لأنها باتت تحتاج “داعش” أكثر من حاجتها إلى “قسد” , ولأنها تقرأ تراجع تاييد “قسد” واقتراب إنهيارها , وتزايد عدد المقاتلين المنشقين من صفوفها , وتصاعد مشاعر الغضب والنقمة الشعبية تجاهها , ولأنها أصبحت هدفاً للأهالي وللمقاومة السورية , وباتت بحاجة إلى الحماية , ولأنها فشلت في الحفاظ على مبررات تسميتها الأمريكية بـ “قوات سورية الديمقراطية” , وتحولت إلى ميليشياتٍ كردية إنفصالية إرهابية .. بدأت واشنطن تتوجس إضطرارها للإنسحاب من سورية , نتيجة ضعف قدرات “قسد” العسكرية , وهشاشة سيطرتها الأمنية , وبعدم قدرتها على الإحتفاظ ببيئةٍ حاضنة على أساسٍ عرقي إنفصالي يرفضه جميع السوريين , وبصعوبة إستمرار ما تسمي بـ “الإدارة الذاتية” التي فشلت جهود تسويقها في الداخل السوري , وعلى الحدود العراقية والتركية , كما فشلت جهود تسويقها حول العالم , ولأن واشنطن سأمت فساد المسؤولين والقادة الكرد , واهتمامهم بجني الأموال وبيع السلاح , وبممارساتهم الإجرامية الخاصة , الأمر الذي أبعدهم عن جوهر مهامهم في خدمة المصالح والأهداف الأمريكية حتى في السرقة والنهب والتسليح الممنهج , كان لا بد لإدارة بايدن أن تعيد حساباتها بشأنهم , وتعتمد مجدداً على تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” , وأن تُخرج “الأمانة” التي وضعتها في سجون “قسد” , لكسر الإستقرار والأمن في سورية والعراق , وتجدد مبررات وجودها على أراضيهما.
فالمصالحات والتسويات التي فتحت لها الدولة السورية أبوابها على مصراعيها , أضعفت هيمنة ورواية “قسد” على المشهد العام , واستطاعت الدولة السورية كسب المعركة الإعلامية , أمام الرواية المعاكسة التي سعى أعداء سورية لتسويقها , وبدأت قوافل العائدين إلى حضن الدولة تتدفق من كافة مناطق الشرق السوري مدناً وبلدات وأرياف , بالإضافة إلى الدور الكبير الذي لعبه بعض زعماء العشائر العربية , في نشر الوعي والنصح ما بين أبنائهم , فكانت المصالحات والتسويات مكرمةً كبيرة من الدولة السورية , حظيت بتقدير العائدين وعوائلهم وأهاليهم.
من خلال التوثيق المستمر لوكالة سانا , فقد قامت واشنطن بإخراج ونقل العديد من قياديي “داعش” من سجون “قسد” إن كان عبر الحوامات أو عبر البر , إلى سفارتها في العراق وإلى أماكن أخرى لأهداف وغايات مجهولة , فيما تكفل الكرد “حراس داعش” بعمليات تهريب بعض الدواعش وعوائلهم مقابل أموال طائلة .. وهنا يطرح السؤال نفسه , هل تواطئت “قسد” في سيناريو العصيان الداعشي داخل سجن الثانوية الصناعية , وشاركت بفعالية في عملية إعادة إطلاقهم , أم فوجئت بما حدث , ووجدت نفسها بمواجهة الفارين حقاً ؟.. وهل تسعى واشنطن للمزيد من الضغوط على الإنفصاليين , وشد أزرهم , ودفعهم إلى المزيد من الممارسات الإجرامية وطرد المكون العربي من مناطق سيطرتهم , أم لتحجيمهم تمهيداً للتخلي عن الورقة الكردية في البازارات القادمة , مع ارتفاع احتمالية التوصل إلى حزمة من الحلول قريباً , من الملف النووي الإيراني إلى الملف الأوكراني , مروراً بالملف السوري واللبناني والليبي واليمني , فيما سيبقى الملف العراقي ( النفط العراقي ) مثار إهتمام الإدارة الأمريكية , ولن تتخلى عنه إلاّ مكرهة , بتضافر جهود الجيش والأجهزة الأمنية وأحزاب وفصائل المقاومة العراقية.
