بقلم عمران الخطيب |
يحاول رئيس الوزراء نيتنياهو وأركان الاحتلال البحث بكل الوسائل حول إيجاد مخرج للأزمة التي يعاني منها الإحتلال الإسرائيلي في اللجوء الى العديد من السيناريوهات ومنها التطبيع مع بعض الدول العربية وضمان الصمت من الدول الأخرى، حيث يواجه الاحتلال فقدانه السيطر الأمنية على قطاع غزة رغم عوامل التهدئة المشروطة، إضافة إلى أن عوامل الأمن في الضفة والقدس غير مضمون للعديد من الأسباب.
العامل الأول : وجود الاحتلال والإرهاب المتواصل الذي يستهدف الشعب الفلسطيني الذي يرزخ تحت الإحتلال الإسرائيلي الاستيطاني العنصري.
ثانياً : مصادرة الأراضي في الضفة والقدس حيث يتجاوز الاستيطان نسبة 85% من مساحة فلسطين التاريخية فلم يبقى للفسطينيين سوى حوالى 15% من مساحة فلسطين التاريخية المقدرة بنحو 27ألف كيلومتر مربع..وباتت تعتبرها جزءاً منها وهي دوافع إيديولوجية دينية وعنصرية.
واليوم وبأمر من رئيس الوزراء سيوافق المجلس الأعلى للتخطيط والبناء في الإدارة المدنية في الضفة الغربية، الأحد المقبل،على بناء 5400 وحدة سكنية جديدة في الضفة الغربية ورغم النهج الاستيطاني، فلم يتمكن الاحتلال تجاوز الديموغرافية السكانية لشعبنا الفلسطيني داخل فلسطين التاريخية والضفة الغربية والقدس ، وقد إطّر إعادة الانتشار من قطاع غزة بسبب عدم السيطرة الأمنية والكثافة السكانية.
ثالثاً : بعد قرار الرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين بوقف كافة الاتفاقيات مع اسرائيل بما فيها التنسيق الأمني وعدم تسلم الجانب الفلسطيني أموال المقاصة الضرائب الفلسطينية والمحتجزة لدى سلطات الاحتلال منذ شهور إضافة الى احتجازهم أموال الأسرى والشهداء من أموال المقاصة، إضافة إلى القتل والاعتقالات ومصادرة الأراضي الفلسطينية سوف ينعكس ذلك على أمن الإحتلال والاستيطان .
والبند الرابع : في أزمة الإحتلال تتعلق في الأمن الصحي فقد يتجاوز إعداد المصابين فيروس كورونا لدى الاحتلال الإسرائيلي مليون مصاب خلال العام الحالي كم صرح بذلك نيتنياهو. وقد تزايدت أعداد المصابين داخل جيش الاحتلال والأجهزة الأمنية وفي منظومة النظام الصحي بشكل عام المهدد في الانهيار حيث بلغ عدد المصابين 233554 فيما ارتفع عدد وفيات الفايروس آلاف القتلة، لكل هذه الأسباب سوف يلجأ نيتنياهو إلى توجيه ضرب إلى قطاع غزة من أجل الخروج من الأزمة وفي نفس الوقت إفشال التقارب بين حماس وفتح بشكل خاص بعد المضي قدماً في إطار التوافق الداخلي الفلسطيني والذي قد يتحقق وأجراء الإنتخابات التشريعية والرئاسية وما قد يحدث من نتائج لا تعرف إلى أين تؤدي. ونتذكر أنه حين تم إتفاق الشاطئ بين حماس وفتح 2014ومشاركة بعض الفصائل الفلسطينية جرى العدوان على قطاع غزة لمدة 55يوماً وتم إجهاض ذلك الإتفاق..وهناك سيناريو آخر وهو العدوان على لبنان وخاصة بعد فشل مبادرة الرئيس الفرنسي ماكرون بعد تفجيرات مرفأ بيروت. ومستغلين الأزمة الداخلية في لبنان وفشل تشكيل الحكومة حتى الآن. حيث تم طرح ذرائع جديدة حول حزب الله ومنها ما سبق ما أطلقه رئيس الأركان السابق غادى آيزنكوت قبل سنتين عندما نشر الجيش بشكل غير مسبوق نحو مئتين موقع في داخل القرى في جنوب لبنان، حيث يخزن حزب الله الصواريخ. وبالتوازي عرض حينه رئيس الوزراء نيتنياهو في الجمعية العامة للأمم المتحدة خريطة لمخزن صواريخ تابع لحزب الله قرب المطار في بيروت. وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي يمتنع عن هجمات مباشرة في لبنان كي لا يشعل معركة عسكرية ولكن اليوم كل شيء قد يحدث ويلجأ الجانب الإسرائيلي إلى افتعال حرب مع حزب الله..وقد تكون نتائج أي عدوان على لبنان والمواجهة مع حزب الله تخرج عن السيطرة من خلال الرد من قبل حزب الله حيث سيكون الرد خارج نطاق الحسابات السياسية، لذلك هذا الاحتلال لن يتمكن من تحقيق الأمن والاستقرار ضمن هذه المرحلة الخطيرة والدقيقة. ولن ينعم في الأمن في الحاضر أوالمستقبل.
Omranalkhateeb4@gmail.com