الأحد , 24 نوفمبر 2024
أخبار عاجلة

هل هي الحرب الفاصلة التي بدأت من غزّة؟…بقلم محمد الرصافي المقداد

العالم بأسره يعدّ الساعات، لسماع ما قاله سيد المقاومة  الجمعة 3/11/2023 ، بعد الإعلان عن عزمه إلقاء كلمته، بخصوص الوضاع الخطرة التي وصلت إليها المنطقة، ويبدو أنّها كلمة هامّة ومصيرية سيكون لها تأثير على الوضع في غزّة، فهل سيعلن السيد دخوله في الحرب ضد الكيان الصهيوني؟ أم انّه سيضع فقط شرطا لدخول الحرب متعلقا بوقف عملية اجتياح القطاع من طرف القوات الصهيونية؟

 

المتابعون لكلمات سيد المقاومة من أنحاء العالم، مدركون تماما أنها ذات قيمة مبدئية سياسية وحقوقية، حتى داخل فلسطين المحتلة فإنّ الجمهور الصهيوني يستمع إليه ويصدّق كلماته، قبل تصديق زعمائه الكذّابين، من تجربة لهم مع خطاباته التي لم يمسكوا فيها عليه بكذبة، بينما تملّكهم اليأس من زعمائه السياسيين، فلم يعد لهم فيهم ثقة، وكلامهم بخصوص وضعهم الداخلي مزايدات حكام، يريدون البقاء والسيطرة أكثر في قيادة الكيان.

 

من خلال دخول أهلنا في اليمن العزيز في الحرب دفاعا عن غزّة، بإطلاق صواريخ ومسيرات باتّجاه إيلات، وقد أصابت أهدافها، يدعونا للإعتزاز والفخر بالموقف اليمني الصامد رغم كل المؤامرات التي حيكت ضدّه، وهو من شأنه أن يزيد من معنويات المقاومين في غزة، فيثبّتهم أكثر فأكثر، ويزيدهم ثقة بأنّهم ليسوا وحدهم، خلاف الدول العربية التي خذلت شعوبها – التي جعلت من القضية الفلسطينية أكبر همّها- وبقيت في موقف المتفرج على ما يجري على غزة، من تدمير للبناءات على أهلها، وما خلفته الغارات المتواصلة، من شهداء من الأطفال والنساء.

 

وعندما يصوّت البرلمان الجزائري بالأغلبية الكاملة 100%،على تفويض رئيسه (عبد المجيد تبّون) في اتخاذ قرار الدخول في حرب لنصرة غزة، ندرك جيّدا أننا ذاهبون بالفعل إلى حرب ستتوسع رقعتها، لقد حسب الأعداء حسابا، اعتقدوا فيه أنّه بإمكانهم الانتهاء من المقاومة بغزّة بتدميرها كاملة واجتياحها بعد ذلك للإجهاز على من بقي فيها، وهذا معناه إذا ما تمكّن الكيان الصهيوني من إكمال مراحل عدوانه على غزة، انفتاح مجال أكبر للصهاينة للعدوان على بقية عناصر المقاومة في لبنان واليمن، وفي الأخير يأتي الدور على إيران، ليتخلّص الكيان الغاصب من كل ما يعيق استقراره وأمنه وتوسّعه بعد ذلك.

 

تواجد البوارج الأمريكية والغربية قبالة الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسّط، هي عملية إرهاب وإفزاع للشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة، المناصرين لحقّ الفلسطينيين في استعادة بلادهم، دليل على أن دول الغرب مستعدّة لتوسيع نطاق الحرب، فاغلب الصهاينة يشكلون رعايا تلك الدول ( أمريكا / بريطانيا / فرنسا / المانيا ) وفي ظنّها أنّها ستكون حربا خاطفة وسهلة كأنّها نزهة، حسابات ستثبت مع مرور الوقت أنّها حسابات خاطئة.

 

إذا ففي قراءتنا الأولى نفهم أنّ هذا العدوان على غزّة، هو مقدّمة لتصفية حساب مع كامل محور المقاومة، والقرار متّخذ صهيونيا وغربيا منذ مدّة، ولم يعد هناك مجال لكي يقع تأجيله كل مرّة، وعليه فإنّ أيّ تخاذل أو تأخير في دخول الحرب نصرة لغزة، سيكون له آثار سلبية على مشروع مقاومة العدوّ الصهيوني، وبقاء المقاومة فاعلة في غزة وبقية الأراضي الفلسطينية، مسألة في منتهى الأهمّية، من أجل التقدّم في تهيئة أكبر قدر ممكن من فرص إنجاح مشروع تحرير كامل أرض فلسطين.

 

تصوّر كيفية بدء الحرب – وهي اليوم قد فتحت بابها على مصراعيه لمن سيدخل فيه- مرتبط بغزّة في صورة مواصلة العدوان عليها ومحاولة اقتحامها بالدبابات والمدرعات، على أنّ مؤشرات دخول حزب الله في غمار المعركة من شمال فلسطين قد بدأت باكرا، لكن مسألة دخوله واقتحامه السياج الحدودي، تبقى العلامة الكبرى على دخوله الحرب بالفعل، مع عمليات بقية عناصر محور المقاومة في العراق وسوريا، أقول إنها رسائل لدول الغرب، مفادها أننا سنكون إلى جنب إخواننا في غزة، ولن نتركهم فرائس لأعدائهم.

 

إيران نجحت في بناء محور مقاومة قويّ يَحسب له أعداؤه ألف حساب، وهي من ورائه داعمة ومناصرة بكل الوسائل المتاحة لها، ولا تتردد أبدا من الدخول في الحرب إذا لزم الأمر، نحن كمناصرين لهذا المحور المبارك، لا نشك أبدا في صدق ايران وحكمتها، وقوّتها التي بلغتها عسكريا وتقنيا، ونبارك جهودها وقيادتها وحرصها على مصالح شعوبنا الإسلامية وخصوصا التحررية منها وبالأخص حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على كامل أرضه، فليس هناك كيان عنصري يمكن أن يبقى على أرض فلسطين أكثر مما بقي، وعليه فقد تكون هذه الحرب اذا ما توسعت هي الفاصلة وبها ستنتهي محنة اخوتنا في فلسطين، لتعود القدس عروس الإسلام، مسرى النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، ومعراجه من المسجد الأقصى، المبارك ما حوله من بقاع الإسلام.

 

لم يبقى مجال لرسم خطوط حمراء من شأنها أنو توقف العدوان على غزة، خطة تصفية مقاومة الإحتلال الصهيوني، بدأت بضوء أخضر أمريكي غربي، ولن يفشل مخطط أعداء أمتنا، سوى بإفشال مخططهم بالقوة، فنحن نعيش في زمن القوة ومن يمتلكها، وقد بلغنا مستوى حيازتها و تملكها.

 

 

شاهد أيضاً

ألمانيا تدفع ثمن أخطائها الإستراتيجية من غزة إلى أوكرانيا…بقلم م. ميشال كلاغاصي

لطالما دعيت بالمحرك الأوروبي بفضل صناعاتها التي ضمنت لها مكانةً إقتصادية هامة, وقوةً عسكرية لا يستهان بها, استطاعت من خلالها رسم حكايتها مع التاريخ القديم والحديث, هي ألمانيا التي خاضت حروبها العالمية وكادت...

المحور العربي © كل الحقوق محفوظة 2024