الأمريكي يعمل على تبييض صورة الأرهابيين وما زال يستثمر في الأرهاب، وأي أزمة اقتصادية ومالية عالمية متوقعة هذا العام 2019 م، هي نتاج العبث بدم ديكتاتورية الجغرافيا ودم الديمغرافيا للفالقة السورية والتي هي بمثابة مفاعل نووي. البعض منّا مع كل أسف لا يعرف أنّ السياسة ليست مجرد صور تذكارية مع الفقراء والنازحين واللاجئين، بل هي استقراء للمستقبل، وكل خطوة غير مرئية في المستقبل يجب معاملتها على أنّها كمين، والسياسي الذي لا يكترث الاّ للهتاف والمديح، لا يختلف عن بائع المواشي في سوق الحلال كل يوم جمعه، وبائع الجرائد على الأشارات الضوئية في بعض عواصمنا العربية القطرية. ومن هنا نرى أنّ الساسة المراهقون ودبلوماسية صعاليكهم الجوفاء والخرقاء، يعتقدون أنّ اللعب في دماء الجغرافيا هو مجرد لعب مع الخطوط والحدود والتراب، ولكنّ من يلعب بدم الجغرافيا عليه أن يعلم أنّ الجغرافيا ستلعب بدمه ورأسه، وكون المنطقة في حالة سيولة شديدة والأرهاب المعولم يتم تسييله، الكل صار يلعب بدم الجغرافيا السورية، ولكن بدأ الأرتداد على كل من عبث ويعبث وسيعبث بالجغرافيا السورية وديكتاتوريها، ولمن أراد أن يستيقن ليعد الى التاريخ لسان الجغرافيا ليخبره. الأمريكي ما زال يؤمن أن الأنتشار الأفقي للفكر الجهادي والمحافظة على سمته في كل الأزمنة والأمكنة، هو السبيل الوحيد لأسقاط أي نظام لا يتفق ويتساوق مع رؤى الأمريكان، ويريد هذا الكابوي الأمريكي للفاشية الدينية أن تسود ليس في سورية والعراق فحسب، بل في جلّ ساحات الشرق الأوسط وأسيا الوسطى وفي الداخل الصيني أيضاً عبر أقلية الأيغور المسلمة، والتي تتجاوز عشرين مليون ايغوري مسلم، لذا يصر الروسي على رفض الأرهاب والأستثمار فيه وفي منحنياته لأسقاط الأنظمة المعارضة أو التي لا تتفق وتتساوق مع الكابوي الأمريكي بأي صورة من الصور. ويعتقد أنّ واشنطن دي سي سوف تستخدم هذا العامل السابق ذكره، في اسقاط أنظمة حلفائها عندما تغدو عبء على نفسها وعلى مجتمعاتها وبلا شك على أمريكا، لذلك أن تكون معادياً لواشنطن فيه خطورة، ولكنّ أن تكون حليفاً لها أشد خطورة من العداء لها. سلفيو أوروبا فجّروها تفجيراً وعلى مدار التآمر على سورية وما زالوا يسعون الى عمل المزيد والمزيد والمجتمعات الأوروبية صارت تتجه نحو اليمين المتطرف بمستوى أول، لا بل الى يمين اليمين، فيصبح اليمين يسار يمين، وصارت ساحاتها مغناطيس جاذب لارهابها بحق منطقتنا وسورية، تماماً كالساحات، ان القويّة، وان الضعيفة، المجاورة لسورية صارت وتصير وستصير مغناطيس جاذب للأرهاب المعولم، فهل نحن بصدد سلسلة آياليل أوروبية أخرى قادمة لا محالة على غرار الأيلول الأمريكي في ظل أزمة اقتصادية أممية متفاعلة قد تحصل في عام 2019 م على غرار أزمة 2008 م كما تذهب قرورن الأستشعار الأقتصادية والمالية في وزرارة الخزانة الأمريكية؟ وبالمناسبة رئيس وزرائنا الدكتور عمر الرزّاز سيلتقي وزير الخزانة الأمريكية ستيفن منوتشين ومسؤولين في البنك الدولي وصندوق النقد هذا الأسبوع. وهل ما جرى ويجري وسيجري في دول وساحات أوروبا، بمثابة كفّارة تاريخ هائل من الذبح الأستعماري، مارسته أوروبا بحق شعوبنا وساحاتنا؟ وهل صارت استخبارات المثانات السورية ضرورة أممية للأوروبي وغيره؟ حسناً: في المعلومات أكثر من خمس أو ست زيارات غير معلنة قام بها العميد البرتو مانيتي رئيس جهاز الاستخبارات الإيطالي الخارجي(ايزيه)الى دمشق وسرّاً بعد زيارته الأولى في نهايات تموز عام 2016 م بتشجيع روسي ودعم واضح، لكنه يزور دمشق هذه المرة وعلناً كوادر من جهاز المخابرات الأيطالي نفسه يشاركه جهاز المخابرات الفرنسي الفرع الخارجي بعد احداث التغيرات الضرورية في قيادته من قبل الرئيس ماكرون(بقيادة برنار ايميه بديل برنارد باجوليه، وكلاهما سفيران سابقان لفرنسا في عمّان)بعمل مشترك مع جهاز المخابرات الألماني لمعرفة مدى أفاق مسارات التعاون مع مجتمع المخابرات السوري وأيضاً بدعم روسي، وثمة زيارات غير معلنة يقوم بها كوارد مجتمع المخابرات السوري، لأيطاليا وبعض