الجمعة , 22 نوفمبر 2024
أخبار عاجلة

محمد صادق الحسيني: الكاوبوي الأميركي يترنّح ويلفظ أنفاسه الخبيثة…!

الكاوبوي الأميركي يقول بكلّ وقاحة إنّ سبب المجاعة والقحط في اليمن هو إيران! وهو يعلم كما العالم كله أنّ من يحاصر اليمن براً وجواً وبحراً ويقصف اليمنيّين بشكل وحشي ممنهج هو أدواته الإسرائيلية والسعودية والإماراتية…!
الكاوبوي الأميركي يطالب إيران باحترام السيادة العراقية! وهو يعرف والعالم كله يعرف بأنّ داعش التي كانت قد وصلت تخوم بغداد كانت واشنطن يومها قد اشترطت استقالة الحكومة العراقية قبل تقديم أيّ مساعدة للعراقيين، بينما قامت إيران بفتح كلّ مخازن تسليحها للجيش والشعب العراقي بلا شروط، لتنقذ بغداد ومن ثم أربيل من السقوط الحتمي بيد وحوش أميركا و»إسرائيل» الناطقين بالإسلام الأميركي وبلهجة أعرابية واضحة!
الكاوبوي الأميركي يزعم أنّ إيران هي مَن تقف الى جانب طالبان! وهو يعرف والعالم يعرف بأنّ مَن صنع طالبان هو أميركا وأنّ مَن موّلها هم أدواته السعوديون!
ومَن لا يعرف أنّ ثلاث دول في العالم فقط تعترف رسمياً بطالبان وثلاثتهم هي من أدوات أميركا!
17 عاماً وأنتم تروّجون كذباً وزوراً بأنكم تحاربون طالبان!
غزوتم بلاد النور ودمّرتم وقتلتم وهاجمتم فيها حتى الأعراس بحجة هزيمة طالبان، فماذا جنى العالم من غزواتكم غير الدمار!؟
الكاوبوي الأميركي يزعم أنّ سبب عدم الاستقرار في لبنان هو إيران، فهل يستطيع أن يوضح لنا هذا الدبلوماسي «المجنّح» سبب انتخاب الشعب اللبناني بأطيافه وطوائفه ومذاهبه وتياراته الأساسية نواب وممثلي المقاومة الوطنيين الحلفاء لإيران…!؟
في المقابل، هل يستطيع أن يوضح لنا الدبلوماسي الأميركي لأكبر دولة في العالم ماذا يسمّي ما فعلته أهم أداة له وصاحبة أكبر قاعدة أميركية على اليابسة الفلسطينية المسماة بالكيان الصهيوني بلبنان على مدى 18 عاماً. وهي التي لم تترك خلاله بشراً ولا حجراً ولا أثراً إلا ودمّرته في هذا البلد الجميل والوادع والباحث عن السلام والاستقرار!؟
ثم ماذا يسمّي ما فعلته حليفته السعودية برئيس وزراء هذا البلد، وهو بالمناسبة ليس عميلاً لإيران بل صديق لهم، عندما اختطفته عملياً وأسرته واحتجزته وأجبرته على تقديم اعترافات بالإكراه تخالف معتقداته وتقديم استقالته التي لم يتراجع عنها إلا بعد تدخّل حلفاء إيران لجانبه واحتضانهم له حراً مستقلاً عزيزاً!؟
أخيراً وليس آخراً، الكاوبوي الأميركي الذي ظهر اليوم بأنه حريص على التضامن مع الشعب السوري وطالب إيران بالخروج من سورية، هل له أن يشرح لنا وهو العالم بأننا إنما موجودون في سورية بطلب شعبي وحكومي صريح هناك، ماذا تفعل قواته هو هناك وهي التي دخلت سورية عنوة وقتلت الآلاف واليوم تحتلّ مساحات من هذا البلد العربي المقاوم دون إذن من احد؟ ولماذا يريد إخراج حتى المليوني لاجئ سوري والذي تجرأ سيده ترامب على نعتهم بـ «الحيوانات» مثلهم مثل سائر الشعوب الحرة من غير أصحاب الياقات البيضاء أو العيون الزرقاء!؟
ومن ثم فليسأل سيده هذا أيضاً مَن صنع داعش، نعم ألم يذكر سيدك أوباما وكلينتون بالاسم!؟
إنّ رئيس الدبلوماسية الأميركي الجديد إنما أراد أن يبدأ نشاطه العلني الأول بهجومه على إيران إنما ليخفي هزائمه وهزائم سيده وحلفائه المتكرّرة والمشهودة في أكثر من ساحة وميدان يوم جعلته مقاومة الشعوب الحرة والمستقلة يتجرّع كأس السمّ على أسوار حواضرها وعواصمها…!
وإذا كان قد اعتبر أنّ سبب كلّ هزائمه هذه لقدرات إيران ونفوذها الذي لم يعُد يُطاق، فليشرح لنا مَن قضى 17 عاماً يحاول تدمير طالبان ولم يفلح، وعمل مع ربيبته «إسرائيل» التغلب على حزب الله ولم يفلح، وعمل مع أذنابه السعوديين ومعهم صبية الإمارات وبدعم إسرائيلي مطلق كسر شوكة الحوثيين لما يزيد على ثلاث سنوات في اليمن ولم يفلح؟ كيف يريد أن يهزم إيران الدولة الإقليمية العظمى الشامخة كالطود ويُعيدها الى ما قبل إيران الثورة والإسلام من خلال مجموعة مطالبات أو عقوبات أو حتى مشاغلات عسكرية هنا أو هناك!؟
سؤال نضعه برسم مَن تبقى من عقلاء أميركا والغرب..!؟
أما نحن من جهتنا فنقول له ولمن يهمه الأمر في العالم كله:
لا داعي للقلق إطلاقاً… إنهم عاجزون عن تهديد إيران أو حزب الله أو أي حليف لإيران أو أيّ طرف من أطراف حلف المقاومة الذي يتّسع ويتنامى ويصعد…!
وما التصعيد الحالي إلا تصعيد ما قبل الحلّ أو مخاض ما قبل الولادة… المولود على الطريق والوضع ممتاز..!
وحديث الكاوبوي الجديد دليل على خوفهم ومحاولة لوقف أو تأجيل تنفيذ المرحلة النهائية من الهجوم الاستراتيجي لحلف المقاومة باتجاه القدس…!
يعني مناورات للمشاغلة ومحاولة مشبوهة لحرف البوصلة عن أقدس مقدساتنا السياسية فلسطين!
بعدنا طيّبين، قولوا الله…

شاهد أيضاً

كتب محمد صادق الحسيني: الحشد الاستراتيجي الاميركي ضد الصين وروسيا وايران

على الرغم من سنواته الثمانين ، وتعثره المتواصل ، وما يعانيه الرئيس الاميركي ، جو …

المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2024