الإثنين , 23 ديسمبر 2024
أخبار عاجلة

ملاسنات قلمية مع الدكتور سامي براهم…بقلم: محمد الرصافي المقداد

نشر الدكتور سامي براهم على صفحته بالفايسبوك، بتاريخ 4/4/2019 ما يلي، رأيت من واجبي الرد عليه، نظرا لما تضمنه من  آراء مسيّسة، ليست من الحقيقة في شيء.

ففي تعليقة له على ما يجري بليبيا من تطورات عسكرية، قال: (نفس الذين مكّنوا الحوثيين من اقتحام صنعاء يحاولون اليوم بشكل محموم تمكين حفتر من اقتحام طرابلس لتطويق حراك الجزائر وخنق التجربة الديمقراطية في تونس تمهيدا للإجهاز عليها وتنصيب شرطيّ  مرور على منطقة المغرب العربي.)

بدأت الرد عليه:

هذا الرجل العظيم تمخض ذات يوم، في دار الثقافة ابن رشيق، وبحضور الضيف الشيخ محسن الأراكي فقال، انه رد على الايرانيين بان (عليهم ان يتعلموا من الثورة التونسية)، صغار ربابنة السفن، تنتهي تجربتهم في الانواء الغير محسوبة … واقول له الحوثيون ستعرفهم قريبا، وستنتصر ثورتهم العادلة، وبها ينتهي فحيح الطائفية المريضة.

ولم يتاخر رد سامي براهم فكتب:

السّعودية هي التي مكنت الحوثيين من الدّخول إلى صنعاء لضرب حزب الإصلاح لكن انقلب السّحر على السّاحر. .نعم قلت هذا وفي قلب طهران قبل دار الثقافة ابن رشيق ردّا على مرشدكم الذي اعتبر  انّ الثورة التونسية امتداد للثورة الإيرانية ، الحوثيون جزء من المشهد اليمني انقلابهم على ثورة شعب بأكمله اعتداء على البلد ولن يستقرّ لهم الأمر.

وكان ردي عليه:

هذا رايك انت، ومن استقل برايه نقص عقله، مقالتك بطهران ان صحت منك، قلة دراية بالثورة الاسلامية الايرانية، وهذا ما اثبته على نفسك، اذ كيف يعقل لدكتور واستاذ جامعي مطلع، ان يصرح بما بتنافى مع ما هو معلوم بالضرورة، حيث انك لا تجهل ان الثورة لا تقوم الا على مشروع فكر وقيادة واهداف، وذلك ما انطبق على الثورة الايرانية، اما ما سمي بالثورة التونسية، فهي فاقدة للاركان الثلاثة المذكورة، وبالتالي ليس لها خصائص الثورة، فهي فورة أو قل غضبة شباب، احسن استغلالها لصالحه الغرب، والنتائج التي بين ايدينا اليوم تؤكد ذلك، …. اما قولك بان السعودية ساعدت الحوثببن على السيطرة على صنعاء، فمحض تهيئات لك، من اجل ان تمضي فيما نسجه فكرك من تحامل عليهم، وهم اهل حق مشروع، في تخليص بلادهم من التبعية والعمالة، وان كنت ناسيا، اذكرك بان من وقف مع علي عبد الله صالح في حروبه المتكررة ضد الحوثيين هي السعودية، ومن طبع الحوثيين -وانت منكر لأهدافهم الاسلامية النبيلة- عداءهم التاريخي لال سعود لن ينقلب، وعاصفة الحزم ثبت انها ابعد ما تكون عن الحزم، واليمن ستكون غير اليمن التي تتمناها انت، ونراها نحن قريبة التحقق، بالمقدار الذي تراه انت بعيدا، اتعرف لماذا؟ لان ايران مع احرار اليمن من حوثيبن وانصار الله ونحوهم، مشروع الاسلام العظيم يكبر يوما بعد يوم، وسط امة عمياء صماء بكماء، ومن له شيء من علم ومعرفة استثمره في نسج الاوهام، واتباع غير سبيل الحق نسال الله لكم الرشد وصلاح الحال، والابتعاد عن الاعتداد بالنفس، فانه يوجد في النهر ما لا يوجد في البحر

وكان رده :

هكذا يتكلّم المستبصرون المرتهنون لمرجعيّة غير مرجعية بلدهم لم تؤمنوا بثورة شعبكم لذلك تتآمرون عليها وتستغلّون اوضاع البلد للتّمكين لدولة مذهبيّة في أرضكم تنشئون الجمعيات والأحزاب والمنظمات وتستقطبون النخب وتشترون الذمم بالمال لكنّ ما تقومون مكشوف ولن تنجحوا بإذن الله في لبننة البلد ، تونس الزيتونة عصية عليكم.