الساحات الأوروبية، وكذلك لدول وساحات الجوار السوري هذا الأوان باسناد ونصح روسي واضح وعميق بعد، انجازات الميدان للجيش العربي السوري والقوّات الرديفة والصديقة، ودمشق تقول: لا تطبيع مخابراتي معلوماتي قبل صرفه في السياسه والدبلوماسية مع سورية، وهذا باعتقادي موقف سليم 100%. هذه هي السياسة والدبلوماسية القسرية التي تتقنها سورية باحتراف وتحقق نتائج لا تتحقق بقوّة السلاح، انّها دمشق ودائماً وأبداً لا أحد يعرف كيف تفكر دمشق بلد الياسمين، سياستها لغز بالنسبة للغربي وللبعض العربي الكاميكازي الروتاني. لا يوجد ارهاب معتدل وارهاب غير معتدل، الأرهاب هو الأرهاب، في الحدث السوري وعلى مدار ثمان من السنوات كل من يحمل السلاح في وجه الدولة الوطنية السورية ونسقها السياسي وشعبها هو ارهابي ولو كان مدعوما من الملائكة(على سبيل المثال)، واشنطن وحلفها ومعهم الحزب الحاكم في تركيا والبعض العربي يعملون على التمييز بين جماعة معتدلة مسلحة وجماعه ارهابية كورقة عسكرية وسياسية، لآستهداف النظام السوري والدولة عبر معتدلها من الأرهاب لشطب النظام السوري ونسقه، وهذا ثبت فشله على مدار أكثر من ثمان من السنوات، وما زال الأمريكي وجلّ الطرف الثالث يراهن جاهداً على ما يسميه بالجماعات المسلحة المعتدلة، رغم قرار ترامب بالأنسحاب من سورية خلال أشهر(الأنسحاب الخدعة – راجع تحليلنا خدعة الأنسحاب من الشرق والشمال السوري)وأنا أسميه اعادة انتشار عسكري وليس انسحاب، وقرار ترامب المزعوم بسحب قوّاته الأحتلالية من سورية قرار شكلي جدّاً الى الحد الذي يمكن تسميته فيه: تحركاً سياسياً بعنوان عسكري. الأمريكي وجلّ الطرف الثالث بالمسألة والحدث السوري ما زالوا يراهنون على الجماعات المسلّحة الأرهابية(يسمونها المعتدل من الأرهاب)في العملية السياسية السورية كما يريدها هذا الطرف الثالث بالحدث السوري، وهومتآمر واقعاً وحقيقةً، والحقيقة هي هذه الجماعات المعتدلة، أس للأرهاب المدخل والمصنّع ومن نسل القاعدة مباشرةً. وأكثر من ذلك الأمريكي يقوم بعمليات تضليل وخداع ممنهج وحلفاؤه الغربيون والبعض العربي، تهدف الى تبييض صفحات الجماعات الأرهابية المسلحة مثل: جبهة النصرة + أحرار الشام (أشرار الشام)+ حركة نور الدين زنكي الأرهابية والتي جزّت عنق طفل فلسطيني بريء هو بمثابة ذبيح الأنسانية هو اسماعيل القرن الحادي والعشرين في مخيم حندرات قبل أربعة أعوام + بقايا ما يسمى بالجيش الحر، وأكثر من ذلك، تعمل أمريكا على اعادة انتاجات للأسلام السياسي عبر جماعات الأخوان المسلمين في الداخل السوري عبر حركة حاشا احرار الشام، وفي الخارج السوري وغيرها، حيث واشنطن ما زالت تراهن على الأسلام السياسي لتوجيهه نحو أسيا والصين وايران وروسيا في القوقاز وأسيا الوسطى عبر استراتيجيات الأستدارة الأمريكية، وما فعلته ما تسمى بحركة نور الدين زنكي(الأمير نور الدين بريء منها) وتعتبرها أمريكا وتركيا والسعودية وقطر وبعض العربان بحركة معتدلة، نعم أحرج أمريكا وأحرج توابعها من العربان((هذه معارضتكم المعتدلة)) تمارس ممارسة داعش وأبشع من داعش، بعبارة أخرى، أمريكا تقوم بخديعة العصر بتبييض صورة هؤلاء الأرهابيون على أنهم حمل وديع وهم رب الأرهاب وأسّه وديدنه. ولنحفّز العقل على التفكير عبر اطلاق العنان له بانضباط: بفعل الحدث السوري وعقابيله، هل صارت الجغرافيا التركية موضع تساؤل استراتيجياّ؟ كما هل بات أردوغان موضع تساؤل أيضاً لدى حلفائه في الناتو؟ هل تطرد تركيا من الناتو(الخلافات الأمريكية مع تركيا شق في السياسة الخارجية التركية، وشق في السياسة الداخلية التركية)؟ وهل بدأ مشروع تفكيك تركيا عبر البلدربيرغ الأمريكي؟ ما هي المخاطر الجديدة التي صار الناتو يتعرض لها؟ فثمة خطر من الشرق يتعرض له الناتو يتمثل في الوجود الروسي العسكري المتفاقم والدائم في سورية، وثمة خطر من الجنوب التركي يتمثل في صوفيي وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، وصوفيي الناتو نفسه وصوفيو أردوغان ذاته(الدواعش والفواحش والدوامس)، وتركيا تجتمع فيها هذه المخاطر وصارت أكثر دولة في الناتو انكشافاً للمخاطر، أليست هذه مخاطر عميقة؟. أمريكا لا يمكن أن تتخلى عن تركيا فهي عضو بالناتو والقنابل النووية الأميركية موجودة في قاعدة أنجرليك التركية، وهي لردع روسيّا وايران لن تسحبها واشنطن، وأمريكا تعمل على توظيف تركيا في صراعاتها الأستراتيجية مع روسيّا في أسيا الوسطى والقوقاز ومناطق غرب أسيا، وأمريكا لم تتخلى عن الأسلام السياسي بعد كمشروع لتدمير ايران وروسيا والصين، ومنذ اعتذار أردوغان لروسيّا تحاول روسيّا احتواء (تركيا أردوغان) بشروطها، وهذا تدركه واشنطن وترفضه، وتحاول موسكو أن تبقي أردوغان بعيدا عن الأتحاد الأوروبي، فلا الناتو ولا أمريكا سيتخلون عن تركيا، وذلك لأستكمال المشروع الأمريكي في المنطقة وهو مشروع أسلمة الأقليم عبر النموذج التركي الذي له أكثر من ستة عشر عاماً، والعائق أمامهم في ذلك هي سورية بنسقها السياسي وجيشها ورئيسها ونظامها وشعبها، هنا حجر العثرة أمام هذا المشروع الغربي في المنطقة لذلك، تتعامل روسيّا مع الملف السوري باحترافية الكي جي بي المخابراتية والتي تشتبك مع السياسي والأقتصادي والعسكري والثقافي والفكري. وأعتقد أنّ الذي يسعى بذكاء ويسيل لعابه وسيرتمي في الحضن الروسي الدافىء والمفيد بعد الرئيس أردوغان هو ولي العهد السعودي، لكن هذا الأرتماء السعودي سيكون بالشروط الروسيّة لا السعودية، ومنها وقف اللعب السعودي مع ايران وهي العضو الفاعل في مجموعة البريكس، والسؤال هنا: هل تقبل السعودية لاحقاً عضواً فاعلاً أم مراقباً في مجموعة البريكس؟ وبحسب ما شرحته: أرى أنّ العلاقات سوف يتم ترتيبها مع أمريكياً مع بقاء الحذر من كلا الطرفين، وبخصوص فتح الله غولن وان وافقت أمريكا على تشكيل لجنة مشتركة لبحث هذا الأمر، فانّها لن تسلّم غولن الى أردوغان، كون فتح الله غولن جزء من الأسلام السياسي وبحاجته واشنطن ومعه أردوغان لأسلمة الأقليم، لذلك هي ستسعى لتسوية الخلافات بينهما وهي من صنعت هذه الخلافات عبر محاولة الأنقلاب الفاشلة، ليتهم أردوغان التنظيم الموازي وغولن بذلك. هاجس الأمن القومي التركي والذي يشكل جلّ عقيدة الجيش التركي وباقي المنظومة العسكرية والأمنية، هو الراديكالية الدينية المغرقة بالتطرف، تشكل أساس جوهري ومهم، ومن هنا نلحظ بقوّة وعمق ثمة واقع راديكالي سلفي وهابي يترسخ في المحيط الجغرافي التركي، بسبب تورط أنقرة بالمسألة السورية، بحيث تحوّلت بطون جغرافية الحدود التركية مع سورية ميادين فسيفسائية تغلي بمرجل الجماعات السلفية الوهابية، وهذا ما سعى له الغرب والأمريكي والأسرائيلي وما زال عبر عرب روتانا أيضاً. بات واضحاً للجميع في المنطقة أنّ انضمام الرئيس التركي الى اللعبة الغربية الأمريكية، جعل العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي تعمل على تضعيفه شيئاً فشيئاً ونفوذه داخل مؤسسات حكمه لغايات السيطرة، ثم الأستخدام والتوظيف والتوليف وادارة اللعبة التركية الداخلية والخارجية في محيطه الأقليمي ومجاله الحيوي، بصورة غير رسمية وغير مباشرة وعلى الطريقة المخابراتية البريطانية: ازرع المشروع ووفر له كل دعم لوجستي وأتركه ينفذه ولا تلتقيه الاّ على الهوامش ببعد زمني متوسط. وبإيضاحات أكثر وضوحاً وعمقاً، الغربي والأمريكي استثمر في ظروف الحزب الحاكم في تركيا، كما استثمر في مسارات الهجوم على أردوغان في الداخل التركي والخارج التركي، كل ذلك قاد الى خلق وتخليق بيئة مناسبة وذات جودة عالية لتنفيذ البرامج الغربية ورؤية البلدربيرغ الأمريكي، وساعد على ذلك الموقف الروسي من أردوغان بعد تنفيذه بصورة وبأخرى لفخ حادثة اسقاط السوخوي الروسية عام 2015م. الأرهاب(مدان بكل اللغات)الذي حدث في ألمانيا وفرنسا(أكثر من مره)وبروكسل، وما سيحدث لاحقاً في جلّ الساحات الأوروبية وغيرها من ساحات العالم وبشكل يتكرر بين الفينة والأخرى، هو تدمير ممنهج ومخطط له لضرب التعايش السلمي الديني الأجتماعي في ألمانيا وبروكسل وفرنسا وجلّ أوروبا، كونه سيعطي المسوّغ لما يسمى باليمين المتطرف في الساحات