لا يمكن تصنيف ما تعرضت له منشأة نطنز النووية الإيرانية إلا عملاً إرهابياً يحمل أهدافاً متعددة أبرزها محاولة توجيه ضربة للبرنامج النووي السلمي الإيراني، وإبطاء تقدمه, وعرقلة محادثات فيينا النووية على أمل توفير أوراق ضغط تجبر إيران على القبول بالشروط الأميركية الغربية ومن خلفها الإسرائيلية.
حادثة نطنز هدفت إلى إحباط تقدم برنامج إيران النووي عبر استهداف نقاط محورية فيه, في متابعة لمسار ضرب إيران نووياً, لتأتي الحادثة الإرهابية في نفس سياق العمليات الإرهابية الإسرائيلية التي استهدفت برنامج إيران النووي منذ انطلاقته، لكنها أخفقت ولم تتمكن من إيقافه رغم استماتتها لتحقيق ذلك، وبالتالي الرسائل التي حملها الحادث الإرهابي بأن هناك من يستطيع منع طهران من تطوير قدراتها النووية، وأن هناك خطوطاً حمراء لن تتخطاها أبداً، بدا وكأنه وقع بالوهم ويغرق به أكثر فأكثر.
قابل الإيرانيون العمل الإرهابي بتماسك كبير تجسد مباشرة في القوة التي أبدوها للرد على الهجوم والتصميم على استكمال المشروع النووي وتوسيعه وإحباط كل العمليات المباشرة وغير المباشرة التي هدفها المس بحقوق الشعب الإيراني وكأنهم يقولون وصلنا لنقطة اللاعودة في هذا المشروع الوطني الذي يحمل وجهاً علمياً وتكنولوجياً واقتصادياً وإستراتيجياً مهماً لبلادنا ولمستقبلنا.
ما حدث في نطنز أعطى مؤشرات تعاكس ما أراده أصحاب العمل الإرهابي، وأبرزها أن طهران لن تترك الحادثة تمر من دون عقاب للجناة وهذا ما أكده المسؤولون الإيرانيون مجتمعون بقوة وبإصرار كبيرين منهم جميعاً، مع مواصلة العمل لتوسيع التكنولوجيا النووية التي تسير بها طهران والحفاظ على خط تقدم برنامجها النووي بما يضمن مصالح الشعب الإيراني وحقوقه في امتلاك طاقة نووية لأغراض سلمية، في الوقت نفسه تكثيف العمل لرفع الحظر الجائر والعقوبات الاقتصادية من دون التخلي عن مفاوضات فيينا التي أعطت مؤشرات انفراج قريب على خط سير الاتفاقية النووية.