ومن حيث النتيجة , تمت عملية إعادة إحياء التنظيم , وتمت عملية العبث بالأمن والإستقرار على جانبي الحدود السورية والعراقية , وهذا ما تبحث عنه واشنطن , لتبرير استمرار وجودها في العراق , بعد أن ادعت بسحب قواتها العسكرية , واحتفاظها فقط بالمستشارين والموظفين .. كذلك في سورية , بهدف تبرير عدم انسحابها وأقله في الوقت الراهن , فعلى الرغم من عدم إمتلاكها استراتيجيةً واضحة في سورية , وبإعتراف الوزير بلينكن , إلا أنها تسعى للحفاظ على ربط الملف السوري بعشرات الملفات الإقليمية والدولية , التي حرصت على ربطها بعقد مستعصية منذ سنوات , لحين نضوج البازار الكبير مع روسيا والصين , وكلٌ على حدة إن أمكنها ذلك.
ويبقى المشهد – السيناريو , وهروب المئات من عناصر “داعش” , رهن التقييم , وما ستحمله الأيام وربما الأاسابيع القادمة , لكن وعلى جميع الأحوال يبقى تقييم الدولة السورية هو الأهم , كونها صاحبة الأرض , والمسؤولة عن أمن وسلامة مواطنيها , والتي استطاعت فك شيفرة المخطط الصهيو – أمريكي , منذ بداية الحرب على سورية , وفي بيان لوزارة خارجيتها بالأمس , صبت تركيزها على أس الموضوع , وطالبت بـ “إنسحاب القوات الأمريكية من شمال سورية الشرقي , والقوات التركية من شمال سورية الغربي” , واعتبرت أن “ما تقترفه القوات الأمريكية وميليشيات “قسد” أعمالاً ترقى إلى مستوى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية” , وطالبت مجلس الأمن بـ “التصدي لمسؤولياته في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين وحماية المدنيين الأبرياء في الشمال والشمال الشرقي من سورية”… فقد قامت القوات الأمريكية وحواماتها , بترويع الأهالي في مدينة الحسكة , وعرضت حياتهم للخطر , وقصفت منشاّت تعليمية وبيوت المدنيين , وتسببت بكارثة نزوحٍ جديدة لأكثر من 1000 عائلة , رغم الظروف الجوية القاسية , تحت عنوان البحث عن الفارين وملاحقتهم.
وعلى المقلب العراقي , يحرص العراقيون على عدم السماح لأي فلولٍ داعشي من تجاوز الحدود العراقية , لمنع واشنطن من إعادة إحيائه والتذرع به لعدم تنفيذ إتفاق الإنسحاب بشكل كامل .. وفي هذا السياق يأتي تحرك الجيش والشرطة العراقية والحشد الشعبي وكافة أحزاب وفصائل المقاومة , بإطلاق العملية تلو العملية لتطهير البلاد من فلول التنظيم الإرهابي , على غرار إطلاق العملية الجديدة من ديالى إلى سامراء وغير مدن ومناطق.
فالمصالحات والتسويات التي فتحت لها الدولة السورية أبوابها على مصراعيها , أضعفت هيمنة ورواية “قسد” على المشهد العام , واستطاعت الدولة السورية كسب المعركة الإعلامية , أمام الرواية المعاكسة التي سعى أعداء سورية لتسويقها , وبدأت قوافل العائدين إلى حضن الدولة تتدفق من كافة مناطق الشرق السوري مدناً وبلدات وأرياف , بالإضافة إلى الدور الكبير الذي لعبه بعض زعماء العشائر العربية , في نشر الوعي والنصح ما بين أبنائهم , فكانت المصالحات والتسويات مكرمةً كبيرة من الدولة السورية , حظيت بتقدير العائدين وعوائلهم وأهاليهم.