الأوروبية، لرفع وتيرة حملته على المهاجرين خاصةً من الأصول العربية والمسلمة، وكذلك الحال بالنسبة لتصاعدات عميقة بالمعنى الرأسي والعرضي لما يسمّى بيمين اليمين في جلّ القارة العجوز، فيصبح اليمين بمثابة يسار يمين بالنسبة لليمين المتطرف كما أسلفنا، كل ذلك ليصار الى تفجير أوروبا من الداخل وحسب رؤى البلدربيرغ الأمريكي، كما هو نتيجة للعبث بدم الأيديولوجيا والجغرافيا السورية على مدار ثمان من السنوات، من قبل مجتمعات المخابرات الأوروبية. الأوروبي زرع الريح فحصد العاصفة فبال على نفسه، أي أحدث بولاً من وجل شديد وعظيم وخطير، وضمن منحنيات وحالات التبول اللارادي، وبعيداً عن لازمة التضامن مع ما يجري وجرى وسيجري في الدول الأوروبية من ارهاب مدان وحقير والذي له ما بعده، فانّ أوروبا وقعت بين الصير والباب، فهي من جهة مجبرة على اللحاق بالسياسة الأمريكية في محاصرة روسيّا وتخريب الوطن العربي، ومن نتائج ذلك خسائرها الاقتصادية وتدفق اللاجئين عليها كعبىء اقتصاي ومسألة قلق عنصري معا، وفي ذات الوقت هي عاجزة عن حفظ أمنها الداخلي وهي ملحقة بواشنطن حيث سياساتها الخارجية والدفاعية تتكأ على واشنطن، وقد فتح بنك حسابها الآن بفعل رؤية البلدربيرغ الأمريكي وعليها أن تدفع فواتير اللجوء الكثيف والأرهاب العابر للقارات، فهل تقود جلّ العمليات الأرهابية التي حدثت في لندن، وتفجيرات بروكسل، وقبلها تفجيرات باريس ومجزرة شارلي ابدو، ومجزرة نيس جنوب فرنسا وما جرى في ألمانيا من ارهاب حقير، أوروبا نحو فكرة التعاون مع ايران والجيش السوري والرئيس الأسد وحزب الله ومع روسيّا؟ فاذا ما أرادت أوروبا مكافحة الأرهاب فعلاً فثمة ممرات الزامية لها، عبر سورية وحزب الله وايران، خاصةً وأنّ العالم صار يقترب أكثر وأكثر من الفكرة الروسيّة القائلة: الأسد ونظامه وايران وحزب الله ليسوا هم الخطر. أسباب عديدة قادت إلى ذلك من نتائج، هناك عنصرية في المجتمعات والساحات الأوروبية، ضد المهاجرين وأبنائهم، فآلا يتمكن المسلم الأوروبي من الاندماج بتلقائية في محيطه؟ حتّى صار مفهوم مسلم أوروبي متناقضات أوروبية مجتمعية، وسماح كثير من الساحات الأوروبية ومنذ السبعينيات من القرن الماضي للمال الوهّابي بالعمل بحريّة في مجال الدعوة والتبليغ، حتّى كادت السلفية الوهابية أن تحتكر المراكز الإسلامية والمساجد والتعليم الديني داخل جلّ الساحات في أوروبا وخاصة في فرنسا، فقد وافقت الحكومات الأوروبية المختلفة وكذلك الفرنسية خاصةً على ذلك للعلاقات المميزة مع السعودية من صفقات السلاح المختلفة وعلى مدار عقود، وصولاً إلى الفساد والدفعات المالية التي تلقاها السياسيون الأوربيون والفرنسيون على مدى عقود خلت من دول الخليج النفطية، كل ذلك سمح بتلزيم الإسلام الأوروبي لأخوتنا في السعوديه من دون أدنى اعتراض، وتم سلفنة أحياء كاملة من مدن أوروبا، الأوروبي الذي ينبذه المجتمع صار يبحث عن هويته الإسلامية، وجد نفسه وقد صار سلفياً وهابيّاً، فالشيخ سلفي تدفع الرياض راتبه، والمسجد سلفي، والمحيط صار سلفي، وهذا مذهب لا علاقة له بالإسلام المحلي الذي جاء منه هؤلاء المهاجرون ولا بمجتمعاتهم الأصلية، فهذا هو إسلامهم الأوروبي لا إسلامنا نحن العرب، ما جرى في السابق في جلّ الساحات الأوروبية من ارهاب معولم مع إدانتنا له، هو بداية حصادهم لما زرعوه لا منتهاه، فعليهم أن يبحثوا عن مكامن الخلل في سياساتهم وعنصريتهم، ودعمهم للزومبيات الأرهابية المدخلة الى الداخل السوري من جهات الأرض الأربع على مدار أكثر من ثمان من السنوات، ليجعلوا من سورية مغناطيساً جاذباً للأرهاب، فما كان الاّ أن انقلب السحر على الساحر، فصارت الساحات الأوروبية ودول الجوار السوري مغناطيساً أشد جذباً للزومبيات المدخلة، ولحواضنها في دواخل المجتمعات. انّ السياسات الأوروبية و البربوغندا الوهابية المتعصبة قد شجعتا مئات الشبان الفرنسيين والبلجيكيين و الأوروبيين ومن ألمانيا أيضاً، للذهاب إلى سوريه و القتال هناك، ولكن من الواضح أن لهذه السياسات نتائجها العكسية، إذ أن