الخميس , 7 نوفمبر 2024

من اجل فلسطين… المقاومة تتجدد… بقلم ميلاد عمر المزوغي

في البدء خاضت الحركات اليسارية معركة تحرير فلسطين, حينها كانت الضفة والقطاع تحت الوصاية العربية, نكسة 67 تم ضم القطاع والضفة الى ما يعرف بفلسطين 48 لتتسع الرقعة التي يستولي عليها الصهاينة لتشمل كامل التراب الفلسطيني, ومع الخنوع العربي خفت لهيب المقاومة لأنها اصبحت محاصرة ومع مرور الوقت اصبحت تلك الحركات الجهادية تعمل من الخارج واضحت عملياتها محدودة واقتصر دورها على طلب مساعدة سكان الارض المحتلة الذين يفتقرون الى ابسط سبل العيش كما نشطت المنظمات الانسانية وبالأخص الأونروا لغوث وتشغيل اللاجيئين,لكن العالم المتمدن المتحضر يغض الطرف عن الاوضاع المأساوية وضم الاراضي بالقوة, حيث اصبحت معظم اراضي الضفة تحت سيطرة الاحتلال من خلال المستوطنات, اما القطاع الذي يشكل اكبر تجمع سكاني في العالم من حيث الكثافة فان الحركات الاسلامية حديثة النشأة استطاعت ان تجبر العدو على الرحيل منه, لكنه بقي محاصر برا وبحرا من قبل العدو .

بعض الحكام العرب سعوا الى مهادنة العدو فكانت هناك مقترح الارض مقابل السلام لكن بني صهيون ضربوا بذاك الاقتراح عرض الحائط واستمروا في نهجهم الاستيطاني وقضم الاراضي فكانت اتفاقية اسلو التي سمحت بإقامة سلطنة فلسطينية محدودة الصلاحيات مرتبطة ارتباطا كامل بالعدو الصهيوني اقتصاديا ومنها العملة .

اختفى بريق الحركات اليسارية وانبثقت حركات تحرر اسلامية اخذت على عاتقها مسؤولية تحرير الارض لكن هذه الحركات تلاقي عداءا مستميتا من قبل الحكام العرب الذين ومع مرور الوقت سقطت الاقنعة عن وجوهم وساروا في ركب التطبيع الذي بداه السادات وان ظل بعض الحكام على استحياء من التطبيع ,فحروب غزة المختلفة لم تحرك في هؤلاء الحكام النخوة والكرامة التي يفترض انهم ورثوها كابر عن كابر ولكن اتضح انهم لا ينتمون الى هذه الارض وصدقت فيهم اقوال ابن النواب فهو اعرف بأنسابهم والذي كنا نعده متحامل عليهم.

طوفان الاقصى وضع النقاط على الحروف, واثبت اننا حكاما ومحكومين لسنا عربا ولسنا جديرين بالحياة فوق هذه الرقعة من العالم, كيف نريد ان نتحرر ونحن مهزومون من الداخل ..اصبحنا نعيب على حماس فعلتها بل ونجرمها ..ونصفها بان متفاهمة مع العدو لإبادة سكان القطاع ونقول بان الوضع في غزة كان جيدا ,,,17 سنة حصار ونحن نتفرج والمساعدات تصلها (بالقطارة)…لا شك ان من يقول هذا الكلام هو خارج الزمان والمكان…منذ متى كان ينتظر المقاوم حالة التوازن مع العدو لكي يبدأ بالتحرير ؟ أ لم تبدأ الشعوب المقهورة عملية التحرر بأبسط الاشياء ومنها شعوبنا العربية ؟ام ترانا نسينا ذلك؟ المؤكد اننا لم نعاصر تلك المرحلة ولكن بالتأكيد اطلعنا على ذلك من خلال كبار السن وبعض الكتب….اقول للخانعين والمرتجفين فقط سدوا افواهكم وعيشوا كما انتم في بحبوحة العيش واتركوا غزة واهلها فانهم ادرى بأحوالهم ولا يطلبون منكم شيئا لأنكم لن تقدموا اي شيء ذي اهمية .

طوفان الاقصى كشف زيف ادعاءات العالم اجمع حول حقوق الانسان وحق تقرير المصير للشعوب ابادة جماعية ولا يحرك الغرب ساكنا بل يمد العدو بمختلف انواع الاسلحة لكي يمعن في قتل الابرياء من النساء والولدان وكبار السن, أما الحكام العرب والمسلمين فانهم لا يقلون نذالة عن الغرب فقاموا بتسيير قوافل لإغاثة الصهاينة عند احداث باب المندب.

عندما يتعلق الامر بالوطن, فإن حماس الاخوانية واخواتها المرابطات اللائي يشيطنها البعض ,نعتبرها اشرف وانبل حركة تحرر فلسطينية معاصرة, بعد ان انبطحت فتح واصبحت تحرس العدو وتشيء بالمقاومين.. العزة والكرامة لمن يصنعون الحياة بدمائهم في الخنادق وتبا لرواد الفنادق الذين يعملون كغلمان لأسيادهم. من العار ان تعيش جبانا.

جذوة المقاومة في كامل بلاد العرب لن تخفت ,مقتل القادة يعقبه جيل جديد من الثوار يحملون الراية.

 

 

شاهد أيضاً

يكذبون.. شركاء في الإبادة…بقلم راتب شاهين

كثيرون هم التجار والانتهازيون، الذين حملوا لواء القضية الفلسطينية، والذين ينطبق ‌‏عليهم قوله تعالى: «وَأَنَّهُمْ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2024