المحور العربي
الدكتور بهيج سكاكيني |
الذي يبدو ان وحدات حماية الشعب الكردية الجناح العسكري للحزب الديمقراطي الكردي السوري قد عادت الى رشدها واتعظت من تجاربها مع الولايات المتحدة من احداث عين العرب عام 2015 وكذلك مع ماجرى في عفرين في بداية 2018 حيث تخلت الولايات المتحدة عنهم لصالح تركيا ورفضهم دخول الجيش العربي السوري الى عفرين للدفاع عن المدينة السورية. والان وبعد الحشودات التركية التي كان من المفترض ان تتوجه الى منبج لطردهم من المدينة بعد ان انسحبت الفوات الامريكية من المدينة والتي كانت تدعمهم واعتبروا هذا الانسحاب على انه طعنة في الظهر ارتضت هذه القوات الكردية إرجاع المدينة الى حضن الدولة السورية ودخول قوات من الجيش العربي السوري اليها ورفع العلم السوري عليها. وبالتالي فإن التوغل والهجوم التركي على المدينة إذا ما تم سيعتبر هجوما على شرعية الدولة ووحدة اراضيها ويضع تركيا في موقف المعتدي على هذه الشرعية. ولقد انسحب جزءا من هذه القوات الكردية الى شرقي الفرات لكي تنضم الى وحدات حماية الشعب الكردية هنالك والتي يمكن ان تتعرض الى هجوما تركيا بعد انسحاب القوات الامريكية من تلك المنطقة بالكامل. ومن الافضل لهذه القوات ان تنضم للجيش العربي السوري وحلفاءه في محاربة الارهاب في شرقي الفرات والعدوان التركي ايضا إذا ما اعتدى الجيش التركي على تلك المنطقة.
على هذه الوحدات الكردية ان تعي أولا: ان الجيش العربي السوري لن يترك شبرا واحدا من الاراضي السورية الا وأرجعه الى حضن الدولة السورية وثانيا: أنه لا مستقبل للاكراد السوريين الا ضمن الدولة السورية وضمن وحدة الاراضي السورية وأن اية بوادر او تطلعات إنفصالية لن يكتب لها . وثالثا: إن الاعتماد على الولايات المتحدة والتعاون معها لن يجديكم ولن يصب في مصلحتكم كما اتضح لكم لكن بالاضافة الى هذا وهو الاهم ان هذا يضعكم في محور الاعداء والخيانة الوطنية. ورابعا: ان سوريا الدولة العلمانية تتسع وكما كانت في السابق وافضل بالتأكيد في المستقبل لكل فسيفساء المجتمع السوري بكل اطيافه ومكوناته السياسية والاجتماعية والدينية والعرقية. وخامسا ان المطالب المحقة والشرعية لكم كأكراد سوريين لن تحل الا ضمن الوطن الام سوريا لانها الحضن الدافىء لكل مواطنيها.