اثنين من الإرهابيين الذين شنوا الهجوم ضد شارلي ابدو مثلا، هما سعيد و شريف كواشي القادمين من سوريه، حيث قيل أنهما اكتسبا خبرة في القتال، كما أنّه أن سبق أحدهم أن عمل في اليمن كجهادي، والأرهابيين في بلجيكيا مواليدها ونتاجها اجتماعيا، والآن تخشى الدول الأوروبية عودة مواطنيها المقاتلين في سوريه، و تقرع خدمات الاستخبارات الفرنسية وأوروبية، أبواب دمشق من أجل التأسيس لتعاون أمني مع سوريه(فعلا وقولاً لا أحد يعرف كيف تفكر دمشق). لا يمكن لأحد استبعاد احتمال أن هجمات بروكسل وقبلها باريس وألمانيا ثم لندن كانت بتسهيل وربما بتحريض، من وكالات استخباراتية و مصالح حتى الإرهابيين أنفسهم لا يدركوها، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال: أحد منفذي العملية الأرهابية في بروكسل اعتقلته تركيا أثناء عودته من سورية وحققت معه وتم تسليمه للمخابرات البلجيكية عبر المخابرات التركية، والأخيرة أطلقت سراحه لماذا؟ سؤال برسم الأيجابة، لتجيب عليه المخابرات في بروكسل ومخابرات الناتو نفسه!. حاليا أوروبا كل أوروبا أمام خيارين، إما أن تحذو حذو الولايات المتحدة بعد هجمات الحادي عشر من أيلول 2001 م، و تنهمك في مرحلة جدية ترمي إلى تقوية موقفها السياسي و الأمني، ما يتطلب تغييرا جذريا في إستراتيجيتها، أو أن تهرب إلى الأمام و تحتفظ بسياستها الخاطئة التي أدت إلى نمو المجموعات الإرهابية و إيديولوجيتهم ليس في سورية و العراق فحسب، بل أيضا في أوروبا و أجزاء أخرى في العالم. الهجمات التي تشنّها بعض الدول الأوروبية في سورية والعراق ضمن ما يسمى بالتحالف الدولي بزعامة الأم الأمريكية، بلا جدوى بدون تعاون استخباراتي عسكري مع حكومات المنطقة و خاصة السوريه. فالجيش السوري اليوم هو القوة الأكثر فاعلية في الحرب ضد الإرهاب في المنطقة، و السياسة الأوروبية وخاصةً الفرنسية المتعجرفة المتمثلة، بعدم التحدث مع دمشق بدأت تنعكس ضد أوروبا وبروكسل وفرنسا نفسها والآن ألمانيا، وان كانت الأخيرة فتحت خطوط واسعة مع المخابرات السورية في السابق ثم قنّنتها الى درجة توقفها، وها هي الآن ستعود مكرهةً أو برضاها لفتحها من جديد وبأوتوستراد عريض بعد تفاقمات لعمليات ارهابية قادمة حسب معلومات مجتمع مخابراتهم على الأغلب. محاربة الإرهاب تتطلب التزاما أكثر جدية من قبل الدول الغربية وبلجيكيا وفرنسا بشكل خاص وألمانيا، وقناتهم هؤلاء في ذلك ايطاليا، حيث تنظر دمشق الى ايطاليا كباب سوري الى أوروبا. وينبغي على القادة الأميركيين والأوروبيين مراجعة مواقفهم و التخلي عن كل الممارسات المشجعة للإرهاب، مثل تدريب و تسليح (الثائرين المعتدلين في سوريه وآخرها ولن تكون الأخيرة: حركة نور الدين زنكي الأرهابية)الذين لا هم معتدلون و لا ثائرون وإنما إرهابيون متعطشون للدماء. وحده الزمن من سيخبرنا إن كانت المذبحة الشنيعة في بروكسل في المطار والمترو وقبلها في تفجيرات باريس و في مجلة شارلي ابدو وفي نيس وفي ألمانيا في ميونخ وآخرها في بريطانيا، ستدفع القادة السياسيين و العسكريين الفرنسيين و الغربيين لتغيير سياستهم المتعلقة بمحاربة الإرهاب من أجل تحسين التعاون الإقليمي و الدولي حول هذه القضية، و للحيلوله دون المزيد من الهجمات الشائنة في أوروبا و الشرق الأوسط، والحكومات الأوروبية وأجهزة استخباراتها سعت إلى نشر النزعة الوهابية، هذا وقد استثمرت كل من السعودية و قطر الكثير من الأموال في جلّ الساحات الأوروبية وخاصة في فرنسا، و حققتا نفوذاً لا يمكن إنكاره على السياسة الخارجية الفرنسية تحديداً، وكل هذه الدول رعت المجموعات الإرهابية السورية. ومن هنا أبدأ فأقول: بين الواجب الأوروبي الأخلاقي وواقع السلوك السياسي والأمني الأوروبي هوّة لا يعرف أحد كيف يمكن ردمها حتّى اللحظة في العالم، ويبقى السؤال الكبير والضخم أمام منظومات الأمن الأوروبية ومجتمعات استخبارات القارة العجوز: هل هناك استراتيجية أوروبية أو بلجيكية أو فرنسية أو ألمانية أو ايطالية في الشرق الأوسط؟. الهجمات الإرهابية في بروكسل وقبلها فرنسا وفي نيس