الأحد , 22 ديسمبر 2024
أخبار عاجلة

مصر….. انتفاضة 30 يونيه.. كارثية النتائج…بقلم ميلاد عمر المزوغي

كنا نعتقد ان هبة الشعب المصري واستجابة قواته المسلحة للإطاحة بحكم الاخوان, تمثل إزهاقا لروح ما اطلق عليه زورا وبهتانا “الربيع العربي” , ووأد للفتنة بمجتمعنا العربي, التي اريد له من خلالها التشظي والانقسام وتسلط اصحاب النفوس المريضة على مقدرات الامة والسير في ركب التطبيع ومن ثم التركيع.

يبدو ان ما بدأه الرئيس المؤمن السادات وما اختطه بيمينه في كامب ديفيد, قد اصبح دستورا الهيا لا يمكن تجاوزه, الفئة العسكرية التي آزرت الشعب في الاطاحة بالإخوان لا شك انها تربت على مبادئ واهداف ثورة يوليه الوحدوية, لكن يبدو انه تم تدجينها وابعادها عن محيطها العربي التي كانت مصر تقوده.

كنا نعتبرها الاخ الاكبر, وقف العرب معها في احلك الظروف, ساعدوها (مختلف الانظمة العربية بما فيها المتخاذلة) بكل الوسائل , ورغم هزيمتها الا ان العرب ظلوا اوفياء لمصر, فهي قلب عروبة النابض ومصدر فخرهم واعتزازهم, الأحداث المأساوية المتلاحقة التي شهدها قطاع غزة على مدى عقد من الزمن والذي كان يوما ما تحت الامرة المصرية لم يعد يهم كثيرا حاكم القاهرة, واكتفت المقهورة باتباع سياسة مطالبة الغزاويين ضبط النفس.

القطاع يعيش اسوأ حالاته, فالعدو يحكم السيطرة عليه من 3 جهات بينما تكفلت مصر بإقفال المنفذ الرابع,9 اشهر من الحرب الضروس والقتل الممنهج طال مختلف ابناء القطاع, تدمير كافة المنشآت بما فيها الصحية والتعليمية واماكن العبادة ومصر تراقب عن قرب, وكأني بها تتلذذ بقتل وتهجير الغزاويين… لماذا؟ هل كره الاخوان هو الذي ادى الى تواطؤها مع العدو لان حماس اخوانجية؟.

ما فتئت مصر الحديث عن اقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح, عن أي دولة يتحدث حاكم مصر ؟ الضفة الغربية يتم قضمها كل يوم من خلال اقامة المستعمرات, حجم الضفة في تناقص مستمر, وممكن ان تتلاشى نهائيا في بضع سنين, العدو الصهيوني اعلن صراحة انه لا يقبل بحل الدولتين, وأنه يريد من تبقّى من الفلسطينيين ان يعيشوا تحت رحمته, مصر اليوم في وضع اقتصادي صعب, والحديث عن انجازات عملاقة بأموال مستثمرين عرب واجانب, لن ينال الشعب المصري منها أي شيء, فغالبية المصريين عمالة بالخارج يحولون العملة الصعبة لذويهم, ولولا ذلك لكان الوضع اسوأ مما هو عليه.

لقد تبين لنا وكما قال السادات بان حرب اكتوبر1973 هي اخر الحروب ضد الصهاينة, ومن جاؤوا بعده على يسيرون على نفس الطريق وان بخطى متسرّعة, لم يعد في نظر حكام مصر شيء اسمه العروبة, انتفاضة الشعب المصري في الثلاثون من يونيه كانت كارثية بكل المقاييس, فالجنيه الى ادنى مستوياته منذ عقود, الصهاينة يجوبون البلاد طولا وعرضا ويرصدون ما يريدون, أثيوبيا استطاعت ملأ السد غير مكترثة بحصة مصر من المياه, لأنها تدرك ان تهديدات مصر جوفاء, وبسبب افتقار حكام مصر الى الرؤية الاستراتيجية ,فان ليبيا الى الغرب منها غير مستقرة والسودان في الجنوب يعيش حروب طاحنة اما البحر الاحمر فانه يشهد انخفاضا في عدد السفن به بسبب قصف اليمنيين للسفن المتجهة الى العدو, أي ان دخل القناة انخفض عن المتوقع.

وبعد, الإخوان المسلمين عادة ما يقومون بمراجعة يقيّمون فيها ماضيهم ويتخذوا قرارات تتناسب وطبيعة المرحلة, فهل يدرك النظام المصري انه بدون محيطه العربي يعتبر لا شيء؟,هل سيقوم النظام المصري بعمل مراجعة لما قام به خلال عقد من الزمن؟ ويحاول تصحيح المسار, وان بيعه لبعض الجزر لن يخرجه من الضائقة المالية, بل يعد بائعا للوطن مفرطا فيه, وان الانسلاخ عن الامة سيجعله يوما ما جسدا عاريا يمقته الاخرين, وان لعنات سكان القطاع المتضورين جوعا ,الفاقدين لأبسط انواع الاكل ومقومات الحياة, ستلاحقه.

 

 

شاهد أيضاً

ماذا بعد قرار تجريم قادة الصهاينة؟…بقلم ميلاد عمر المزوغي

بفعل الجهود الجبارة التي بذلها الحكام العرب على كافة الاصعدة, تبنت الامم المتحدة اواخر القرن …

المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2024