كشف تقرير أن تكلفة إرسال القوات الأمريكية إلى أفغانستان منذ عام 2001 وحتى نهاية 2020 وأعداد تلك القوات، إضافة إلى الأموال التي أنفقها البنتاغون والخارجية لإدارة الصراع وعلاج ومساعدة العسكريين الأمريكيين الذين أصيبوا هناك، ويخلص التقرير إلى أن الفاتورة المالية تتخطى حاجز تريليوني دولار أمريكي و240 ألف قتيل . وربما الخسائر في الفيتنام تتخطى هذا العدد ، وأقل بقليل في عاصفة الصحراء . لهذا اعتقد إن حرب أفغانستان
هي آخر حروب أمريكا في العالم.
انسحاب قوات الولايات المتحدة من أفغانستان لا تختلف عن عملية انسحاب الاتحاد السوفيتي عام 1989 .و الآن حركة طالبان تقترب يوماً بعد يوم من كابول، بعد أن سيطرت على مدينة بولي علم، الواقعة على بعد 50كيلومتر جنوب كابول ، وستعود حركة طالبان لحكم أفغانستان بعد عشرين سنة من الاحتلال الأمريكي؟
لقد تعلم قادة طالبان قواعد اللعبة السياسية والدولية لهذا من الممكن أن يكون حكمها شفاف نوع ما. ومع ذلك، فإن التوجه الإيديولوجي الصارم لا يزال ساريا، وسيجعل الحياة أكثر صعوبة على الشعب الأفغاني . والخاسر الأكبر في هذه الأحداث هو بدون شك الشعب الأفغاني بسبب توقف المساعدات، في هذا الصدد : قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس إن ألمانيا ستتوقف عن منح مساعدات لأفغانستان إذا ما استولت طالبان على السلطة في البلاد وطبقت الشريعة الإسلامية.
مما لا شك فيه إن بداية أزمة المصداقية الأمريكية كانت فيما يخص أسلحة الدمار الشامل في العراق، حيث اعتمد الأمريكيون على معلومات خاطئة وكانت هذه هي اللحظة التي فقدت فيها المخابرات الأمريكية مصداقيتها ومكانتها على الساحة الدولية.
هذه الأمور تدفع الى القول : إن أمريكا أصبحت عاجزة عن حل أي مشكلات في العالم وبالتالي فإن المصداقية الأميركية على المحك. وهذا يدل على أن نهايتها كسيدة العالم قد اقتربت.