وفي ميونخ وفي لندن، شكّلت مرحلة تحوّل مفصلية على صعيد العلاقات الدولية، لم تنته تداعياتها بعد، ومآلاتها وعقابيلها وقد طبعتها الخطابات الهوياتيّة، ولا يمكن نفي واقع أن من أول تداعيات الهجوم في لندن وفي بلجيكيا وقبلها باريس ونيس وميونخ إثباته صحة المخاوف من وصول تهديد(الجهاديين)إلى قلب أوروبا، بعد فترة من الحراك الغربي المبهم إزاء انتشارهم في الشرق الأوسط. لكن، في المقابل، فإن الاعتداء على بروكسل عاصمة الناتو والأتحاد الأوروبي، لا ينفي أنه يستبطن إشكاليات أوروبية داخلية من المفترض ألا تغيب، اذاً نحن بصدد ثالث نموذج حي لعودة الإرهاب المدخل إلى الداخل السوري إلى موطنه الأصلي حيث يضرب بالنار(النموذج الأول كان في باريس والثاني في بروكسل والثالث في لندن)، انّها الهجرة المعاكسة الآن، وعلى بروكسل وفرنسا ولندن أن تنحو نحو معالجات أمنية وسياسية جديّة، وهذا يعني تغيراً جذريّاً في موقفها من مجمل الأزمات في المنطقة أو الاندفاع هروباً نحو الأمام بعيداً عن مصالحها، وهاهي بلجيكيا وباريس ولندن مع كل أسف تدفع ثمناً باهظاً لسياساتهما إزاء الشرق الأوسط، إن لجهة ليبيا، وان لجهة سورية، وان لجهة إيران، وان لجهة لبنان، ماذا سيقول وزراء الداخلية الأوروبيون الآن ومعهم رؤساء أجهزة الأستخبارات؟ أمريكا دولة ديكتاتورية الحزب الواحد بأحد الوجهين السياسيين، ان جمهوري، وان ديمقراطي، انتقلت من حكم الديمقراطية الى حكم البلوتوقراطية(أي حكم الأغنياء والأثرياء نتاجات ذراع البلدربيرغ الأمريكي، انّه المجمّع الصناعي الحربي)بملحقات ديمقراطية يسيل لها لعاب التوابع ودول الأعتلال العربي والخوزمتجي. ثمة تساؤلات منطقية تمهد لمحاولة للفهم تتموضع في التالي بتفاعل: هل ستستمر العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي وعبر نواة دولتها البوليسية العميقة(البلدربيرغ جنين الحكومة الأممية)، باعادة بناءات و صناعة برّاداتها السياسية الخاصة ومكعبات ثلجها من جديد، لغايات اطلاق مسارات حربها الباردة الجديدة القديمة مع روسيّا وفي ظلّ ادارة الجمهوري الرئيس دونالد ترامب، بعد تفعيل مفاعيل جوقة مجموعة متشددين، مع الدولة العميقة وكارتلات حكمها في البلدربيرغ الأمريكي؟ هل ثمة صراعات بين كوادر وأقطاب الحزب الجمهوري من محافظين جدد، ومحافظين تقليديين، وشعبويين في التنافس على مواقع ادارة ترامب؟ ان وجدت هذه الصراعات داخل الحزب الجمهوري، هل هي انعكاس لآزمة جنين الحكومة الأممية البلدربيرغ الأمريكي، وبالتالي ثمة تمرد بين كارتلاته في مفاصل منهجية العمل القادمة في العالم، وخاصةً ازاء أوروبا، وازاء الصين، ونحو الفدرالية الروسية؟ هل نكهة المحافظين الجدد ستطغى، أم نكهة المحافظين التقليديين، أم نكهة الشعبويين، أم خلطة سحرية بين المجموعات الثلاث؟. في أي سياق سياسي وأمني وعسكري، ستتموضع خطط ودراسات العسكريين الأمريكيين لجهة خيارات تفعيل خطة عملية لم يكن يتضمنها جدول الأعمال منذ حقبة الحرب الباردة، عبر تمركزالعسكريين ونشر خطوط الأتصال والأتصالات البحرية بالتنسيق والتشاور مع حلف شمال الأطلسي، حيث بدأت التبايانت مع الرئيس الجمهوري ترامب من الآن تظهر على السطح، حيث صرّح قادة وكوادر الناتو أنّ خيارات الحلف العسكرية جماعية وليست فردية أحاديّة، بجانب افتتاح طاولة جلسلت العصف الذهني ومناقشة تقديم مساعدات عسكرية لسلطات كييف الجديدة بصورة مكثفة؟ في ظلّ اعتبار وايمان الدولة الأمريكية العميقة، أنّ أساس وجود الناتو كحلف هو لتحقيق الأستقرار وقمع(العدوان السوفياتي) الفدرالية الروسية حالياً؟. صحيح واقع ومعطيات وداتا معلومات، أنّ مشروع هيلاري كلنتون(منافس محتمل لترامب في انتخابات عام 2021 م) يتموضع في تصدير تناقضات أمريكا الداخلية بحروب الى الخارج ونهب وقتل الأمم الأخرى، لصالح الكارتلات المالية والأستثمارية في منظومة وول ستريت، يقابله مشروع دونالد ترامب في تعميق مشاكل أمريكا الداخلية على حساب غير البيض وعلى حساب المهمشين والنساء وغيرهم، ولعب دور بلاك ووتر كشركة حماية للكيانات