لم تنفع عربدات نتنياهو وعدوانه الإجرامي على غزة وإطلاقه صواريخ الغدر على سورية في تصدير أزماته الداخلية والإفلات من المحاكمة والعقاب، فقد وجه المُدعي العام الإسرائيلي الاتهام رسمياً إلى بنيامين نتنياهو بجرائم الاحتيال والرشوة و«خيانة الأمانة» التي ستُنهي حياته السياسية خلف القُضبان وبذلك يسير على درب سلفه إيهود أولمرت رئيس حكومة الكيان الإسرائيلي الأسبق الذي قضى حوالي سبع سنوات في السجن بتهم الفساد والرشوة في أعقاب شنه عدواناً على لبنان عام 2006 ولمدة 33 يوماً متواصلة.
نهايات المجرمين والمعتدين الطغاة واحدة مهما تعددت الأسباب والأشكال، فمصيرهم الأسود واحد واتهامات المدعي العام رسمياً لنتنياهو بجرائم متعددة من العيار الثقيل ما هي إلا إصدار حكم بالإعدام السياسي له، إضافة إلى ما سوف يصيب زوجته المشتركة معه في هذه الجرائم في وقت كان يظن هذا المجرم العنصري المتغطرس الذي أمضى أطول فترة لرئيس وزراء إسرائيلي في «تاريخ» الكيان الصهيوني أن لا أحد يجرؤ على مساءلته أو زحزحته عن كرسي الحكم.
وليست هذه الصفعة الصاعقة والمذلة لنتنياهو فقط وإنما لحُلفائه من بعض العرب الذين تواطؤوا معه لتمرير «صفقة القرن» وتصفية القضية الفلسطينية وطالت الصفعة الأمريكيين أيضاً، الذين لم يتركوا خطوة إلا وأقدموا عليها من أجل إطالة مدة بقائه في السلطة، وتجنيبه الذهاب إلى السجن، وخاصة ترامب الذي أغرقه بالهدايا السياسية المَسمومة كنقل السفارة الأمريكية إلى القدس وإعلانه المشؤوم حول الجولان السوري المحتل وكان آخرها «تشريع» الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
نهاية نتنياهو اقتربت وذهابه إلى السجن قاب قوسين أو أدنى والخيارات أمامه لإنقاذ نفسه باتت مَحدودة جداً إن لم تكُن معدومة، ولم يعُد قادراً على الهروب من هذا المأزق، حتى لو كان عبر مغامرة عسكرية حمقاء بالذهاب إلى حَربٍ ضد إيران أو سورية أو الإقدام على اجتياح قطاع غزة.
نعم نشمت بنتنياهو رغم أننا لا نُفرق بين مسؤولي العدو الإسرائيلي، سواءً كانوا حاليين أو سابقين، فكلهم سواسية في العدوان وسفك الدم العربي وكيانهم قام بالأساس على القتل والعنصرية واغتصاب الأرض والحقوق العربية.
tu.saqr@gmail.com