إن نوع النساء والرجال الأفاضل القادر حقا على قيادة تعقيدات المرحلة الاقتصادية والاجتماعية وعلى تشكيل حكومة إنقاذ عميق واصلاحات وطنية سيادية بديلة يدعمها كل شرفاء مؤسسات الدولة وغالبية الشعب ضد كل اللوبيات الخارجية والداخلية ليس مسوخا ملونة ولا فتية ذهبيين وتلامذة نجبناء. فبمقابل وضوح عبارة أحصنة طروادة القديمة تبقى عبارة “فتيان ذهبيون” المعاصرة مضللة للعقول الضعيفة. وتبقى عبارة التلامذة النجباء للصناديق الدولية الحديثة أوضح وأبلغ منها، لكن الحقيقة دون مساحيق لفظية وديبلوماسية وسياسية، الحقيقة انهم نخب استعمار، مسوخ نخب استعمار. بينما يحتاج البلد نخبا وطنية سيادية عارفة ونزيهة ومقتدرة، نخب نزع استعمار وإصلاح وبناء على غرار السيدة جنات بن عبد الله والسيد جمال الدين العويديدي والسيد احمد بن مصطفى وآخرين.
الأقدر !
للأسف منطق الأقدر لا يوجد في نظام الحكم الحالي.
الأقدر والقادر والاكثر قدرة والاقل قدرة موجود ويزخر به وطننا ولكن ليس من داخل نظام الحكم الحالي والذين يمثلونه وانما من بين أبناء تونس في كل المجالات.
في مطلق الأحوال، لا بد من تزييف كبير للعقول وتزوير كبير للقلوب وهو ما يحصل من أجل مقتدر مزعوم أو قادر مزعوم أو قدير مزعوم لاختيار الأقدر المزعوم أي السيئ من الأسوأ بدل الأسوأ من السيىء. وهذا وضع انحطاط تم انتاجه داخل البلد وفتح باب البلاء على تونس وشعبها.
في تاريخ الفكر الإنساني والتجارب الإنسانية في كل شيء بما في ذلك الفن والدين والاقتصاد والعسكر وخاصة السياسة والأخلاق والحكم الصالح، كان دوما يوجد فرق بين الاقتدار والقوة أو السلطة والمقدرة أو القدرة:
Potens/potetas/pouvoir/puissance/force/capabilite…
وأيضا الإرادة القدرة والسلطة والاستطاعة والواقعي والخيالي والممكن والمسحيل واليوتوبيا الملموسة وغيرها وغير كل هذه المفاهيم كلها حتى لا نطيل مثل الشكل والمضمون واللغة والخطاب…. ووو.
وقبل كل ذلك كان لا يمكن الافراق بين العلم والارادة والسلطة والابداع والإنتاج والثقافة والفن والمهارة… وإلى ما هنالك.
الطاقات والاقتدارات الإبداعية مفقودة في نظام الحكم الحالي ولذلك تذهب الأمور إلى الانسداد والانهيارات.
نقول كل ذلك من أجل قول واحد: الأقدر لا يمكن إلا أن يكون مبدعا شجاعا رصينا مسؤولا عارفا متواضعا مضحيا مقاوما نزيها ولائقا وراقيا.
في الدول وفي حكم الناس وتاريخ الشعوب المصلحة العامة الخيرة الواحدة للجميع هي السر في الإبداع أو الدمار.
المصلحة العامة تجعل القوة ابداعا ومهارة وحكمة وحقا واقتدارا وكفاءة وتجعل العدل عدالة وانصافا وامانا واطمئنانا وتجعل الحرية تحررا وتحريرا وانتصارا وتجعل السيادة كرامة ومناعة ومقاومة وقوة وسلاما.
القوة في فن حكم الناس وفن خدمة البشر ليست كأي قوة والقدرة ليست كاية قدرة والعدل ليس كاي عدل والعلم ليس كأي علم والارادة ليست كأي إرادة والأخلاق ليست كاية أخلاق وقس على ذلك السيادة والواجب والمسؤولية والإيمان والتضحية وصولا إلى الواقعية والحلم والحنكة والحكمة والحصافة والصدق والفداء والاباء والايثار والمثابرة والمهارة والموهبة والجاذبية وحفظ الأمانة وشرف التفاني والبناء والإصلاح والنجاح.