أخبار عاجلة

هل اوقفت جهوزية محور المقاومة الاندفاعة الامريكية نحو الحرب.. وما هي السيناريوهات المحتملة؟.. بقلم: احمد عبد الرحمن

منذ الثامن من مايو 2018 تاريخ انسحاب الولايات المتحدة الامريكية من خطة العمل المشتركة أو ما يُعرف اصطلاحا بالاتفاق النووي الإيراني والمنطقة تقف على صفيح ساخن يكاد يكتوي به كل أطراف المعادلة الإقليمية والدولية بشكل او بآخر .
وما زاد من حدة التصعيد والتوتر إعادة فرض الرئيس الامريكي مدعوما بصقور إدارته كبولتون وبومبيو ومذعنا لتحريض إسرائيلي مستمر لسلسة من العقوبات الاقتصادية على إيران شملت قطاعات النفط والبتروكيماويات وغيرها من الموارد التي توفر العملة الصعبة للجمهورية الإيرانية وهو ما خلق ازمة اقتصادية صعبة وقاسية في بلد يعاني منذ سنوات الثورة الاولى من الحصار والتضييق .
وقد ردت إيران على الإجراءات الامريكية بالتهديد بإغلاق مضيق هرمز الذي يمر منه حوالي 20% من نفط العالم، وهو ما قابلته الولايات المتحدة بالتلويح بعمل عسكري لمنع إيران من هذا الفعل، وحركت من اجل ذلك بعض قطعها البحرية مثل حاملة الطائرات ” ابراهام لينكولن” وقاذفات القنابل ونشرت منظومات باتريوت إضافية في الدول التي يوجد فيها قواعد عسكرية امريكية .
وقد ظن الجميع ان الحرب واقعة لا محالة خصوصا في ظل استعداد بعض أنظمة الخليج كالسعودية والامارات والبحرين لتمويل تكلفتها التي ستكون باهظة جدا، وتوفير كل ما يلزم من اجل كسر شوكة إيران التي تمثل حسب اعتقادهم الخطر الاكبر في المنطقة بما تملكه من قوة وإمكانيات تضعها في مصاف الدول الكبرى .
ولكن يبدو أن الرياح لم تجرِ كما تريد سفن دعاة الحرب والتصعيد، واكتشف كل المطبلين والداعمين لخيار المواجهة العسكرية ان المواجهة لن تكون نزهة وسيدفع الجميع أثمانا باهظة وفي مقدمتهم أولئك الذين يسوقون لها ويحرضون عليها .
ويبدو ان ما اظهره محور المقاومة من إمكانيات في بعض الجبهات الممتدة من طهران لغزة مرورا باليمن والعراق وسوريا ولبنان قد وضع نصب اعين قادة محور الحرب في امريكا وإسرائيل وبعض العرب حقيقة حاولوا تناسيها والقفز عليها، وهي ان هذا المحور قوي وعنيد ولديه من الامكانيات والقدرات ما يمكنه من تحصيل ثمن باهظ جدا من كل من يشارك او يدعم أو يحرض على تلك الحرب المجنونة .
وقد ظهر جليا ان إيران لن تكون وحدها في تلك المعركة في حال وقوعها، فحلفائها الذين وقفت معهم ودعمتهم ماليا وعسكريا وإعلاميا لن يقفوا مكتوفي الايدي إزاء أي اعتداء قد تتعرض له، وسيشاركون كل حسب مقدرته في التصدي له ومنعه من تحقيق أهدافه .
وشئنا أم أبينا فإن ما وقع في ميناء الفجيرة من تفجيرات لأربع سفن لنقل النفط والهجوم على شركة أرامكو السعودية بطائرات مسيرة من اليمن وصولا لاستهداف، آليات عسكرية صهيونية على حدود غزة بطائرة مسيرة أرسلتها سرايا القدس، اكدت لمحور الحرب ان لدي الطرف الآخر إمكانيات كبيرة، ويمكن له في حال اندلاع المعركة أن يوسع من دائرة المواجهة لتشمل كل الساحات التي يتحرك فيها العدو او حلفائه وكل المناطق التي ينطلق منها سواء في البر او البحر .
طبعا انا لا أدعي ان ما حصل كان بإيعاز أو طلب من إيران او تم التخطيط له بشكل مركزي، ولكن أردت ان اقول أن حلفاء إيران في مختلف الساحات اظهروا جزءاً من قوتهم وبأسهم سواء بقصد او مصادفة، وان الذي حدث في اكثر من مكان ما هو إلا نموذج مصغر لما يمكن ان يحدث عندما تقع المعركة الحقيقية .
وهنا لا ننسى ان نشير إلى عدة تصريحات مهمة صدرت عن أقطاب محور المقاومة في الفترة الاخيرة كان احدها لمستشار القيادة العسكرية الإيرانية الجنرال مرتضى قرباني والتي هدد فيها بإغراق البوارج الامريكية بمن فيها بأسلحة سرية لم يكشف عنها، وكذلك تصريح الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الذي قال فيه ان القوات والمصالح الامريكية الموجودة في المنطقة ستباد في حالة الهجوم على إيران، اما التصريح الثالث فكان للأمين العام لحركة الجهاد الاسلامي في فلسطين زياد النخالة والذي هدد فيه بإطلاق ألف صاروخ على المدن والمستوطنات الإسرائيلية في حال نشوب مواجهة بين المقاومة الفلسطينية والعدو الصهيوني !! واهمية هذا التصريح نابعة من الارتباط الوثيق بين امريكا وإسرائيل وأي مساس بإسرائيل هو مساس بأمريكا .
وبناء عليه وبعد سلسلة الاحداث الميدانية والتهديدات الجدية يبدو ان الرؤوس الحامية في معسكر الحرب قد تراجعت خطوة إلى الوراء، وخففت من حدة تصريحاتها وتهديداتها، وعادت من جديد لنغمة الحوار والمفاوضات وتحاول بين الفينة والاخرى إرسال الوسطاء للتخفيف من حدة الازمة التي كادت ان تدخل المنطقة والعالم في نفق مظلم لن ينجُ منه احد .
ولكن حتى لا نمعن بالتفاؤل يجب ان نُبقي الباب مفتوحا على احتمال التصعيد العسكري خصوصا إذا ما نظرنا إلى التناقض في التصريحات الامريكية بشكل خاص، والتي تؤشر إلى وجود انقسام عامودي في هرم القيادة الامريكية باتجاه الخيار الانسب للتعامل مع إيران، وهذا الانقسام يمكن ان يؤدي في مرحلة ما إلى اتخاذ قرار متهور لا تحمد عقباه .
الامور ما زالت مفتوحة على كل الاحتمالات وإن كنا نعتقد انها اقرب إلى بقاء الامر على ما هو عليه لفترة ليست بالقصيرة، ضغط اقتصادي في محاولة لابتزاز إيران وإجبارها على التفاوض حول برنامجها الصاروخي ووقف دعمها لقوى المقاومة في المنطقة، وصمود إيراني ومراوغة والتفاف على العقوبات قدر الامكان .
عض الأصابع سيستمر وتشتد وتيرته، ومن يصرخ أولا سيخسر كل شيء وسيدفع ثمنا باهظا نتيجة سلوكه هذا الطريق المحفوف بالمخاطر من كل اتجاه .

شاهد أيضاً

محور المقاومة ….والخطوط الخمر…بقلم ميلاد عمر المزوغي

المقاومون العرب…ندرك ان امكانياتكم محدودة, وتسعون الى رفع الظلم والذل والمهانة عن الشعب الفلسطيني, الذي …