من خلال التوثيق المستمر لوكالة سانا , فقد قامت واشنطن بإخراج ونقل العديد من قياديي “داعش” من سجون “قسد” إن كان عبر الحوامات أو عبر البر , إلى سفارتها في العراق وإلى أماكن أخرى لأهداف وغايات مجهولة , فيما تكفل الكرد “حراس داعش” بعمليات تهريب بعض الدواعش وعوائلهم مقابل أموال طائلة .. وهنا يطرح السؤال نفسه , هل تواطئت “قسد” في سيناريو العصيان الداعشي داخل سجن الثانوية الصناعية , وشاركت بفعالية في عملية إعادة إطلاقهم , أم فوجئت بما حدث , ووجدت نفسها بمواجهة الفارين حقاً ؟.. وهل تسعى واشنطن للمزيد من الضغوط على الإنفصاليين , وشد أزرهم , ودفعهم إلى المزيد من الممارسات الإجرامية وطرد المكون العربي من مناطق سيطرتهم , أم لتحجيمهم تمهيداً للتخلي عن الورقة الكردية في البازارات القادمة , مع ارتفاع احتمالية التوصل إلى حزمة من الحلول قريباً , من الملف النووي الإيراني إلى الملف الأوكراني , مروراً بالملف السوري واللبناني والليبي واليمني , فيما سيبقى الملف العراقي ( النفط العراقي ) مثار إهتمام الإدارة الأمريكية , ولن تتخلى عنه إلاّ مكرهة , بتضافر جهود الجيش والأجهزة الأمنية وأحزاب وفصائل المقاومة العراقية.
ومن حيث النتيجة , تمت عملية إعادة إحياء التنظيم , وتمت عملية العبث بالأمن والإستقرار على جانبي الحدود السورية والعراقية , وهذا ما تبحث عنه واشنطن , لتبرير استمرار وجودها في العراق , بعد أن ادعت بسحب قواتها العسكرية , واحتفاظها فقط بالمستشارين والموظفين .. كذلك في سورية , بهدف تبرير عدم انسحابها وأقله في الوقت الراهن , فعلى الرغم من عدم إمتلاكها استراتيجيةً واضحة في سورية , وبإعتراف الوزير بلينكن , إلا أنها تسعى للحفاظ على ربط الملف السوري بعشرات الملفات الإقليمية والدولية , التي حرصت على ربطها بعقد مستعصية منذ سنوات , لحين نضوج البازار الكبير مع روسيا والصين , وكلٌ على حدة إن أمكنها ذلك.
ويبقى المشهد – السيناريو , وهروب المئات من عناصر “داعش” , رهن التقييم , وما ستحمله الأيام وربما الأاسابيع القادمة , لكن وعلى جميع الأحوال يبقى تقييم الدولة السورية هو الأهم , كونها صاحبة الأرض , والمسؤولة عن أمن وسلامة مواطنيها , والتي استطاعت فك شيفرة المخطط الصهيو – أمريكي , منذ بداية الحرب على سورية , وفي بيان لوزارة خارجيتها بالأمس , صبت تركيزها على أس الموضوع , وطالبت بـ “إنسحاب القوات الأمريكية من شمال سورية الشرقي , والقوات التركية من شمال سورية الغربي” , واعتبرت أن “ما تقترفه القوات الأمريكية وميليشيات “قسد” أعمالاً ترقى إلى مستوى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية” , وطالبت مجلس الأمن بـ “التصدي لمسؤولياته في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين وحماية المدنيين الأبرياء في الشمال والشمال الشرقي من سورية”… فقد قامت القوات الأمريكية وحواماتها , بترويع الأهالي في مدينة الحسكة , وعرضت حياتهم للخطر , وقصفت منشاّت تعليمية وبيوت المدنيين , وتسببت بكارثة نزوحٍ جديدة لأكثر من 1000 عائلة , رغم الظروف الجوية القاسية , تحت عنوان البحث عن الفارين وملاحقتهم.
وعلى المقلب العراقي , يحرص العراقيون على عدم السماح لأي فلولٍ داعشي من تجاوز الحدود العراقية , لمنع واشنطن من إعادة إحيائه والتذرع به لعدم تنفيذ إتفاق الإنسحاب بشكل كامل .. وفي هذا السياق يأتي تحرك الجيش والشرطة العراقية والحشد الشعبي وكافة أحزاب وفصائل المقاومة , بإطلاق العملية تلو العملية لتطهير البلاد من فلول التنظيم الإرهابي , على غرار إطلاق العملية الجديدة من ديالى إلى سامراء وغير مدن ومناطق.