوم أمس الجمعة في كلمة متلفزة ألقاها من مقره في معراب، الحكومة اللبنانية إلى إغلاق المخيمات الفلسطينية والسورية، كإجراء احترازي لمنع تفشي فيروس “كورونا”.
وقال جعجع: أن “مخيمات اللاجئين الفلسطينيين، تحتاج لتدابير كاملة، لا دخول ولا خروج على الإطلاق، وعلى الحكومة أن تجد الطريقة المناسبة لتأمين احتياجاتهم الأساسية الحياتية المطلوبة، وهذه الخطوة المطلوبة من الحكومة”!!
كما هدد “برفع دعاوى جزائية على رئيس الحكومة حسان دياب ووزير الصحة حمد حسن، في حال تفشي فيروس كورونا في لبنان”.
إن أقل ما يُقال عن دعوة سمير جعجع لعزل المخيمات الفلسطينية والسورية في لبنان بسبب فيروس “كورونا” أنها دعوة مرفوضة ومُدانة جملة وتفصيلاً لأنها غير مجدية، وتتنافى مع القواعد الإنسانية والقانونية، فكان أولى بهذا “الجعجعاني” المعادي للشعبين الفلسطيني والسوري دعوة الحكومة اللبنانية، والأمم المتحدة، لتحمل مسؤولياتهما تجاه اللاجئين والنازحين ومخيماتهم، التي تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة البشرية الأساسية”.
وأقل ما يُقال أن دعوة جعجع للحجر على مخيمات الفلسطينيين والنازحين السوريين تستوجب الحجر السياسي على عقله العنصري وعلى عقول أمثاله من العنصريين المتصهينين في صفوف “حزب القوات اللبنانية” اليميني المتطرف الذي شب وتربى وترعرع على أيد العنصريين الصهاينة في تل أبيب ومن تبقى من المحافظين الجدد المتصهينين في واشنطن.
فمثل هذه الدعوات والتصريحات والمواقف، التي تميز بين اللبنانيين وغير اللبنانيين في شأن إنساني بحت لا يحتمل التأويل ولا المتاجرة السياسية، هي دعوات وتصريحات ومواقف عنصرية كريهة ومرفوضة ومدانة وتتنافي مع الأخلاق والقيم الإنسانية وحقوق الإنسان التي كفلها القانون الدولي، وهو ما يجب أن يكون واضحاً لسمير جعجع وغيره من المتاجرين بالسياسة على حساب حقوق الفلسطينيين والسوريين في حياة إنسانية كريمة.
والمطلوب من هذا “الجعجعاني” ومن أمثاله من العنصريين في صفوف اليمين اللبناني المتطرف التراجع عن المتاجرة بفيروس “كورونا” على حساب كرامة وسلامة اللاجئين الفلسطينيين.
فمثل هذه الدعوات “الجعجعانية” الكريهة التي باتت واضحة وجلية للقاصي والداني، لا تخرج عن دائرة الاستهداف السياسي للمخيمات الفلسطينية لا الحرص الوقائي، كما يدعي ججعجع زوراً وبهتاناً، لأن فيروس “كورونا” هو وباء عابرٌ للقارات والبلدان والمدن والبلدات والقرى والأحياء والأديان والطوائف والمذاهب، والمتاجرة به على حساب اللاجئين الفلسطينيين والنازحين السورين وحق الجهتين في حياة كريمة، عمل مدان ومستنكر، ولا يعبر إلا عن العقلية السوداء التي يتحدث بها رئيس حزب “القوات اللبنانية”، الذي سجله التاريخي المُشين والمُخزي يفضحه ولا داعي لاجتراره لأن اللبنانيين على اختلاف مشاربهم يحفظونه عن ظهر قلب!!!!
ولتعلم أيها “الجعجعاني” اللعين أن المخيمات الفلسطينية تتخذ أقصى درجات الحيطة والحذر خشية من نقل وانتقال الوباء، وتقوم بكل الإجراءات الوقائية الضرورية والممكنة بالتنسيق مع الجهات اللبنانية والفلسطينية الرسمية المعنية.
ولتعلم أيضاً إن كنت لا تعلم أو تتجاهل عن عمد وترصد ولغاية “جعجعية في نفس يعقوب”، أن السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطيني في الأراضي المحتلة وممثلوهما في لبنان وجميع المنظمات والقوى الفلسطينية في لبنان كذلك مجتمعين ومنفردين قد طالبوا الحكومة اللبنانية ووكالة “الأونروا” بتحمل مسؤولياتهما تجاه اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات لبنان. متمنين أن يخرج لبنان ويتعافى من هذا الوباء، وأن ينعم بالأمن والأمان والاستقرار.
وأخيراً أقول لصاحب التاريخ اللاوطني واللامُشرف: ما هكذا تورد الإبل يا “جعجعاني” معراب!!
kawashmahmoud@yahoo.co.uk.co