فلم يسعني غير الكتابة اليه:

تاكدت الان انك مسكين فكرا وعقلا، وسرعة اتهامك لي بما لا تملكه من دليل، جعلك تتقازم امام الحق، كلامك هو نفس منطق ابن حسانة لا تختلفان في شيء، اتهامات املتها عليكم عصبيتكم، المفرطة في تجنب قول الحق، قد اكون وطنيا اكثر منك، فلا تتعالى على سقف لن تدرك سطحه، وانت بهذا التهافت الكاذب، هذا دين الاسلام .. دين محمد وال محمد لن تدركه، لانه فاتك منه الكثير، بسبب العمى، فانها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور، لم استغل شيئا مما ذكرت، وقد اكون سبقتك في النضال من اجل حرية تونس واستقلالها سنة 1974

ثم اردفت:

تعرفت على خط الاسلام المحمدي الاصيل خط الامامية الاثني عشرية، جاء بعد دراسة مستفيظة ومقارنات عديدة، وبحث استقر على انها الفرقة التي تملك اقوى الادلة ومن كتب مخالفيها، كان ذلك ومع وجود الثورة الاسلامية الايرانية، التي لم اعلم عنها حينها سوى القليل من الاخبار، كنت مالكيا بالتقليد والوراثة، فأصبحت شيعيا اماميا اثنا عشريا بالعقل والدراسة، ولم يجبرني احد على اتباع شيء مما ادعيت بهتانا عظيما، فلا تورط نفسك فيما ليس لك به علم، وكن على حذر من الصنم الذي في داخلك، كي لا يرديك فيما تخذر منه ولا تحتاط، نصيحة مني اليك دع الخلق للخالق، واعمل على ان لا تورط نفسك امام الله، وتذكر جيدا هذا المخلوق الذي يرد عليك الان، لأنه سيطالبك بما افتريت عليه.

ثم:

اخيرا وليس اخرا ايران الاسلامية، مقيمة الدين المحمدي الاصيل، كما شاءت ارادة الله، واخبر عنها في وحيه لنبيه الاكرم صلى االه عليه واله وسلم ( واخرين منهم لما يحلقوا بهم وهو العزيز الحكيم) وبيّنه النبي بقوله مشيرا الى سلمان المحمدي ( هم من قوم هذا لو تعلق الايمان بالثريا لنال رجال من هؤلاء)، النظام الاسلامي مخلص في مشاريعه التنموية والتحررية، تاريخه يشهد بذلك، بلا مزايدة من احد، ولا يحتاج من يدافع عنه، فقط افعاله هي التي تدل عليه، تلك التي لا يراها عميان القلوب، او بائعي ذممهم، او متبعي اهواءهم الحزبية والعصبية.

واستدراكا خلصت الى

لئن اسسنا – نحن التونسيون أبا عن جد – جمعيات معدودة، اقل من اصابع الكف الواحدة، فذلك بما سمح به الدستور، واجازه القانون، وكان نشاطنا ثقافيا محضا، فكريا في بعده الديني، ولم نتخذ من هذا السماح والحق جمعيات وهمية، ومؤسسات سرية، افضت الى دخول الارهاب، واستفحال خطره على البلاد، مع معرفتكم مصدره، واطلاعكم على ادواته ومحركيه، فكلامك عن المستبصرين خلاف الحقيقة، ولم يكونوا يوما خونة ولا اعداء بلدهم .. تكلم ان كانت لديك جراة عن الذين امتدت ايديهم الى الغرب والخليج، يتلقون المليارات ليثبتوا منظومات الشر والفساد في الارض، ودعك من مستضعفين لا يكادون يجدون اقوات عيالهم، فضلا عن مستقبلهم، واذكر ربك اذا نسيت يا استاذ سامي.

ثم كتبت اليه:

واسال رفقاء دربك ان كنت جاحدا ما في نفسك، عكوفهم على كتابات رجال الفكر و الثورة الاسلامية في ايران، كالشهيد مرتضى مطهري والشهيد محمد باقر الصدر تلميذي الامام الخميني، وبقية المؤلفات التي تناولت الجوانب الاقتصادية والسياسية الشبه مفقودة عندكم، كيف استطاعت ان تؤثر على الاسلاميين – وانت منهم – وتعطيهم من فكر الثورة الاسلامية، قوة نقاش وحسن المناظرة مع اليساريين، المسيطرين حينها على الساحة الطلابية، مما جعلهم يفتكون زمام الساحة الطلابية، اليس ذلك من تأثيرات وبركات الثورة الاسلامية على قيادات الحركة الاسلامية بتونس، وبالتالي فان ذلك المفعول باق ببقاء هؤلاء، وان امتداد الثورة الاسلامية الايرانية بلغ الشرق الاوسط وشمال افريقيا، وحتى بقية العالم، فلماذا هذا النكران منك ومن غيرك يا ترى؟ من المعيب انكار فضل احد، وان اختلفت معه.

