بعد الحالة المهزوزة والضعيفة التي تعيشها أمريكا في الخليج العربي وتحديداً في مضيق هرمز، تحاول أمريكا البحث عن نصر ولو كان هذا النصر وهميا، لتثبت للعالم بأن فاعليتها في العالم ما زالت كما هي، هذا الأمر يسعى له ترامب من خلال إثبات وجوده في منطقة الخليج، ومحاولة استعمال التكنولوجيا العسكرية الأمريكية المتطورة في رصد سماء مضيق هرمز والسيطرة عليه.
هذه الفكرة التي تعتقد أمريكا بأنها تمتاز بها لما لها من نفوذ في العالم، حاولت أن تُعلن هذه الأيام بأن القوات الأمريكية أسقطت طائرة إيرانية مسيرة، اقتربت لمسافة قريبة من حاملة الطائرات الأمريكية “بوكسر” في مضيق هرمز، وتم التعامل معها على أنها عدو وتم إسقاطها في البحر.
هذا الإعلان جاء من قبل ترامب في مؤتمر صحفي لعرض هذه الوقائع أمام العالم، ويقوم بإرسال الرسائل الوهمية إلى العالم بأن هذه الطائرة الإيرانية المسيرة تم إسقاطها على بعد مسافة قريبة جداً من البارجة الأمريكية، وتم إرسال رسائل تحذيريه لها ولم تستجب هذه الطائرة لهذه الرسائل فتم إسقاطها في البحر، إن هذا انجاز برأي ترامب.
السؤال في هذا الإعلان أو الخبر أين حطام الطائرة؟ إن تم إنزالها فعلاً! وهل هي على مسافة قريبة جداً من القوات الأمريكية؟ ويمكن أن تكون على مرأى من العين المجردة؟!، والجميع يعلم بأن القوات الأمريكية في هذه المنطقة موجودة وبكثافة حسبما تعلن أمريكا.
هذا النصر الوهمي الذي تم في الخليج من قبل أمريكا قامت إيران بنفيه وبالوثائق الرسمية، بأن قامت بعرض صور جوية من هذه الطائرة الإيرانية المسيرة فوق هذه البارجة، قبل وأثناء وبعد إعلان ترامب عن إنزال هذه الطائرة.
فعلاً انه أمر يستعدي أن نقف عنده، ترامب يعلن شخصياً عن هكذا عمل، والغريب أن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية يعلن عن إسقاط طائرة أطفال (طورت وأصبحت طائرة استطلاع)، تحوم فوق البوارج الأمريكية في منطقة الخليج، أليس الأفضل بأن يقوم صحفي يعمل في إحدى الصحف الأمريكية أو الإعلان من قبل أو المتحدث الرسمي باسم البيت الأبيض، أو قائد البارجة المستهدفة يقوم بالإعلان عن هكذا موقف.
لكن عندما يقوم ترامب بالإعلان، هنا يفقد مصداقيته أمام العالم بأن هذا الإعلان ليس صحيحا وبالدلائل التي قدمتها إيران دليل على إدعاءاته، الرأي الاحُر في أمريكا يسأل ترامب أين حطام هذه الطائرة، إن تم إسقاطها فعلاً؟ لماذا لا تقوم أمريكا بنفس العمل الذي قامت به إيران وعرضت حطام الطائرة الأمريكية المسيرة التي أسقطتها إيران قبل فترة؟
وهناك أسئلة كثيرة حول هذا الموضوع، نسي وتناسى وأهمل القوة الإيرانية في منطقة الخليج العربي والسيطرة الواضحة لهذه القوات على منطقة الخليج.
ترامب يحاول أن يستجدي نصراً في هذه المرحلة بعد مجموعة الهزائم التي جناها خلال فترة حكمه، وفشله الذريع سواء كان في فنزويلاً ومحاولاته التحريضية الفاشلة على الديمقراطية ضد مادورو المنتخب ديمقراطياً، والمحاولة الفاشلة في تطبيق صفقة القرن أيضاً، والآن المحاولات الفاشلة في فرض عضلاته في منطقة الخليج ضد إيران.
من يملك هوليوود وإخراج الأفلام العالمية والذي لها رواج كبير في العالم، عليه الاستعانة ببعض المخرجين والممثلين لكي يَخرُج للعالم بخبر يكون مقنعا وواقعيا كي تبقى أمريكا في وضعها الصحيح.
لكن في هذا الزمان وهذه المرحلة تحديداً لا يمكن، لأن هناك قوى ند لأمريكا خارج حدودها وأرضها وبدأت أمريكا تنكشف للعالم بأنها لا يمكنها تحقيق أي هدف سواء كان عسكريا أو غيره، فقط هي لجني المال والسيطرة على ثروات العالم، وهذا ما يرفضه شعوب العالم الحر.
المملكة الأردنية الهاشمية