مكارم الأخلاق والعمل السياسي؟

صلاح المصري |

حسب النص التأسيسي الواضح أعلن النبي الأكرم ص ان هدفه و هدف جميع الأنبياء عليهم السلام هو فتح مجال التخلق أمام الإنسان فردا و جماعة و السير التكاملي في خط اكتساب الصفات الأخلاقية في درجتها العالية
“إنما بعثت لاتمم مكارم الأخلاق ” هذا النص الذي يضبط في مستوى الحصري هذه الغاية.
و عند قراءة جميع قصص الأنبياء الواردة في القرآن الكريم فإن الخاصية الأكثر ثباتا رغم كل التغيرات الكبرى في الزمان و المكان هي المستوى الأخلاقي الذي يبلغه هؤلاء،و يصل الأمر بالقارئ إلى اعتبار تلك الدرجة غير بشرية،فهم ما فوق قدرة الإنسان،
و قد قاوم الأنبياء هذا الانطباع الخاطئ الذي يلغي أحد الأبعاد الأساسية في دور الأنبياء وهو أنهم قدوة للناس،
لذلك اهتم القرآن الكريم يذكر بعض النماذج البشرية الراقية من غير الأنبياء في صبرهم و حكمتمهم و صدقهم.
ان السياسة عند الأنبياء عبادة تهدف إلى التقرب من الله و تتوفر على كل شروط العبادة من الإخلاص و تزكية النفس و بذل الجهد من أجل الانضباط للمقايس الشرعية حيث لا يمكن التقرب إلى الله بمعصية،
و السياسة عبادة تجمع بين مضامين الجهاد الأكبر و مظهر الجهاد الأصغر، يقاوم الإنسان خلالها نوازع حب الظهور و العصبيات المختلفة و الأكاذيب المتعددة،ومختلف انواع المكر.
و السياسة عبادة يلتزم الإنسان بها مهما كانت الظروف و مهما كانت النتائج و مهما كانت الصعوبات،
و الأخلاق مفهوم شامل يستوعب المجالات المختلفة للحياة الإنسانية،

شارك على :
المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2023