الأحداث الدائرة في منطقة الخليج العربي وتحديداً في مضيق هرمز، وبعد حالة الإحباط التي تعيشها أمريكا هذه الفترة من عدم سيطرتها على المضيق، أو كسر إرادة إيران وإخضاعها لإملاءاتها، كان لا بد لأمريكا بأن تقوم بتغيير بوصلتها، وفعلاً غيرتها إلى فنزويلا بفرض حصار جديد على هذه الدولة التي تعيش هذه الأيام احتفالات بعيد الاستقلال.
فنزويلا أعلنت مؤخراً بأنها ستقوم بعرض عسكري مُهيب لاستعراض ما يقارب المليون عسكري فنزويلي لحماية فنزويلا من أي عدوان، سواء كان هذا العدوان من قبل أمريكا أو جيرانها، وسيتم هذا الاستعراض على مراحل كما أعلنت فنزويلا على لسان رئيسها المنتخب ديمقراطياً مادورو.
هذا الاستعراض تلقته أمريكا بالخبر المهم والمفاجئ من الدولة الفارضة عليها عقوبات اقتصادية وعسكرية، وبالمقابل قام بومبيو بفرض عقوبات على قائد الجيش الفنزويلي وقائد الشرطة، وبهذه التحكمات تعتقد أمريكا بأنها تستطيع كسر إرادة الشعب أو القيادة الفنزويلية، لكن هذا الأمر لم يمنع كاراكاس من الاستعراض العسكري المليوني، بل استمر على نفس البرنامج المُتبع، مما جعل ترامب يعيد حساباته من الحصار المفروض على فنزويلا من خلال تشديد الحصار على كاركاس ومادورو، والدعم الكامل للمعارضة الفنزويلية التي باتت تقف مكتوفة الأيدي أمام هذا الاستعراض العسكري المدعوم من قبل الشعب الفنزويلي.
أمريكا تبحث عن مصادر دخل جديدة هذه الفترة، فما تقوم به من تصرفات مع فنزويلا وغيرها من الدول الحرة سببه دخولها أزمة اقتصادية خانقة، بعد خيبات الأمل التي مرت بها سواء كان في الشرق أو في الغرب.
هذه القوة الفنزويلية الغير مفاجئة مدعومة بالمُطلق من قبل روسيا، وهي تريد الديمقراطية في فنزويلا، ووقوف روسيا مع الدول التي تقوم أمريكا بحصارها يجعل أمريكا في موقف ضعيف جداً، والشعور بالفشل كما كل مرة تقوم به أمريكا، وكان هذا واضحاً من خلال حربها في أفغانستان وانسحابها من سوريا والتمهيد للانسحاب من أي مكان يوجد بها قواعد عسكرية أمريكية.
هذا الاستعراض العسكري أعلنت عنها كاراكاس بأنه سيتم في البحر، لحماية حدوها من أي عدوان، هذا الأمر يُعيدنا إلى الحصار المفروض على إيران من قبل أمريكا، وفشله بالقوة الصاروخية والطائرات المسيرة التي ترسلها إيران على البوارج الأمريكية في المضيق.
وكما هو واضح من حجم القوات الفنزويلية فهي تسعى إلى إرسال رسائل إلى أمريكا بان كاراكاس تملك القوة العسكرية اللازمة لحماية أراضيها وشعبها وديمقراطيتها التي اختارها الشعب الفنزويلي منهاجاً وشعاراً له، وخصوصاً بعد أن قام القيصر الروسي بدعم فنزويلا بصواريخ أس 300 المتطورة لحماية سماء فنزويلا من أي عدوان.
فنزويلا بقيادة رئيسها المنتخب ديمقراطياً مادورو تسير على نهج بوليفار وشافيز للمدافعة عن العالم المضطهد وتدافع عن الديمقراطية في أي دولة في العالم، وكان هذا من خلال المدافعة عن فلسطين والاعتراف بالقدس عاصمة لها.
المملكة الأردنية الهاشمية