وبدا انفعاله جليا عندما كتب :

يا هذا إيران الخميني بقيت عقودا تحاول تصدير الثورة، لكنها منيت بالفشل. بينما انتقلت شرارة الثورة التونسية التي لا تعترف أنت بها، إلى ربوع أمة العرب كالنار في الهشيم دون قصد أو تخطيط . لأنها لم تتحول رغم كل العوائق في طريقها إلى ثورة شوفينية ولا مذهبية. إيران تحتل عواصم عربية عسكريا أو من خلال عملائها الذين يأتمرون بأمرها على حساب أوطانهم . يكفي من اللطميات البائسة على جداري وابحث لك عن حسينية تلطم فيها وتطبر

وكانت اجابتي:

لأنني لست ممن يقول للناس يا هذا،  ثم تسوق لمن يقرا تعابير عن نباهة منك، غير ذات جدوى لصاحبها، فضلا عمن تحصن من مثلها، فان الثورة في اصطلاحك عشوائية او لا تكون، فوضوية او لا تكون، همجية بالمعنى القيمي والاخلاقي، سرقات ونهب واعتداءات، حراك استغله الغرب، لاستدراج الدول المستهدفة، وفي وفي مقدمتها سوريا الصمود ولبنان وايران.

الثورة الاسلامية التي وصفتها تعنتا منك وانكارا لحقيقتها، دعمت اهلنا السنة في البوسنة عبر كرواتيا، بامدادات اسلحة، اسهمت في ايقاف التطهير العرقي الذي مارسه الصرب ضدهم، ولولا ايران لما امكن ايقاف تلك المجازر الرهيبة، فاين أنت والدول السنية مما جرى؟

ولولا ايران لما بقي للقضية الفلسطينية ما يجعل اهلها ياملون تحرير كامل ارضهم، وايران اليوم بمفردها على موقفها الاول من ازالة الكيان الصهيوني، وحركة حماس والجهاد وبقية الفصائل الفلسطينية سنية، تعاملت معها ايران بمنطق الاسلام، وليس بالعصبية التي تخاطبني بها.

اللطميات التي ذكرتها، هي من تراث فرقة امنت بوجوب مودة اهل بيت النبي صلى الله عليه واله وسلم، والآية ثابتة لم تنسخ (قل لا اسألكم عليه اجرا الا المودة في القربى) وواجب هذه المودة على كل مسلم، ان يفرح لفرح هؤلاء الاطهار- صفوة الاسلام – ويحزن لحزنهم، وما جرى بكربلاء على الامام الحسين سيد شباب اهل الجنة واهل بيته محزن جدا، حدث لا تتجاوب معه القلوب الصدئة.

حاول ان تتماسك وكن واقعيا، فلا تدعي بان ايران تحتل عواصم عربية عسكريا، لغة التهويل لن تفيدك بشيء، لعلك تقصد دمشق، انت مخطئ تماما لان الخبراء الايرانيبن موجودون على جبهات القتال، -بطلب رسمي من الدولة – وليس في العاصمة دمشق، جاؤوا من اجل مهمة انهاء داعش، والجماعات الارهابية المتامرة مع الكيان الصهيوني وامريكا، من اجل اسقاط النظام السوري، واحلال نظام اخواني محله، يمضي اتفاق استسلام مع الصهاينة، فاين ما تدعيه من واقع الامر؟

وتذكر دوما عارا مشى فيه الاخوان، وهو وقوف نوابهم ضد مشروع تجريم التطبيع، وانسى لبنان وشرفها في مقاومة العدو الصهيوني، وانتصارات مقاومتها عليه في 2000و2006، ونحن بانتظار الانتصار النهائي – الوعد الالهي- وقد تجهز المجاهدون في سبيل الاسلام وقضيته المركزية فلسطين، إن كان مصطلح اللبننة قد جرى على لسانك – وهو معبر عن راي لم يعد صالحا في هذا الوقت – يعتبر لديك خطأ وانحرافا فنحن نعتز بحزب الله وبقية الفصائل اللبنانية المقاومة ونعتبر أنفسنا جزءا من محورهم الى ابعد مدى تتصوره في عقلك، وشتان بين خط ظهرت بركاته وارتفعت اعلامه وقويت ارصدته النضالية وبين مستوطني الروابي، اعتقادا منهم بأن الروابي اسلم.

 

شاهد أيضاً

الردّ على جرائم الكيان قادم لا محالة…بقلم محمد الرصافي المقداد

لم نعهد على ايران أن تخلف وعدا قطعته على نفسها أيّا كانت قيمته، السياسية أو …

المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2024