الهشّة والتابعة والمتوحشّة، ثم تجيء بعض منظومات الحكم الأوروبي التي هي سبب وجود الأسرائيلي الصهيوني في منطقتنا، وتعلن أنّ أوروبا قلقة من تفكير ترامب عبر ترك أو تقليص دور واشنطن في الناتو، وتعلن موغيريني والتي بكت يوماً ما بحرقة على كتف وزير خارجيتنا السابق السيّد ناصر جودة: أنّ القارة العجوز بحاجة الى جيش للدفاع عنها والتدخل الخارجي وتبعها الرئيس الفرنسي ماكرون ولكن ترامب(بهدله وقلّ قيمته)، وهي هذه الأوروبا من تقوم بتصنيع العداء الروسي، كما هي الرياض وتصنيع العداء الأيراني، أوروبا المنافقة الصلفة بجلافة، هي من دمّرت ليبيا وتحاول اخراج سورية من التاريخ عبر مسحها، خاصة وأنّ الحرب على سورية ونسقها السياسي بدأت حرب بريطانية فرنسية سريّة، ثم جاء الأمريكي وتوابعه في المنطقة(هذا معلوم للجميع أفراداً وجماعات بدقة، ونزعم أنّه معروف معلوم لنا كمتابع ومراقب وباحث). فكرة خلاّقة وفي منتهى الواقعية، تعد من ابداعات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وفريقه، وهي استبدال احتلال بلدان معينة بحماية توابع، وفي كلا الحالتين ثمة ربحاً عظيماً للرأسمالية الأمريكية، فبدلاً من أن يحارب ايران من زاوية عرب روتانا، سوف يطالبهم لحكّام النفط العربي بدفع مبالغ أعلى مقابل الحماية الأمريكية(التهديد بالمخاطر عبره وتصنيعه، ثم عرض الحماية عليهم، انّه اسلوب حديث للآستعمار) وقد أخذ الدفعه الأولى من الرياض 500 مليار دولار ودفعة بسيطة من قطر 12 مليار دولار والأخريات من دول الخليج تدفع بصمت عزّ نظيره وخاصةً من قبل الاماراتي، انّها سياسات تصنيع العدو الأيراني كمبرر للأستحلاب فجاء بمايك بومبيو رئيساً لوكالة الأستخبارات المركزية الأمريكية ثم عينه وزيراً للخارجية ومن المحتمل أن يخرجه ترامب قريباً من الأدارة، ومكماستر بدلاً من الضحية مايكل فلين مستشاراً للأمن القومي الأمريكي كفريق تصنيع، ثم أخرج مكماستر وجاء بجون بولتون ذو الشارب العريض بعد أن محللاً في قناة فوكس نيوز التي يعشقها الرئيس ترامب(بالمناسبة يقال أن ترامب من أصول سورية أرامية من عائلة الطيباوي)، ومن المفارقة المضحكة المحزنة نقول: وربما يحق لأيران أن تطالب بحصّة مما تربح أمريكا، مقابل استخدامها فزّاعة ضد الخليج وعرب روتانا. وهل نجحت واشنطن في جعل الأزمة الأوكرانية بمثابة طعنه نجلاء في خاصرة الروسي، رغم استقلال القرم عبر استفتاء شعبوي نزيه وعودتها الى الحضن الفدرالي الروسي من جديد؟ ولماذا كان الجنون الأمريكي والغربي مركباً ومتعدداً بعد عودة القرم الى الروسي؟ آلا يمكن اعتبار تسمية كييف رسمياً عضواً في الأتحاد الأوروبي الغربي بمثابة جنون مطبق لا متقطع، والأتحاد الأوروبي هو بمثابة الوجه المدني الناعم لحلف شمال الأطلسي؟ بريطانيا خرجت من الأتحاد الأوروبي عبر الأستفتاء الشهير، وهي التي كانت تقوم بدور حصان طروادة الأمريكي والأسرائيلي في الداخل الأتحاديّ الأوروبي. وهل نحن أمام ريح عقيم هبّت لتحمل معها لفحات تنذر بحرب باردة، من شأنها ومآلاتها أن تجمّد كل التفاهمات والحلول في العديد من الساحات؟ آلا يمكن اعتبار سورية الصاعدة والعراق الساخن وغزّة النازفة وأوكرانيا غير المستقرة والصراع على ثروات أسيا الوسطى بمثابة الخماسية القاتلة وستكون محور كل الحكاية الباردة؟ من سينتصر على من في النهاية، الجليد السيبيري أم ثلوج ولاية الآسكا؟ كيف لنا أن نكيّف اعتبار وايمان البلدربيرغ الأمريكي بالهدف، الذي أنشىء من أجله حلف شمال الأطلسي، أهو بمثابة اعلان عداء لنواة الأتحاد الروسي؟ ما هي مديات عدم سماح الأمريكي للروسي بالتمدد في العديد من الساحات؟ هل ستستثمر واشنطن وبلدربيرغها ومجتمع استخباراتها، وبالتعاون مع مجتمعات المخابرات الغربية والأسرائيلية وبعض مجتمعات مومياءات الأستخبار العربي(في ظلّ ادارة الجمهوري ترامب)، في استغلال الجمهوريات الأسلامية أو التي يتواجد بها مسلمون لأثارة القلاقل والمشاكل حول روسيّا؟ في المحصّلة ستلجأ الولايات المتحدة الأمريكية وجلّ حلفائها من بعض غرب وبعض مومياءات الحكم العربي باسناد اسرائيلي لدعم مكثف ومتعدد لكييف عسكرياً وسياسياً ولوجستياً واقتصادياً ودبلوماسياً واعلامياً، وسوف تزداد العقوبات على موسكو وستجهد أوروبا بالبحث عن مصدر آخر للغاز ان أمكن، وستحسم بقوّة بعض الملفات داخل نواة الأدارة الأمريكية وداخل المجمّع الصناعي الحربي الأمريكي، كونه أي تباطؤ هنا او تلكؤ هناك سيعني ويشي تقدماً وانطلاقاً روسيّاً الى الأمام خاصةً في سورية والعراق وأوكرانيا وان شئت الصراع العربي الأسرائيلي حالياً الى حد ما ولاحقاً بعمق. والسؤال هنا: هل ستستمر واشنطن دي سي في ظلّ الجمهوري ترامب في رؤيتها في تطوير حقل(سردار)النفطي والغازي الواقع بين الحدود التركمنستانية والمناطق الأذربيجانية الى حد ما مصدر غازيّ هام لأوروبا وبديلاً الى درجة تكتيكية مؤقته؟ هل ترامب أمريكا ستستمر في رعاية وخلق مسارات التمهيدات لبناء الشراكات السعودية الأسرائيلية لأستثمار نفط تركمنستان وأذربيجان؟ ما هي أسرار العلاقات بين الشركة السعودية للبترول والتي يملكها الأمير تركي بن عبدالله بن عبد العزيز ومجموعة ميرهاف التي يديرها مسؤول الموساد السابق يوسف ميامان؟ الى أي مدى استطاع هذا البيدق الموسادي يوسف ميامان وخلال فترة وجوده في وسط آسيا وعمله مع آخرين من بعض عرب في تعزيز الوجود الأسرائيلي هناك، عبر تكثيف الحضور الأمني والمخابراتي في تلك المنطقة الغنية بالطاقة في حوض بحر قزوين و أو بحر الخزر(حسب التسمية الأيرانية)الذي يشكل المركز الأقتصادي لخمس جمهوريات سابقة للأتحاد السوفياتي في وقته وحينه؟ يوسف ميامان رائد المشاريع النفطية والغازية في وسط أوروبا وصف أطلقته الصحافة العالمية عليه وخاصةً الأوروبية، ونشاطات شركته منذ أكثر من عشرين عاماً في تركمنستان، وقد حاز على الجنسية التركمنستانية من السلطات الرئاسية بمرسوم خاص من الرئيس سبار مراد نيازوف، وتوفي الرئيس بعد عامين ونصف من منح يوسف ميامان مسؤول الموساد ومعزّز الوجود الأسرائيلي في وسط آسيا بالتعاون مع آخرين من بينهم عرب. من منكم لا يتذكر السيد روفين داينايا أول سفير اسرائيلي في التركمنستان؟ وقد أفردت كباحث تحليلاً خاصاً نشر في كل وسائل الميديا وقبل أكثر من أربعة عشر عاماً، حول هذا الروفين العميل السابق للموساد، فهو بيدق موسادي كغيره وكان يدير عمليات موسكو وقبل عام 1996 م، حيث استاطاع يوسف ميامان في تعيين روفين سفيراً هناك بتنسيق من وزير الخارجية ووزير الأمن والدفاع الأسرائيلي السابق، في حكومة بنيامين نتنياهو الموغل بالتطرف أفيغدور ليبرمان حيث خرج بعد فشل العدوان الأخير على غزّة بعد اعتقال عناصر من خلية الشاباك من قبل القسّام؟ انخراط واضح وعميق لعنوان الأدارة الأمريكية العنوان السطحي دونالد ترامب، بالأشراف على حرب ضد روسيّا في شرق أوكرانيا وعبر عقوبات اقتصادية دولية تديرها وزارة المال الأمريكية وجهاز الأستخبار الخاص بها، أعلن هذا الرئيس الرخ في السابق أنّه سيرسل مستشارين عسكريين أمريكيين لدعم عمليات أوكرانيا العسكرية ضد المتمردين المواليين لروسيّا في الجمهوريات الأنفصالية في شرق أوكرانيا، بالرغم من أنّ هذا الرخ الأمريكي يعلم أنهم موجودون هناك ويعملون تبعاً للدليل السياسي والعملياتي للعمليات الدفاعية الدولية الجديدة، وفي حال كان المجتمع العسكري والأستخباراتي الأمريكي يقوم بالعمليات بالطريقة السليمة، فانّ هناك فرقاً شبه عسكرية من عناصر وكالة الأستخبارات الأمريكية والعمليات الخاصة يراقبون ما يحدث في روسيّا وعن قرب. نعم من حق الولايات المتحدة الأمريكية ان تغضب وتجن بجنون مطبق، كون الفدرالية الروسية بزعامة الزعيم الأممي فلادمير بوتين ومجتمع المخابرات الروسية استعادوا شبه جزيرة القرم وعبر استفتاء شعبوي نزيه وبدون اطلاق رصاصة واحدة، قبل أن تتمكن واشنطن والبلدربيرغ الأمريكي من وضع الآيادي عليها وتعطيل خطط روسيّا والصين الرامية الى ربط اقتصادات آسيا وأوروبا بواسطة السكك الحديدية وخطوط الغاز والمرافىء والطرقات السريعة.
*كاتب ومحامي من الأردن
mohd_ahamd2003@yahoo.com