من يعتقد ان امريكا
واسرائيلسوف يدعان ايران تواصل طريق نهضتها وتطورها بهدوء وبدون محاولات حثيثة لضربها وتقويض وآجهاض ثورتها وتجربتها النهضوية من الداخل والخارج فهو مخطئ وملتبس وبحاجة ماسة لمراجعة مواقفه وحساباته..
فإيران مستهدفة لأن نهضتها وتطورها وانجازاتها العلمية والعسكرية وتاييدها للقضية الفلسطينية ودعمها لحركات المقاومة من فلسطين الى اليمن مروراً بلبنان وسوريا والعراق تشكل خطراً على المصالح الامريكية والاسرائيلية في المنطقة.
وسر قوة ايران انها اختارت منذ اليوم الاول لإنتصار ثورتها الاسلامية المظفرة عام 1979 طريق الصدام مع المشروع الصهيو-امريكي الرجعي العربي ولم تهادن على هذا الخط الثوري إلى أن وصل الى الحكم من بنى سياساته على اساس إمكانية التوصل إلى حل وسط مع امريكا الأمر الذي تجسد بالاتفاق النووي الذي الغاه ترامب وبقية القصة المعروفة.
وباختصار فإنني اعتقد بأن خطاً استراتيجياً كبيراً أرتكبته حكومة روحاني عندما إعتقدت بأن امريكا سوف تتركها تطور برنامجاً نووياً حتى للأغراض السلمية او عندما طورت تلك السياسة لتشمل عدم الرد على الغارات الجوية الاسرائيلية التي شنتها اسرائيل على قواتها المتواجدة في سوريا وعلى تفجير مؤسسة نطنز النووية واخيراً إغتيال العالم النووي زادة سوف يحد من مقدرة الاعداء على مواصلة سياسة إستهداف ايران. لعدم إعطاء الذرائع للشريكين الاستراتيجيين لضربها.
فصمتها فسر في واشنطن وتل ابيب ليس من قبيل الحكمة السياسية والصبر الإستراتيجي بل من قبيل الضعف مما مكنهما من مواصلة خوض ما يسمى في إسرائيل بالمعارك بين الحروب وهما واثقتين بان ايران لن ترد لانها لا تريد ان تستدرج إلى حرب يحدد زمانها ومكانها محور الاعداء.
وهذا ما يفسره استنكار الحكومة الايرانية قبل ايام للقصف الاخير الذي تعرضت له السفارة الامريكية في بغداد بذريعة انه استهدف أمن بعثة دبلوماسية، رغم ان القاصي والداني يعلمان بان السفارة الامريكية في بغداد هي ثكتة عسكرية امريكية ووكر للجاسوسية ورمز للإحتلال الامريكي المتواصل للعراق وبالتالي فإن قصفها هو فعل مقاوم ومشروع حتى بموجب القانون الدولي.
ولكي اضع النقاط على الحروف في هذا المجال فإنني استبعد في هذه المقالة كما استبعدت في مقالة سابقة بأن يقدم ترامب في ايامه الاخيرة في البيت الابيض على شن حرب ضد ايران لأن قرار الحرب من ناحية هو قرار الدولة الامريكية العميقة ولأن إسرائيل من ناحية ثانية غير مستعدة لها ولا تقوى على تحمل نتائجها وكلفتها من ناحية اخرى.
وجل ما سيفعله على الاغلب هو سياسة حافة هاوية الهدف منها منع ايران من اي رد حتى لو كان محدودا على إغتيال ابو البرنامج النووي الايراني العالم محسن زادة وعلى مواصلة الثأر لإغتيال قائد فيلق القدس السابق في الحرس الثوري الايراني الشهيد قاسم سليماني.
وأخيراً وليس آخراً فإنني ادرك بان الحرب، اي حرب، هي مؤلمة وتؤدي إلى ازهاق ارواح كثيرة وتدمير بنى تحتية وتحطيم إقتصادات دول ولكن عندما تكون هي الخيار الوحيد لإنتزاع الحقوق فإن التهرب من خوضها يؤدي إلى الهزيمة بدون حرب، ولذلك فقد قال سبحانه وتعالى في محكم التنزيل”كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى ان تكرهوا شيئاً وهو خير لكم ”
وفي الختام فإنني احترم ايران واكن لها كل التقدير ولكن ذلك لا يمنعني من رؤية حقيقة مهمة وهي أن هناك في ايران كما هو في فلسطين من يعتقد واهماً بأن بايدن سيكون ارحم عليهما من ترامب وهذا خطأ استراتيجي قاتل لأن الاخير سيكون اكثر ولاء للصهيونية من الاول والايام بيننا كما يقول عبد الباري عطوان.